حفل تأبين للكاتبة والمفكرة حياة الحويك وكلمات اشادت بمسيرتها الاكاديمية

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 2, 2021

نظمت مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية المتخصصة والحزب السوري القومي الاجتماعي، برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، حفل تأبين للكاتبة والباحثة والمفكرة الدكتورة حياة الحويك في مسرح المدينة- بيروت، بمشاركة الوزير السابق الدكتور عدنان السيد حسين، نعيم تلحوق ممثلا المدير العام لوزارة الثقافة اللبنانية علي الصمد، رئيس المجلس الأعلى في الحزب عامر التل، عضو المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع الدكتور حسن حماده ووكيل الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الشيخ ناصر أخضر. وحضر الحفل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور ربيع بنات، عميد الداخلية إسكندر كباس، عميد الدفاع زياد معلوف، عميد الإعلام فراس الشوفي، عائلة الراحلة، وعدد من الإعلاميين والباحثين والمواطنين .

عرف حفل التأبين الشاعر سليمان بختي مستعرضا إسهامات الراحلة العلمية، البحثية، الأكاديمية والإعلامية، "التي تجلت في كتابها القيم "الفضائيات الإخبارية بين عولمتين"، كما في التأليف فقدمت 8 مؤلفات و21 كتابا جماعيا و58 بحثا محكما و7 مؤلفات تحت الطبع و6 آلاف مقال سياسي وثقافي شاركته في 177 مؤتمرا علميا، ومساهمة في تأسيس القسم الفرنسي في التلفزيون الأردني 1975، وبرامج ثقافية أسبوعية في فضائيات عربية و23 وثائقيا تلفزيونيا في ذاكرة المدن العربية ومشاركته في أكثر من 300 برنامج وحوار تلفزيوني في الفضائيات العربية والغربية، وتدريس جامعي في جامعة اليرموك والبتراء وترجمات ل 19 عملا من الفرنسية إلى العربية وبالعكس في الرواية والمسرح والسياسة والشعر".
وتبع كلمة التعريف عرض مقطعين مصورين لإعلاميين دوليين، كتاب، مؤرخين وعلماء اتصال، وطلاب سابقين للدكتورة حياة تحدثوا عن تأثير الراحلة على حياتهم وتاثرهم بها علميا ومناقبيا.
حماده
وتحدث حماده عن "الإرث المعرفي، الحضاري والإعلامي الذي تركته الراحلة، والكفيل بإحداث نهضة تنطلق منها رياح التغيير، إذا أحسنا استثماره والبناء عليه في معركة تشريع مسار العقل والانتماء للوطن وتثبيت الهوية الوطنية، وأخذ الموقف الحاسم المنسجم مع المبادئ والقيم، وقال: "كانت حياة الحويك تحاول أن تتلمس الاتجاه الذي تسير فيه قضايانا، وهي على يقين بأن لا شيء خارج المكان إلا الوهم".
وأكد حماده أن الرفيقة حياة التي ولدت في حلتا - البترون حملت الوحدة في قلبها ووجدانها وعملها، وهي ابنة العائلة المفعمة بعبق الانتماء لوطنها، عاملة بعلمها وخصوبة عقلها لغرس بذور التجدد فيه، من بيروت إلى الأردن كرائدة إعلامية وأكاديمية جابت أمصار العالم لتنال دكتوراه دولة في وسائل الاتصال من جامعة السوربون عام 2008، ولتكون أول منظرة في العالم العربي في هذا المجال".
وقال: "عاشت حياة الحويك أيامها وأغنتها وأغنتنا كما يليق بابنة الحياة، محاربة طوفان التفاهة وظلت حتى الرمق الأخير تردد "نحن في معركة كبرى ولن ألقي السلاح". وأشار إلى أن الراحالة "لم تنتم يوما إلى الوقت بل إلى الحياة، وإلى ما ينجز من الأيام في قلب هذا المجتمع ومصيره وسعادته وبؤسه ونهضته"، مؤكدا أنها "في كل ما سعت إليه وعملت لأجله كانت تستلهم دوما ما قاله باعث النهضة القومية الاجتماعية أنطون سعاده: "سعيا لأجل حياة أجود في عالم أجمل وقيم أعلى".

التل
وألقى رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي كلمة أكد فيها أن "العظماء لا ينتهون بمأتم، بل أن عطاءهم يبقى منارة لقادة الرأي والباحثين وعموم شعبهم"، مشيرا إلى أن "الدكتورة حياة التي نهلت من معين أنطون سعاده، وأغنت الإعلام مهنيا وأكاديميا بتجربة عملية وبحثية متمايزة".
وشدد على أن "القيمة العلمية التي بصمتها الراحلة بعملها واجتهادها شكلت وستشكل مصدر إلهام لرواد العلم والإعلاميين في بلادنا"، وقال: "واجهت المرض والتعب بعزيمة المنتصرة دائما، تسبرين أغوار المعرفة، تتابعين تحصيل العلم وتضاعفين الإبداع والإنتاج".
ولفت إلى أن الدكتورة حياة "آثرت أن تكرس غالبية حياتها المهنية للعمل في الأردن، لتثبت أن الأردن العزيز لا يمكن له إلا أن يكون في الخندق الوطني، رأس حربة في الذود عن مسائل الأمة، وأن شعبنا في الأردن يحوي الأصالة في جيناته، وقد فطُر على حب فلسطين والشام ولبنان والعراق، يتصل بهم اتصال الوريد بالقلب، يحمل الإرث الحضاري، الثقافي والاجتماعي الواحد الموحد مع شعبنا في كل سورية الطبيعية، يلتصقُ بفلسطين التصاق الرأس بالجسد، فلا تكون حياة لواحد دون الأخر، وأنه يرفض اتفاقيات التطبيع مع المحتل اليهودي".
وشكر "باسم عموم السوريين القوميين الاجتماعيين وزارة الثقافة في لبنان على رعايتها لهذا التأبين وكل من شارك به"، واضعا "إمكانات الحزب إلى جانب ومع "مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية"، من أجل تعميم إنتاجات الكاتبة والباحثة والمفكرة حياة الحويك، واستمرار البناء المعرفي والبحثي انطلاقا من الدراسات والأبحاث التي خطتها بنبراس العقل والمعرفة".

حيدر
بدوره، أكد الدكتور علي حيدر أن الراحلة "حاكت عمرها صراعا معمدا بالمحبة يحمل نبض النهضة القومية الاجتماعية ويتوق إلى فلسطين، وهي الثابتة على عقيدة تساوي وجودها، المقدامة كجندي، الجرئية الحرة الواضحة في مراميها، لا ترضى إلا حياة الأحرار لأمتها، متسلحة بالإيمان والعمل، ملتزمة النظام، لكن بوعي العارف أن انتصار النفوس العظيمة لشأن أكيد، وقد انتصرت هي في ذاتها وفي وجدان بلادها وعارفيها".
وقال: "تجلت حياة الحويك بعلمها وأخلاقها، فبقيت محافظة على درجة الشرف فلم تنحرف أو تساوم"، وأردف: "كانت مناظراتها لوحات تستوحي قوتها من قوة نهضتها، وتشعل نورها من هدي معلمها سعاده".

السيد حسين
كما تكلم رئيس الجامعة اللبنانية الأسبق الدكتور عدنان السيد حسين عن "أهمية تكريم العلماء كسمة من سمات الشعوب الراقية"، وقال: "ما اللقاء اليوم حول سيرة الدكتورة الحويك سوى معلم من المعالم الحضارية للوطن والأمة"، مؤكدا أن "كثيرين يحملون الشهادات العليا وقلة منهم ملتزمة بالفكر العلمي، المرتبط بخدمة المجتمع".
وأشار إلى أن "منهج الراحلة الأكاديمي منهج بحثي علمي اجتماعي ملتزم منذ كتابها في كنف الجامعات الفرنسية"، لافتا إلى أن "حياة الحويك ليست مجرد كاتبة أو إعلامية أو أستاذة أكاديمية، بقدر ما هي مناضلة متمرسة في مواجهة الحروب على بلادنا".

أخضر
وشدد وكيل الأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية على "قيمة الأخلاق العلمية والمسلكية التي كرستها الدكتورة حياة الحويك في حياتها"، مؤكدا أن "المقاومة خسرت إعلامية حملت مشعل المقاومة في الصفوف الأمامية فكرا وممارسة وموقفا وتعبيرا، تدافع عن المسائل الوطنية والقومية وخصوصا المتعلقة بفلسطين".

عطية
وأعلنت المخرجة السينمائية ابنة الراحلة ربى عطية التي ألقت كلمة العائلة، "إطلاق "مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية المتخصصة"، لاستكمال العمل الذي بدأته والدتها، ليس فقط بنشر ما لم يسعفها الوقت لنشره، وإنما للعمل مع باحثين علميين مجددين، شبابا واثقين بأناهم ونحنهم، وتثبيت ما أسسته الدكتورة حياة الحويك وسعت له من استعادة الفكر وتطوير المنهجيات العلمية ضمن استراتيجية واضحة الأهداف، وإعادة بناء الفضاء العام أو جزء منه خارج أطر الهويات الفرعية التي تقمع الخيار الفردي الحر وتفتت الهوية الجمعية الجامعة".