من الأب معين سابا.. لاهلنا في لبنان والإغتراب

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 22, 2021

تحت عنوان "اهلنا في لبنان والإغتراب"، كتب الأب معين سابا المرسل اللبناني:

ماذا تنفع المراكز إن لم يقم المسؤولون فيها بأدوارهم المناطة بهم لخدمة من وظّفوا لأجلهم.
من هنا نسأل ما نفع رئاسة الجمهوريّة، إذا كانت مؤسّسات الدولة تنهار واحدة تلوى الأخرى حتى بات معظمها في حالة شلل تام؟ ماذا تنفع رئاسة الجمهوريّة، إذا كانت الحدود فالتة على مصراعيها أمام الميليشيات وكرتالات التهريب؟
ماذا تنفع رئاسة الجمهوريّة إذا كان القوي يأكل الضعيف في دولة الموز هذه؟
ماذا تنفع رئاسة الجمهوريّة إذا كانت بعض الدول الخارجيّة تتباهى بسيطرتها على مفاصل الجمهوريّة اللبنانيّة؟
ماذا تنفع رئاسة الجمهوريّة وساكني القصر الجمهوري إذا كان الشعب أو يموت جوعاً أو مرضاً، أو يهرع الى الهجرة ولو الى أفقر البلدان في العالم.
ماذا ينفع المجلس النيابي إذا كانت أعضاؤه تمثّل الزعماء وليس الشعب؟
ماذا ينفع المجلس النيابي إذا كان أعضاؤه يتنافسون على المحاصصات وليس على وضع القوانين والتشريعات التي تدفع بالوطن الى النمو والتطوّر؟

ماذا ينفع المجلس النيابي إذا كان عمله يقتصر على دفاع كلّ فريق عن زعيمه وليس عن حاجات الناس وحقوقها؟
ماذا ينفع المجلس النيابي إذا كان أعضاؤه مافيا يسرقون كلٌّ بدوره الأموال العاّمة، والأموال الشخصيّة؟
ماذا ينفع مجلساً نيابياً إذا كان لا يسمع أعضاؤه أنين الفقراء والمظلومين لا بل يتسترون وراء الحصانات ليتجنبوا القضاء إذا ما كُشِفَت عوراتهم وسرقاتهم؟
ماذ ينفع مجلس الوزراء إذا كان تشكيله، في كلّ مرّة، يخضع لمبارزات وسجالات أساسها الحصص وليست المشاريع؟
ماذا ينفع مجلس الوزراء إذا كان يشبه عربة يشدّها أحصنة من الأمام ومثلهم من الوراء؟
ماذا ينفع مجلس وزاري إذا كانت حياته واستمراريته مرتبطة بمزاج المرجعيّات السياسيّة وليست بالقوانين.
ما نفع مجلس وزاري، الوزارات فيه قُسّمت الى سياديّة ودسمة الخ لا نسبة الى إنتاجياتها إنّما نسبة الى تأمينها الأموال الحرام للفريق الذي يستلمها؟
ما نفع حكومة تنعقد لتحلّ عقد الزعماء وتعلّق جلساتها بسبب خلافاتهم ومطالبهم الفرعونيّة.
ما نفع كلّ هذه المراكز وغيرها إذا كان شاغلوها

فاسدون سارقون، جشعون، لا ضمير لديهم ولا مبادئ وأخلاق وقيم ودين.
ماذا نعدّد من مفاسدهم، تطيير أموال المودعين، تهريب الأموال الى الخارج، تفجير المرفأ وتدمير نصف بيروت، تدمير مؤسّسات الدولة، تخريب الثورة بقتل بعضها، أو تهديد بعضها الآخر أو استمالة وتهجير آخرين، ضرب البلاد بالجوع، وفقدان الأدوية والقدرة على الإستشفاء والتعلّم بسبب تدنّي قيمة الليرة مقابل ارتفاع الدولار، تخريب القطاعات على أنواعها، رفض التوقيع على بطاقة التمويل التي أمّن أموالها الصندوق الأوروبي لأنّ نوابنا الأجاويد أرادوا تحويلها لبطاقة إنتخابيّة.
إرحلوا عنّا يا لعنة التاريخ والسماء، إرحلوا عنّا يا شياطين الموت الأحمر، إرحلوا عنّا يا أبالسة الرؤى التدميريّة، إرحلوا عنّا با عفاريت الصراعات المذهبيّة والطائفيّة خدمة للبقاء في السلطة والتسلّط، إرحلوا عنّا يا ذئاباً بقلوب قاسية لا تشعر بوجع طفلٍ، وهمّ والد، وخوف والدة، ويأس شاب وشابّة قتلتم أحلامهم وهم حلم الوطن، إرحلوا عنّا يا فراعنة القرن الواحد والعشرين، ومصاصي دماء البشر العصريين، إرحلوا عنّا لأننا لا نريدكم، ولا نريد أن نرى وجوهكم، ونسمع كلامك، وننتظر مشاريعكم المظلمة. أنتم مرفوضون

وبقاؤكم غير مرغوب به لأنّكم فرضتم بقاءكم بقوّة السلاح واغتصاب السلطات وتجييرها لمصالحكم النرجسيّة العفنة.
إرحلوا إذا بقي لكم شيء من الكرامة لأنكم دنّستم كرامة الله وكرامة الوطن والمواطن معاً.