عون الغائب عن السلطة وإدارة شؤون البلاد والعباد، لم يتصل أمس بنصرالله ليسأله عما كانت تفعل مليشياته في عين الرمانة، أو ليسأله لماذا اطلقوا النار على مجموعة شبان فيما كانوا امام منازلهم، أو ليلفت انتباهه إلى أن قصر العدل هو بالقرب من المتحف، ولا شأن لهم في عين الرمانة. نعم، تغاضى عون عن كل هذه الوقائع واتصل منزعجاً بسمير جعجع، الذي أكّد له أن لا علاقة للقوات بما تعرّضت له مليشيات نصرالله والتحقيق سيكشف كامل الملابسات... حتى عون، باتصالاته يوم أمس مارس الصيف والشتاء، فمدح المعتدي وألقى اللوم على الضحية، وكأنه استفاق بعد سبات عميق وقد شرب حليب السباع... فيا ليته شربه قبل جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي انعقدت في بعبدا برئاسته، ووضع حداً لتطاول وزير نصرالله في الحكومة الذي هدّد وزير الداخلية ورفع صوته بوجه كل الحاضرين غير آبه لا برئيس ولا بمرؤوس ولا بحرمة قصر له رمزيته ولا برئيس قوي ولا بعماد أو عميد... فخامة الرئيس، مارس سطوتك حيث يجب، وانتفض حيث يلزم، وانزعج وأَكثِر من الإنزعاج من الذين يتربصون شراً بلبنان، ومن الذين هدموا عهدك، وليس من حماة القانون والدستور والدولة، وعين الرمانة قلب هذه الدولة وفي طليعتها... والسلام.
