خاص- هل تمهد سيطرة ايران على لبنان لتفكيكه؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 9, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لا يمكن وضع زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت، شكلا ومضمونا الا في خانة ترسيخ تعاظم الدور الايراني ونفوذ طهران في لبنان من خلال حزب الله. عبد اللهيان الذي اوصل مجموعة رسائل لواشنطن وحلفائها سواء من خلال حركته التي بدأت من موسكو او من خلال اصراره على الدفع باتجاه مزيد من النفوذ الاقتصادي لايران بعد سيطرتها شبه التامة العسكرية والسياسية، اراد لزيارته هذا التوقيت بالذات مسابقا باريس للاستثمار بالتسوية الايرانية- الفرنسية التي ادت لتشكيل الحكومة الجديدة كما للقول للاميركيين على عتبة عقد اتفاق نووي جديد معهم ان لبنان لن يخضع من جديد لتوجهات واشنطن المالية والاقتصادية من بوابة صندوق النقد الدولي او غيره وانها قادرة كما فعلت بملف المحروقات على جذبه الى مداره الاقتصادي، وبدا ذلك جليا من خلال طرحه علنا وصراحة بناء معامل للكهرباء.

وتعتبر مصادر متابعة للتحولات الكبيرة الحاصلة في المنطقة والتي تضع لبنان اكثر من اي وقت مضى في الحضن الايراني، ان تسليم البلد لطهران لن يمر مرور الكرام انما سيؤدي لتغيرات كبيرة تطال نظامه وصولا لكيانه. وفي هذا المجال، يعتبر نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش ان "ما يميز حزب الله وولاية الفقيه قدرتهم على الصبر لتحقيق اهدافهم الاستراتيجية، فهم اسقطوا لبنان في وقت بقيت دول العالم متفرجة ويسعون اليوم لبسط سيطرتهم الكاملة وفق منطق الاغتصاب من اجل الزواج"، لافتا الى ان "الامور لم تنته ولم ينجح الحزب بعد برفع راية ايران على كامل الاراضي اللبنانية. لبنان سيبقى ورقة مساومة بين ايدي الايرانيين سيلعبونها حين يضمنون اعترافا بنفوذهم على المتوسط". ويضيف علوش:"قد نكون بصدد اعادة رسم خرائط جديدة للمنطقة. طرح المثالثة سيؤدي لسقوط الحدود، علما ان حدود المناطق المسيحية التي ستكون مستقلة على ان يبدأ ذلك بلامركزية موسعة من ثم فدرالية وبعدها انفصال تام، باتت مرسومة وواضحة المعالم. اما الوجود السني كما المنطقة التي تسيطر عليها ايران فلم تتضح معالمهما بعد". ويرى علوش ان كل ما سبق "قد لا يمر بسهولة عبر المفاوضات، اذ  قد نمر بفترة من العنف.. اما مهمة الحكومة الحالية فادارة الكارثة والابقاء على هيكل الدولة قائما بانتظار ان تأتي الحلول الكبرى للبنان وسوريا". 

ويرى مدير معهد "الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية‪‪" ‬الدكتور سامي نادر  ان "تسليم لبنان لحزب الله تم بفعل تسويات قام فيها افرقاء الداخل بدءا بالتسوية التي حصلت عشية وصول دونالد ترامب لسدة الرئاسة الاميركية، بحيث قدموا لحزب الله السلطة السياسية على طبق من فضة بعدما كان الغالب حصرا على المستوى العسكري"، معتبرا انه "مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن لبنان لم يعد اولوية بحيث تم تسليمه للفرنسيين ولو لمرحلة وضمن شروط. اما التسوية الايرانية الفرنسية فهي هشة ومرحلية، وبالتالي ما يقوم به حزب الله لجهة السيطرة سياسيا وعسكريا لا يغير كثيرا بالمعادلة الاقتصادية- المالية ما يضعه بمواجهة مع الناس" .

وتبدو الناشطة السياسية المعارضة الدكتورة منى فياض مستاءة لما آلت اليه الامور، معتبرة انه "تم افقار الشعب اللبناني وسرقته والقضاء على مقومات وجوده وسلبه حقوقه ليبيعوه اياها اليوم بالقطارة، وللاسف هناك من اللبنانيين من هو سعيد وممنون لذلك"، لافتة الى ان "الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستعد لبيع لبنان كي يضمن اعادة انتخابه وتأمين عقود بمليارات الدولارات لشركات فرنسية". وتضيف:"هيمنة حزب الله على البلد لا يمكن ان يسكت الجميع عنها. للاسف قد نكون على موعد مع حدث امني كبير كي يمنعوا اجراء الانتخابات كما على موعد مع دوامة عنف جديدة وحتى حرب اهلية". وتسأل فياض:"هل ستسلم واشنطن البلد لايران كما حصل في افغانستان؟ على كل الاحوال كوادر لبنان تركوه وقد يكون بات اسهل حكم البلد الذي لم يعد كما..هو سيكون على الارجح شبيها للدول المحيطة به ونموذج ايراني جديد". 

بالمقابل، لا يؤيد الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص في شؤون "حزب الله"، قاسم قصير فكرة انه تم تسليم لبنان لحزب الله، معتبرا ان ما حصل هو "كسر الحصار والضغط الأميركي على الحزب الذي نجح في تجاوز المرحلة الصعبة"، قائلا:"هو بالنهاية شريك لبقية الافرقاء اللبنانيين ومنهم الرئيس ميقاتي وبري وعون وغيرهم وبالتالي لا يستطيع تغيير النظام لوحده لكنه نجح في تثبيت قوته والصمود". ويعتبر قصير ان "لفرنسا دور مهم في المرحلة المقبلة بالتعاون مع إيران وعدم امتناع اميركي" مشيرا الى اننا "أمام مرحلة انتقالية لا يمكن حسم الأمور فيها بانتظار وضوح الرؤية على صعيد المفاوضات السعوديه الإيرانية كذلك على صعيد الملف النووي".