نبيه البرجي - دع عدوكَ يستيقظ ...ميتاً

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 23, 2021

اذا كان الأوروبيون يرون أن المجانين وحدهم، ربما، يفهمون كيف تفكر أميركا، ماذا يمكن أن يقول العرب؟


أي عرب؟ اما دول محطمة، أو دول ضائعة، أو دول تحت ادارة الجنرال كينيث ماكنزي...



قراءة بانورامية للمشهد. نستذكر سؤال السيناتور بيرني ساندرز «هل يفترض برئيس الولايات المتحدة أن يكون اسرائيلياً ليكون أميركيا»؟ً لاحظ أن بعض الرؤساء يعتبرون أن الكتاب المقدس أمرهم بذلك.

يستدرك « كيهودي، لا علم لي بأي صفقة ايديولوجية، أو أي صفقة استراتيجية، بيننا وبين الله». التعقيب جاء من الملياردير النيويوركي شلدون ادلسون «لعلك قرأت التوراة بعيني... ذبابة»!

هكذا لكي لا يسقط جو بايدن في الكونغرس. هنا الهيكل الثالث، بعد الهيكل الأول الذي دمره نبوخذ نصر البابلي، والهيكل الثاني الذي دمره تيتوس الروماني. الرئيس الأميركي الذي يحاول، بكل الطرق، الهروب من شبح دونالد ترامب، بدا وكأنه ظل له حين قال ان ادارته ستبذل قصارى جهدها لتوسيع ميثاق ابراهيم.


لا أمبراطورية في التاريخ تأرجحت، هكذا، بين البارانويا والشيزوفرانيا. الدولة التي تبرر وجودها، وجود المحتل، ووجود الغانغستر، على الأرض السورية، بالتصدي لمقاتلي «داعش»، هي التي تنقل هؤلاء بالأباتشي، الى أفغانستان، و حتى الى أذربيجان.

أيضاً هي موجودة هناك لحماية الأكراد. حمايتهم ممن؟ الادارة اياها (يا للسخرية!) تندد بعملية قام بها الأكراد ضد القوات التركية، دون أن ترى دبابات رجب طيب اردوغان على الأرض السورية لادارة تلك الفصائل التي طالما قلنا انها الآتية من قاع الأمم، ومن قاع الأزمنة.



أميركا تعبث بالجميع، وتستخدم الجميع. ها هي تراقص الرئيس التركي كما تراقص الفيلة الثعابين. نظيرها في الزبائنية يمسك الآن بالكثير من الخيوط الأفغانية التي تحتاج اليها الولايات المتحدة في تعاطيها مع ايران، بعدما بات واضحاً من هي الجهة التي حركت الخاصرة الاذربيجانية (أو الآذرية).

لا أحد يدري ما في رأس آيات الله ان في التباطؤ في المحادثات مع السعودية، وحيث التصريحات اللولبية حول النتائج، أو في استئناف مفاوضات فيينا. الأوروبيون يعتبرون أن سياسة التباطؤ ليست في مصلحة ايران التي تعلم أن هناك في واشنطن، وفي «تل أبيب»، ناهيك عن عواصم اقليمية، من هو ضالع في تنفيذ السيناريوات التي تنطلق من نظرية البروفسور ماكس مانوارينغ.

هذا الباحث المحترف في الشؤون الاستخباراتية، كما في الشؤون الاستراتيجية، يرى أن اسلوب الحروب القديمة قد انتهى. حروب الجيل الرابع تقوم على مبدأ «الانهاك ـ التآكل الداخلي»، وتحت هذا العنوان المروع «دع عدوك يستيقظ... ميتاً»!!


الولايات المتحدة لن تغادر المنطقة قبل تفجيرها بصراعات عبثية. بطبيعة الحال باستثناء «اسرائيل» التي قال ناعوم تشومسكي ساخراً أنها في «الفراش الأميركي «، مستخدماً تعبير «يهوه الأميركي»...

بالغطرسة الاسبارطية اياها، ودون أن يعترض أحد في هذا العالم، يعلن نفتالي بينيت أن مرتفعات الجولان السورية، مثل القدس، «اسرائيلية» الى الأبد، وأنه سيلجأ الى كل الوسائل لاجتثاث الايرانيين من سوريا، اضافة الى استجلاب نصف مليون يهودي من الولايات المتحدة بعدما تبين أن اليهود يذوبون هناك بفعل التزاوج المختلط.



لا داعي لأن نكون مجانين لنفهم أميركا. «اسرائيل» أولاً وأخيراً. وبعدما كان جو بايدن يعتزم الانسحاب من سوريا جاءه الانذار من تلة الكابيتول «لن تكون أكثر من جثة في البيت الأبيض». الوجود الأميركي حيوي جداً، وضروري جداً، في سوريا. «الاسرائيليون» يتساءلون» أليس في خطة بشار الأسد أن يجعل من بلاده دولة المليون صاروخ»؟

كيف سيكون وضع «اسرائيل» في هذه الحال؟ اذا كانت صواريخ حزب الله، وهو حزب لا دولة، ويتحرك داخل تلك الخطوط (والتضاريس) اللبنانية المتعرجة، تثير الهلع في «اسرائيل»، ما بالكم بدولة مثل سوريا؟

ربما الاجابة لدى المؤرخ، والباحث، يوسي بلوم هاليفي «الاقامة الأبدية في الملاجئ أو في... القبور»!!