لقاء بوتين – الأسد... دور جديد لسوريا في المنطقة بدعم روسي؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 14, 2021



المركزية – في زيارة مفاجئة حطّ الرئيس السوري بشار الأسد في الكرملين حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تأتي الزيارة في وقت تعكس التطورات الجارية في درعا، وفق اوساط دبلوماسية، موقفاً لافتاً لروسيا وخروجها من الاتفاق وتسليم المنطقة الى النظام بعدما شجعت موسكو قوى النظام على الدخول الى المنطقة رغم الاتفاق الموقع في الاردن بوجود منطقة أمنية بعمق 70 كلم عن الحدود خالية من اي نفوذ ايراني.

المعارضة السورية تتخوف من صفقة بين النظام وايران لبقاء الاخيرة في هذه المنطقة بحيث يلعب النظام ورقة خروج النفوذ الايراني من ضمن صفقة مع الدول العربية تؤمن عودته الى الحضن العربي ويلعب مع مصر والسعودية الدور الذي كانت تلعبه سوريا حافظ الاسد. فهل سيلعب بشار الاسد الدور الفاعل في اخراج نفوذ ايران من المنطقة وينشىء مع دول المشرق العربي جبهة سياسية داخل الجامعة العربية؟

العميد الركن خالد حماده أكد لـ"المركزية" ان زيارة الاسد ولقاءه بوتين تأتي بعد تطورات عدة حصلت في الجنوب السوري وفي الملف الاردني وفي العراق ولبنان. فالتطورات في درعا ودخول القوات السورية ومشاركة روسيا في عملية إجلاء المقاتلين والمساهمة في تثبيت الأمن والنظام في الجنوب السوري، هي بدون شك لم تتم من اجل الامن فقط إنما سيكون هذا فصل من الفصول الجديدة في العلاقات السورية - الاردنية على المستوى الامني واستجرار الطاقة"، لافتاً الى ان "المشروع الذي تحدثت عنه السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، حول استجرار الكهرباء ودخول الغاز المصري عبر الاردن وسوريا الى لبنان، سيمرّ في الجنوب السوري، وسيلقي على النظام السوري تبعات معينة. وهذا الموضوع لم يتم طبعاً لو لم يكن هناك ضوء أخضر من روسيا".

وأعرب حماده عن اعتقاده "ان هذا الاجتماع له اهمية كبرى، لأنه سيضع توصيفاً جديداً لمهام النظام السوري في الجنوب، لا سيما مع المتغيرات المشار اليها. كما ان هناك متغيرات على المستوى الامني والاقليمي ناتجة عن العلاقات العراقية - الايرانية المتوترة الى حد ما، خاصة وان العراق دولة لها حدود متاخمة لسوريا وبالتالي المتغيرات التي تحصل في العراق على صعيد التنقيب عن الغاز مع شركة "موبيل انرجي" الفرنسية، والعقود التي وُقعت ستجعل من العراق خلال سنوات قليلة بلدا مصدّرا للطاقة. اذاً على المستوى الامني والعلاقة التجارية مع الاردن والتي حتما ستنعكس على لبنان، لأن الطريق التجاري البري يمر من الجنوب السوري عبر الاردن وبالتالي نحن امام متغيرات اقتصادية وامنية وسياسية في المنطقة لروسيا دور كبير في رعايتها وهي الضمانة للدور السوري في هذا الموضوع".

أضاف: "ويتم البحث كذلك في كيفية استثمار النظام السوري لكل هذه الوظائف والميزات التي تعطى له، على مستوى إطلاق العملية السياسية الجديدة والتطرق الى شرعية النظام وربما العودة الى المجتمع الدولي وإعطاء نوع من الحيوية الى العملية السياسية والعلاقات الاقليمية والدولية للنظام السوري".

هل ممكن ان يلعب الاسد دوراً في إخراج النفوذ الايراني من درعا والجنوب فتكون له كبوابة الى العالم العربي؟ أجاب: "إزاء كل هذه المتغيرات، لا يمكن ان يتعايش النظام السوري، الذي ندرك احاديته، مع نفوذ مسلح ايراني وشراكة ايرانية في الملفات الاقتصادية والامنية وفي ملفات العلاقات السورية مع العالم العربي. لذلك، عاجلا ام آجلا نحن مقبلون على حالة تقاطع سلبي بين المصالح الايرانية والمصالح السورية، ليس فقط في الجنوب السوري بل على كامل الجغرافيا السورية وربما في الداخل اللبناني، سيما وان هناك مؤشرات لبداية توتر عراقي ايراني على خلفية العقود مع الشركة الفرنسية على خلفية انهاء العراق لتبعيته على مستوى الطاقة مع ايران ان كان على مستوى الغاز او استجرار الكهرباء".