خاص - "الحزب" يناصر أهالي عكار... ويحرز تقدمًا شعبيًا في الطريق الجديدة! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 9, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
محمد المدني

يتفق معظم اللبنانيين على "حسن المبادرة" التي قام بها حزب الله إتجاه أهالي ضحايا إنفجار التليل في عكار، حيث قدّم 30 مليون ليرة لبنانية لكل عائلة شهيد و15 مليون ليرة لبنانية لكل جريج، في خطوة غابت عن أذهان وحسابات زعماء ونواب وأغنياء عكار المنشغلين بطرح شعارات وهمية وبإصدار بيانات سياسية لا تغني ولا تثمن من جوع.

وبحسب المعلومات، فإن زيارة وفد حزب الله تم التحضير لها قبل أسبوعين من قبل رجال دين وشخصيات وفعاليات عكارية، وقد خصص الحزب ما يقارب 2 مليار ليرة لبنانية لهذه المبادرة التي لاقت ترحيبًا واسعًا من أهالي عكار المفجوعين من خسارة أولادهم في إنفجار لم يعرف اللبنانيون سببه ولا مسببه.

حزب الله لن يقف عند هذه الخطوة فحسب، بل سيكون له عدة مبادرات مخصصة لمنطقة عكار، من تقديمات غذائية (حصص غذائية) وإجتماعية (ألبسة وبطانيات) وصحية (أدوية ومسكنات)، مع الإشارة إلى أن للحزب أرضية تساعده على نسج التواصل مع العكاريين، بعيداً من التباينات الطائفية والعقائدية والسياسية.

هذا في عكار، أما في بيروت فإن حزب الله يُحرز تقدمًا شعبيًا لافتًا في بعض المناطق وأبرزها الطريق الجديدة المعروفة بإنتماءها السياسي لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وهذا التقدم يتم عبر سرايا المقاومة التابعة للحزب، حيث تقوم خلايا السرايا بتأمين خدمات صحية ومادية وإجتماعية لعدد كبير من الأسر البيروتية السنية والشيعية، ويمكن القول أن الحزب بات يملك ما يقارب الـ 1000 صوتًا إنتخابيًا سنيًا في الطريق الجديدة فقط.

ويضع الحزب نشاطه الإجتماعي في إطار سياسية الإنفتاح على جميع الشرائح والطوائف والمناطق اللبنانية لا سيما المحرومة منها، وهو يتحضر للعودة السياسية إلى الداخل اللبناني وذلك من خلال رزمة خطوات تحاكي معالم التسوية الدولية وفقًا لمعادلة التعويض عن إشكالية السلاح في الداخل ومحاكاة هموم ومصائب وهواجس المواطن اللبناني بشكلٍ عام، وإحداث فجوات ضوئية في جدار مآسي السواد والإذلال التي تعمّ البلاد.

ولعلّ أولى هذه الخطوات قد انطلقت بإعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله عن ناقلة النفط الإيرانية ومدى إرتداداتها على المواطنين، وصولاً إلى زيارة وفد الحزب لمنطقة التليل العكارية وتوزيع التعويضات والمساعدات المالية والإجتماعية على أهل الضحايا وجرحى التفجير الكارثي.

هذا وستكون هناك المزيد من الخطوات التي ستعزز حضور الحزب الداخلي في وجدان الناس، وهذه من الحروب التي تخوضها الأحزاب السياسية بذكاء، لتتسلل من خلالها إلى مشاعر وعقول المواطنين لتحسين صورتها نتيجة عدة حملات تتعرض لها الأحزاب، علمًا أن حزب الله يدرك جيدًا كيف يتعاطى مع الحملات التي يتعرض لها محليًا وخارجيًا.