خاص - إقتراع المغتربين... الشيعة في خطر! محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 5, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

محمد المدني

يبدو أن اللبنانيين المنتشرين حول العالم لن يشاركوا في العملية الإنتخابية التي ستجري في آذار 2021، علمًا أن تاريخ 27 آذار ليس محسومًا بعد لوجود عقبات مالية ولوجستية قد تدفع الجهات المعنية إلى تأجيل الإنتخابات إلى ما بعد شهر رمضان الكريم، لكن تبقى قضية المغتربين أبرز ما يتم التداول به، خصوصاً بعد إعلان حزب الله رغبته بتعليق إقتراع المغتربين لأسباب عدة تتعلق بوضعه الدولي ووضع نوابه على لوائح الإرهاب، ما يمنعه من القيام بحملات إنتخابية ودعائية على غرار باقي الأحزاب التي لا تعاني ما يعانيه حزب الله.

يستنكر حزب الله جميع التهم التي يتعرض لها فيما يخص إقتراع المغتربين، وهو يقدس حق الإنتخاب لجميع اللبنانيين في مختلف دول العالم، ولعل حزب الله هو أكثر الأحزاب التي تريد إجراء الإنتخابات اليوم قبل الغد، لكن الهواجس المتعلقة بملف المغتربين لا تخص حزب الله وحده، بل الطائفة الشيعية بأكملها.

من جملة أمور تدفع الحزب إلى المطالبة بتعليق إقتراع المغتربين، يكشف مصدر مقرب من حارة حريك عن السبب الأبرز وراء هذا المطلب، الا وهو تخوف الحزب من تعرض مناصريه الشيعة المتواجدين في كل أنحاء العالم للخطر، نتيجة ولاءهم أو دعمهم لخط المقاومة الإسلامية الذي يتمثل بحزب الله، وهذا الأمر لن يسمح به الحزب تحت أي ظرف من الظروف.

ويرى الحزب بحسب المصادر المقربة منه، أن الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع الدول الحليفة لها في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، قادرة وبسهولة تامة على معرفة هوية اللبنانيين غير المقيمين الذين سينتخبون حزب الله، وبالتالي سيتعرض الشيعة في أميركا وبعض الدول الأوروبية والعربية إلى خطر العقوبات ومصادرة الأموال والملاحقة والترحيل، وبالتالي قد نصبح أمام مشهد إنتقامي دولي من أبناء الطائفة الشيعية الذين سيدفعون ثمن تأييدهم لمحور الممانعة.

ما يؤكد عدم مشاركة غير المقيمين في الإستحقاق الإنتخابي، هو حصول حزب الله على وعود من كتل نيابية كبرى بدعم موقفه من القضية، وذلك لحماية اللبنانيين الشيعة في الخارج، وبحسب المعطيات فإن حركة أمل والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل وتيار المردة والحزب القومي السوري سيدعمون حزب الله نيابيًا في معركته المتعلقة بتطيير أو تعليق إقتراع المغتربين، لذلك هي لن تحصل لا وفق القانون الذي ينص على تمثيل لبنانيي الخارج 6 نواب في القارات الست، يضافون إلى 128 نائبا في الداخل، وهؤلاء الستة ينتخبهم فقط المغتربون، ولا وفق قانون عام 2018 عبر إشراك المغتربين دون إضافة مقاعد جديدة تختص بهم فقط، إنما إنتخاب المغترب في دائرته الأساسية في لبنان عبر سفارته.

إن تطيير إقتراع المغتربين أو تعليقه كما يسميه حزب الله، سيكون عبر قانون يصدر عن مجلس النواب يُعلّق إقتراع غير المقيمين كي لا تتأذى شريحة كبرى منهم في الخارج أي الشيعة، فضلاً عن أن مجلس النواب قد يتبنى نظرية قدوم المغتربين والإنتخاب في لبنان بحجة تحريك العجلة الإقتصادية وإدخال أموال إلى البلاد، مع الإشارة إلى أن حصر إنتخاب المغتربين بـ 6 مقاعد لن يطبق كما يرغب التيار الوطني الحر، لأنه أيضًا لا يمنح الحق الكامل للمغتربين بالإنتخاب، إذ لا يمكن حصر ملايين المنتشرين بـ 6 مقاعد نيابية فقط.

ومن المتوقع بحسب المصدر، أن يُقدّم حزب الله خدمات إنتخابية للأحزاب التي ستدعم موقفه في مجلس النواب، وذلك عبر تحالفات إنتخابية غير علنية يدعم بها بعض المرشحين في مناطق تتواجد بها أصوات شيعية، كما أن التيار الوطني الحر يؤيد الحزب فيما يتعلق بتعليق إقتراع المغتربين في إنتخابات عام 2022، وذلك بسبب تخوف التيار من نتائج تصويت المنتشرين التي وبنسبة كبيرة لن تكون لصالحه، حيث أن أرقام إنتخابات عام 2018 أظهرت أن القوات اللبنانية تصدرت باقي الأحزاب في أصوات المغتربين، يليها الوطني الحر، وبالتأكيد هذا لا يسر الوطني الحر الذي سيخوض الإنتخابات على قاعدة "نكون أو لا نكون".