الشيخ عبد الأمير قبلان في ذمّة الله

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 4, 2021

توفي رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.

ونعى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، و"بمزيد من الرضا والتسليم، إلى المسلمين والعرب واللبنانيين عموما والمراجع الدينية واهل العلم والفضل خصوصا، رئيسه فقيد العلم والعلماء سماحة اية الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان عن عمر شريف ناهز 85 عاما قضى معظمه في نشر الدين الحنيف ونصرة الحق وخدمة المجتمع والوطن وتبليغ الاحكام الشرعية ودعم القضايا المحقة للشعوب المستضعفة في مسيرة جهادية حافلة بالعطاء على المستوى الوطني والعربي والإسلامي، كما وأسهم في تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مع رفيقي دربه صاحبي السماحة الامام السيد موسى الصدر والامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين واخوانهم؛ وسجل الامام قبلان إنجازات ومواقف وطنية رائدة رسخت نهج الاعتدال وحفظت العيش المشترك وعززت الوحدة الوطنية والسلم الأهلي لما اشتملت عليه شخصية الراحل الكبير من مناقبية وطنية، فكان صاحب همة عالية في خدمة الناس وانماء مناطق الوطن كافة، وداعية حوار وانفتاح عمل لتفعيل التعاون بين المكونات الوطنية، فهو صاحب شعار متى كان الوصل لا يجوز الفصل.

لقد خسر لبنان برحيل الامام قبلان رجلا من رجالاته الكبار العاملين لنهضة الوطن وحفظ شعبه وتحرير ارضه، فكان مع الامام السيد موسى الصدر من مؤسسي المقاومة وحركة امل التي ترأس هيئتها الشرعية ومن العاملين على بناء المجتمع المقاوم ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكان مثال العالم العامل لنصرة قضايا الوطن والامة وشجونها وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي استوطنت وجدانه وقلبه.

كما وخسر العالمان العربي والإسلامي برحيله رائدا من رواد الوحدة الإسلامية والتضامن العربي الإسلامي، اذ عمل على ملف التقريب بين المذاهب وتعميم ثقافة المصالحة والتعاون لما فيه مصلحة الامة وشعوبها.

ولقد أغنى الامام قبلان المكتبة الإسلامية والوطنية بأبحاثه ومؤلفاته التي اشتملت حقول المعرفة والعقيدة والفقه والفكر، وبفقده خسرت الحوزات العلمية والمراكز الدينية ومنتديات الفكر والحوار والثقافة عالماً جليلاً نذر نفسه لخدمة تعاليم الدين وقضايا الانسان.

يصلى على الجثمان الطاهر الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الثلاثاء الواقع في 7 أيلول 2021، من مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، طريق المطار القديم، ويشيَّع الى مثواه الأخير في روضة الشهيدين.

كما، وتقبل التعازي بالراحل الكبير قبل الدفن وبعده في مقر المجلس يومي الاحد والاثنين (5 و6 أيلول) من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، ومن الثالثة الى السادسة عصرا، ويومي الأربعاء والخميس (8 و9 أيلول) من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا ومن الثالثة الى السادسة عصرا.

نسأل الله تعالى الرحمة والغفران للفقيد الجليل وان يلهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون".

بدوره، قدّم رئيس مجلس النواب نبيه بري واجب العزاء برحيل قبلان في مستشفى الشيخ عبد الأنزهراء.

ونعاه قائلا، "بمزيد من الرضى والتسليم بمشيئة الله، ننعي إلى اللبنانيّين عامّةً والمسلمين خاصّةً، رئيس "​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​" رئيس الهيئة الشرعيّة في "​حركة أمل​" الإمام الشيخ ​عبد الأمير قبلان​".

وأشار إلى "أنّنا ننعيه إلى الأمّة قامةً وطنيّةً نذرت نفسها حتّى الرمق الأخير، دعوة دائمة للوحدة بالكلمة الطيّبة والعمل الصادق. ننعيه إلى الأمّة منارةً إيمانيّةً عملت في سبيل الله ومن أجل رفعة الإنسان بالموعظة الحسنة والعمل الصادق. ننعيه للأمة ظلًّا من ظلال الإمام السيد ​موسى الصدر​، ورفيقًا مخلصًا ووفيًّا لخطّه ونهجه في الإعتدال والتعايش والمقاومة للحرمان والاحتلال. ننعيه للأمّة صرخةً مدويّةً لطالما ارتفعت في وجه سلطان جائر ولم تخف في الله لومة لائم".

وشدّد بري على "أنّنا إزاء المصاب الجلل، نتقدّم من أبناء راحلنا الكبير ومن ذويه ومن مراجعنا العظام ومن الإمام الصدر في سجنه ومن سائر اللبنانيّين ومن أبناء ​الطائفة الشيعية​، بأحرّ التعازي، سائلين الله أن يلهمنا وأيّاهم عظيم الصبر والسلوان، وأن يسكن الإمام الراحل الفسيح من جنّاته، إلى جوار الشهداء والأولياء والصدّيقين وحسن اولئك رفيقا".


الشيخ عبد الأمير قبلان ولد عام 1936 في بلدة ميس الجبل الجنوبية، وقد أسند إليه منصب المفتي الجعفري الممتاز في العام 1974، حين كان رفيقاً لمسيرة الامام موسى الصدر.

وفي العام 1994، انتخب الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيساً للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى كما انتخب الشيخ قبلان بالإجماع نائباً للرئيس.

على اثر إصابة الإمام شمس الدين بمرض عضال ودخوله إلى المستشفى في العام 2000، تولى المفتي قبلان مهام رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.