خاص- بعد فوضى فائض الثقة بالنفس.. هل يتنحى البيطار بنفسه؟- زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 16, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

زينة عبود

على كف عفريت يقف لبنان اليوم بعد موجة الانهيارات الكبرى التي ألمّت به على كل الصعد وآخرها الحدث الأمني الخطير الذي شهده اللبنانيون على خطّ تماس قديم – جديد أعاد الى أذهانهم ذكريات الحرب الأهلية الألمية ومشاهد الرعب التي عاشها أهالي الطيونة وعين الرمانة والشياح ومناطق الجوار أدت الى سقوط سبعة قتلى واثنين وثلاثين جريحا.. فصلُ "الميني" حرب التي حصل بالأمس والمظاهر المسلّحة التي انتشرت في المنطقة أرادها حزب الله للقول "تنحية القاضي طارق البيطار عن قضية انفجار المرفأ إن لم تحصل بالحسنة فإنها ستحصل بالقوة".

فعلٌ وردّة فعل
إذا كان حزب الله ومعه حركة أمل غير متورطين بجريمة العصر التي شهدتها العاصمة بيروت في الرابع من آب فلماذا لا يذهب المدّعى عليهم، وهم أساسا من حلفاء الحزب فقط، ببساطة ويمثلون أمام القضاء المحلي الذين طالبوا به حين رفضوا أي تحقيق دولي اعتبروه مسيّسا مسبقاً؟ لماذا رفع السقف في الشارع والتصعيد الأمني بالشكل الذي حصل أمس حتى قبل إصدار المحقق العدلي قراره الظني، لماذا هذا الاستباق والاستعجال في الفوضى وجرّ البلد الى مأزق أمني هو بغنى عنه في هذه الظروف الدقيقة التي يمرّ بها؟ ألم يكن يدرك الحزب أن قيامه بنقل ترسانته العسكرية الى الطيونة وعين الرمانة سيستفزّ أهل هذه المنطقة أم أنه كان يتوقّع منهم وهم أكثر المناهضين لمنطق الدويلة والسلاح غير الشرعي أن يقفوا على شرفات منازلهم ويتفرّجون على التظاهرة "السلمية" المدجّجة بالسلاح تمرّ أمام أعينهم وكأنهم يشاهدون فيلما بوليسياً وبيدهم علبة "بوب كورن"؟

دفاع أو مكاسب؟
على الضفّة المقابلة، بدت القوات اللبنانية أمس الصوت المدافع عن القاضي طارق البيطار وعن أهل الطائفة المسيحية في عين الرمانة ضاربةً بعرض الحائط شعار "بناء الدولة" الذي يرفعه الحزب المسيحي وينادي به، ولكن دائما هناك "فعل وردّة فعل"، والأوساط المتابعة تقول إن هذا التوقيت اليوم لردّة الفعل تلك، يندرج في خانة الحشد الشعبي على مشارف الانتخابات النيابية إذ ان أسهم القوات اللبنانية ارتفعت اليوم في الشارع المسيحي الذي يرى ان رئيس الحزب سمير جعجع أثبت أنه قادر فعلا لا قولا على الوقوف بوجه منطق الترهيب والهيمنة. نعم، للأسف مرة جديدة تُستثمر الشوارع وتتمّ المخاطر بالسلم الأمني لصالح مكاسب انتخابية من هنا وهناك.

ماذا بعد الشارع؟
تبعا للأوساط المتابعة فإن لعبة الشارع قد انتهت مبدئيا رغم الحذر والخشية من بعض الحساسيات التي قد تدغدغ الهدوء الذي تعمل وحدات الجيش على تثبيته من خلال إقامة حواجز أمنية عند مداخل فرن الشباك، الطيونة، عين الرمانة والعدلية حيث يقوم أيضا بعمليات تفتيش للسيارات والمارة في تلك المناطق.
واليوم تتّجه الأنظار الى المسار الذي ستسلكه قضية انفجار المرفأ في ظل تمترس الثنائي الشيعي وراء موقفه وقراره بشلّ العمل الحكومي الذي انتظره اللبنانيون طويلا، وعدم عقد أي جلسة لمجلس الوزراء ما لم تكن مخصّصة لتنحية القاضي البيطار من منصبه والإتيان بقاض آخر يرضى عن طريقة عمله حزب الله وحركة أمل أو بمعنى أوضح المطلوب الإتيان بقاض يرضخ لأصحاب فائض القوة والسلاح غير الشرعي.

ويبدو بحسب المعلومات، ان البيطار يدرس خياراته وتداعياتها، فهو وإن كان يستمدّ قوته وقراره بالبقاء وعدم التنحي من الإرادة الشعبية وفي صدارتها إرادة أهالي ضحايا انفجار المرفأ الذين يقفون في ظهره ويدعمونه حتى النهاية وهم عبّروا وما زالوا عن رضاهم وثقتهم بالمسار الذي تسلكه التحقيقات وصولا الى كشف الحقيقة وبزوغ شمس الحق والعدالة، إلا أنه يفكّر ايضا بسحب فتيل الأزمة من جيبه وإعلان تنحّيه.. وإذا حصل ذلك بأي تخريجة كانت، يكون حزب الله قد سجّل نقطة جديدة وربح المعركة مرّة أخرى بقوة سلاحه ودويلته الآخذة في التمدّد.