خاص- ميقاتي يتذاكى على السعودية... وسيدفن الحريري حيّاً...!!- سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 10, 2021

خاص- الكلمة أون لاين
سيمون ابو فاضل

بعد اقل من شهر على تشكيل الحكومة الثالثة للعهد برئاسة نجيب ميقاتي، بدا واضحا ان رئيس الجمهورية ميشال عون اتى بالحكومات هذه وفق الشروط والمعايير التي تمسك بها، مشكلا بذلك انتصارا واضحا، و بدا ميقاتي الاكثر تجاوبا معه، على ما دل اخراج تشكيل الحكومة واخضاع وزراء سنّة على سبيل المثال لاستجواب عند النائب جبران باسيل.

اجاد ميقاتي المناورة في وصوله الى السراي الكبير، حيث كان يطلب من الرئيس المكلف سعد الحريري عدم الاعتذار، في موازاة تحضير نفسه لخلافته، بالتنسيق مع الجانب الفرنسي، الذي يعتبر ميقاتي الى جانب عدد من السياسيين مدرجين على لائحة التعاون معه على اكثر من صعيد..

وصل ميقاتي الى مبتغاه وشكل الحكومة، واستدمع عينيه العصيّتين على الدمع، واستبكى ذاته في بعبدا، نتيجة تألمه على فساد فقراء لبنان الذين حصلوا على قروض اسكان مدعومة، وحققوا صفقات في مجال الاتصالات على اكثر من صعيد، والقضاء شاهد.

اذاً، ميقاتي الذي قبل هذه المهمة خدمة للشعب اللبناني المتضامن معه ضد المنظومة السياسية التي خرج من تحت "باطها"، ولا سيما الثنائي الشيعي ونادي رؤساء الحكومات التي يصفهم بعض أعضائه وتحديدا فؤاد السنيورة بـ"المفرط بصلاحيات رئاسة الحكومة"، اذ يعتبر ميقاتي أن هذه القوى اعتمدت ممارسات اوصلت البلاد الى ما هي عليه، وكأنه كان خارجها، علما بأن ملفا قضائيا يطاله في حقل الاتصالات تم سحبه من قلم المحكمة بعيد تسميته رئيسا مكلفا في العام ٢٠١١، لكن هذا الامر لا علاقة له بمساره السياسي الذي لا تشوبه شائبة وفق قناعته، بل بعمله التجاري بعيدا عن صرف النفوذ.

هذا الاستخفاف من جانب ميقاتي بالداخل اللبناني، على غرار اتهامه القاضي طارق البيطار بالشعبوية، وانكاره تعرضه للتهديد ارضاء لكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، لا يمكن انسحابه على العلاقة مع السعودية، حيث اعتبر ان مجاملة قيادتها بوصفها قبلته السياسية والدينية، من شأنها ان تفتح له الباب على مصراعيه، وهو الذي زارها مرارا اثر تعيينه رئيسا للحكومة من قبل القمصان السود في العام ٢٠١١، بهدف تأدية العمرة، وكانت القيادة السعودية تتجاهله لشراكته مع قوى الممانعة في نسف اتفاق الدوحة.

اذاً، استدراج السعودية لدعم لبنان فيما حلفاء ميقاتي في الحكومة، اي حزب الله، يستمر في تدريب الحوثيين الذين يقصفون السعودية دون اي استنكار من قبله، وآخر التعديات كانت على مطار جازان منذ يومين، كما وان رئيس الجمهورية وتياره يغطيان قرار حزب الله في حروبه هذه، ولذلك فإن السعودية التي اعتبرت حكومة ميقاتي في العام ٢٠١١ حكومة حزب الله لم ولن تعدل في خيارها سيما وان حكومة ميقاتي الحالية اتت نتيجة تسوية فرنسية - ايرانية اي انها فارسية الهوية بامتياز.

لذلك، فإن مغازلة السعودية التي لديها استراتيجية جديدة داخليا وخارجيا، رسمها ولي العهد محمد بن سلمان، تستند الى منطق العقل، لن يجذبها اي كلام معسول على غرار "دس السم في العسل"، لأن للدول سياسات واضحة بعيدا عن منطق المجاملة والتقية، وان كلام ميقاتي هذا سواء عن قصد او عدمه يظهر السعودية وكأنها تتخذ موقفا سلبيا من لبنان وشعبه، في مقابل كلام ايجابي تجاهها من قبل رئيس حكومة مظلل بغطاء حزب الله، والدليل على ذلك عدم اتخاد اي موقف رسمي فعلي من اختراق الحدود عبر صهاريج النفط الايرانية، فالسعودية لن تبدل في موقفها بل باتت اصلب وفق ما هي المعطيات، لكون حزب الله يهيمن على الدولة بموافقة سنيّة مباشرة من رئيس الحكومة ميقاتي.

والى جانب المناورة على السعودية، يعمد ميقاتي الى مناورة على زميله في نادي رؤساء الحكومات سعد الحريري الذي يغرق في مجموعة ازمات، قد يكون لها تأثير على مصيره السياسي من موقعه كزعيم للسنّة، اذا ما اعتبر انه قادر على استنهاض شعبيته بإدارة معركة انتخابية تستهدف عون وباسيل، ومتجاوزا حزب الله وهيمنته على البلاد.

يراهن ميقاتي ان الجانب الفرنسي ممكن ان ينجح في فتح الابواب له مع القيادة السعودية بما يمكنه من ان يكون الزعيم الجديد للسنّة نظرا لمقدراته التي يفتقدها الحريري.

وقد جاء بيان "تيار المستقبل"، عبر الاوساط، ليكشف عدم الثقة به، لا سيما في تحميله مسؤولية انهيار البلاد للقوى السياسية، بما يعني ان هكذا حسابات لن تجمعهما في الانتخابات النيابية، بحيث أن ميقاتي والحريري سيسعيان لتعزيز موقعهما، سيما ان ميقاتي في تفاهماته المتميز بصناعتها في كل المجالات تمكن من عقد اتفاق مع باسيل، من طياته مجازيا "دفن الحريري طيب" او "وأده " ليكون هو الزعيم السني لرفضه البقاء في الصف الثاني داخل نادي رؤساء الحكومات.

لكن هل يريد ميقاتي الترشح الى الانتخابات النيابية؟

يقول رئيس تيار العزم، اي "ميقاتي"، امام زواره بانه حالياً غير راغب بالترشح، لكن اذا ما كان الشارع السني في كل لبنان بات في حاجة اليه واستدعاه لهذا الدور، فهو مستعد لخوض انتخابات على مستوى لبنان، سيما ان الحريري يبدو منهارا ولن يستطيع ان يمضي في دوره القيادي للطائفة .."