خاص- إتفاق مشبوه... كيف عبرت صهاريج الحزب من سوريا إلى لبنان؟- علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 19, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

علي الأحمد

هي مسرحية بطلها حزب الله وضحاياها أبناء بيئته الذين عاشوا نشوة نصر وهمي تمثل بوصول كميات من النفط الإيراني إلى لبنان عبر سوريا، ورغم حنكة الحزب في إخراج المسرحيات والسيناريوهات، إلا أن جملة من الشوائب شابت صفقة الحزب الذي استعاد عطف بيئته عليه، بعد محطات عدة من الإحتجاجات والإنتقادات اللاذعة التي تعرض لها على خلفية الإنهيارات والكوارث التي ضربت لبنان.

بداية وبحسب مصادر سياسية معارضة لحزب الله، "أخبرنا أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أن الباخرة الإيرانية دفع ثمنها رجال أعمال شيعة، ليعود في خطابه الأخير ويقول أن الحزب سيبيع المازوت بسعر أقل من سعر السوق وأن جزءًا من كلفة الباخرة هدية من الجمهورية الإسلامية في إيران وحزب الله إلى الشعب اللبناني، فكيف دُفع ثمن الباخرة سلفًا وكيف سيكون جزءًا منها هدية من إيران؟ ولماذا بدّل رأيه ولم يعلن عن سعر المازوت الإيراني خلال خطبته الأخيرة، رغم أنه قال أنه سيكشف عنه في ختام حديثه؟، هذه التساؤلات تؤكد أن الحزب يبغي الربح وهو دخل السوق كشركة إستيراد لا كفاعل خير".

ثانياً، أن إدّعاء حزب الله أنه لن يسمح لتجار السوق السوداء بإستثمار المازوت الإيراني، يؤكد أنه سمح ويسمح لهم وفي مناطق نفوذه التجارة بالمحروقات المدعومة وعلى عين الدولة وعناصرها وبغطاء مباشر منه، وأنه يغطي أصحاب المحطات التي تخزن وقودها بإنتظار الأيام القادمة أي مرحلة ما بعد رفع الدعم، لذلك كان لصالحه أن تتوسع رقعة الأزمة كي يتدخل مستعينًا بإيران.

ثالثًا، يعلم القاصي والداني أن إسرائيل تشن قصفًا شبه يوميًا على سوريا كل سوريا، فهل لأحد أن يوضح لنا كيف رست الباخرة الإيرانية على الشواطئ السورية وافرغت حمولتها في الصهاريج السورية التي عبرت الحدود نحو لبنان دون أن تتعرض لأي إعتداء إسرائيلي؟ وهل هناك إتفاق مشبوه سمح بوصول النفط الإيراني إلى لبنان؟

رابعًا، وبما أن الحزب سيبيع المازوت داخل السوق اللبناني للمؤسسات والجمعيات وأصحاب المولدات، ولو بسعرٍ منخفض كما يدّعي، علمًا أنه انتظر رفع الدعم كليًا عن المازوت بقرار من المصرف المركزي كي يدخله إلى لبنان، لماذا لم يدفع الرسوم الجمركية على الصهاريج التي دخلت إلى الأراضي اللبنانية؟ أم أن الحدود مع سوريا خُصصت له ولعناصره حصرًا؟.

خامسِا، يصرّ حزب الله على إظهار فائض قوته مقارنة مع باقي الأحزاب والقوى السياسية، فهو القادر على فعل ما يريد ومتى يريد، ولا يفوت فرصة حتى يثبت أن سيادة لبنان تنتهك جراء قراراته وخياراته، فكيف يمكن بناء دولة قوية والحزب غير مكترث بكل مفاهيم قيام الدولة؟ وهل يريد ترويج نفسه بديلاً عن الدولة اللبنانية في تأمين مقومات الحياة لشعبها؟