خاص- هل يردّ الحزب على "القوات" بالزمان والمكان المناسبين؟ - علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Monday, October 18, 2021

خاص- الكلمة اونلاين

علي الأحمد

غضب كبير لا يزال يسيطر على غالبية الطائفة الشيعية بعد سقوط 7 ضحايا في الأحداث المرعبة التي شهدتها منطقة الطيونة يوم الخميس، وعدة مؤشرات تدل على أن صفحة "الخميس الأسود" لن تتطوى، وأن الأيام القادمة ستشهد إنفجارًا أمنيًا شبيه لما حصل بين الشياح وعين الرمانة.

لا يؤيد معظم الشيعة موقف الحزب ورفضه الإنجرار إلى الحرب الأهلية، بل يريدون الثأر من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بإعتباره مسؤول عن "الكمين" الذي نصبته القوات لتظاهرة الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل أمام قصر العدل، لكن مصدر مقرب من حارة حريك يؤكد أن الحزب لن ينجر إلى الفتنة الداخلية، وأن كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله يوم غد الإثنين سيكون بهذا الإتجاه مع إصراره على الإطاحة بالمحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

ما يميز بين أحداث خلدة وإستباكات الطيونة، هو أن الدماء التي سقطت في خلدة تخص حزب الله وحده، أما التي سقطت في الطيونة تعني الحزب وحركة أمل معًا، لذلك يعول معظم الراغبين بالإنتقام على رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وبإعتقادهم أنه لن يسمح بمرور هذه المجزرة دون الثأر، أقله لدماء الحركيين، لذلك قد يكون هناك تباينًا في المواقف بين عين التينة وحارة حريك فيما يتعلق بمرحلة ما بعد أحداث "الخميس الأسود".

نصر الله وفي خطابه يوم غد قد يدعو إلى أمرٍ من أثنين، أما أن تحال مجزرة الطيونة إلى المجلس العدلي ويكون جعجع أول المطلوبين للتحقيق وأن تتم إقالة القاضي طارق البيطار وكفّ يده عن ملف التحقيقات في جريمة مرفأ بيروت، وأما الإعلان أن حزب الله سيثأر الدماء التي سقطت في 14 تشرين لكن في الزمان والمكان المناسبين.

هناك تخوف جدي من أن نشهد عمليات إغتيال لمسؤولين في القوات اللبنانية، خصوصاً أن بحوزة حزب الله أسماء عدة شخصيات يعتبرها مسؤولة عن ما حصل في الطيونة، وخير دليل هو طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من القضاء والأجهزة الأمنية الإسراع في كشف ملابسات ما حصل في 14 تشرين، كي لا يضطر فريق معين إلى الثأر بيده، ما يرفع إحتمال نشوب حرب داخلية قد لا تنتهي إلا بوقوع خسائر بشرية فادحة وأن نعود إلى الإقتتال الداخلي، وحينها يقع لبنان فعلاً في فخّ الحرب الأهلية على غرار ما حصل عام 1975.

إن أحداث الطيونة قد تفتح المجال أمام الرئيس برّي لقلب الموازين وإعادة تحسين موقعه في الداخل والخارج، فهو أما يستفيد سياسيًا من الكارثة عبر تفويض حزب الله بالتصرف مقابل شروط معينة تضمن بقاءه على رأس السلطة وفي الإنتخابات النيابية وعودته إلى حضن دمشق، وذلك بسبب تخوف الحزب من أي خطوة عسكرية داخلية قد يقدم عليها برّي تؤدي حكمًا إلى الضرر بالحزب الذي يخشى تفلت الوضع الأمني وإجباره على القتال ما يضعه بمواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي الذي يرغب بوقوع الحزب في فخّ الفتنة، وأما أن يقوم برّي بالإنتقام للدماء التي سقطت، وحينها يصبح البطل الشيعي الذي رفض كسر طائفته وأعاد الإعتبار إليها، وفي الحالتين يكون برّي قد حقق مكاسب سياسية أو شعبية تصب في مصلحته كرئيس حركة أمل، خصوصاً بعد الحديث عن إنتهاء دوره السياسي في لبنان.