خاص- مطلوب fresh dollar لدعم إيران- علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Thursday, September 2, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
علي الأحمد

يظن البعض أن خطوة حزب الله إستيراد النفط الإيراني ستجعل لبنان بلدًا نفطيًا، وستختفي طوابير الذل التي نشاهدها يوميًا أمام محطات الوقود، لا بل يروّج البعض لفكرة أن الحزب سيتمكن من إنقاذ البلاد من شبح العتمة الشاملة وخطر توقف المستشفيات عن العمل وما قد ينتج عنها من مخاطر تحدّق بالمرضى، لكن الحقيقة هي أن شوائب عدة تشوب هذه الخطوة، حيث يمكن حصرها في إطار إنقاذ بيئة معينة دون غيرها.

من المعلوم أنه عند وصول النفط الإيراني إلى لبنان، ستتنفس بيئة حزب الله الصعداء، خصوصاً أن الحزب سيمنح المازوت إلى المستشفيات والمحطات وأصحاب المولدات، وهذا من شأنه أن يساهم في إختفاء أزمة المحروقات التي تصيب المناطق الشيعية على غرار باقي المناطق اللبنانية.

من الخطوات التي سيقوم بها حزب الله عند وصول البواخر الإيرانية المحملة بالمازوت والبنزين، أنه سيقوم بتسليم المازوت إلى إتحادات البلديات التابعة له، على أن تقوم الأخيرة بتوزيعها على أصحاب المولدات كل حسب عدد المشتركين لديه، مع فرض عدد محدد من ساعات الكهرباء التي يجب أن يؤمنها صاحب المولد، وهي لا تقل عن 12 ساعة في اليوم الواحد.

كما سيقوم الحزب بتسليم البنزين إلى المحطات الراغبة في شرائه وفق سعر تقريبي يبلغ 5 دولار لـ التنكة، وسيقوم بتكليف أشخاص يشرفون على عملية بيع البنزين بصورة يومية إلى المواطنين، منعًا للإحتكار والتخزين والتجارة بالمحروقات في السوق السوداء كما يحصل اليوم.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الحزب سيُخصص كميات محددة من النفط الإيراني لتباع في سوريا، وذلك لتحقيق أرباح تساعده في جمع ثمن المحروقات المستوردة ليتمكن من دفع ثمنها لـ إيران بالدولار الأميركي حصرًا، كما أنه يخلق سوقًا نفطيًا خاص به يساعده على إمتصاص الدولار المحلي الذي يدفعه هو لمحزبيه على أن يرسله إلى إيران، وهذا يساهم في تحريك دورة إيران الإقتصادية التي لا يمكنها التعامل بالليرة اللبنانية، لذلك هي تؤمن المواد الأساسية والسلع والأدوية والمحروقات، مقابل أن يقوم الحزب بتأمين ثمنها بالدولار الأميركي.

وتحدّثت المصادر عن ضغوطات خارجية تعرض لها رئيس مجلس النواب نبيه برّي لإعلان موقف واضح من النفط الإيراني ودعم خطوة حزب الله وذلك بعد أن أشارت معلومات إلى أن برّي غير راغب بخطوة الحزب خوفًا من العقوبات الأميركية، وقد عبر رئيس حركة أمل عن موقفه خلال كلمته أمس في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، حيث أكد أن الحركة لم تكن يوماً محرجة بأي موقف أو قرار تتخذه، ونحن لم نجد حرجاً بأي مساعدة تقدم للشعب من أجل تمكينه من مواجهة الظروف القاسية، وخاصة من إيران أو سوريا أو مصر، وكل دعم مرحب به من قبلنا إلا من إسرائيل فهو مرفوض بالمطلق.

اللافت وفق المصادر، أنه في حال رست البواخر الإيرانية على الشاطىء اللبناني دون أي محاولات أميركية أو إسرائيلية لمنع وصولها إلى لبنان، فهذا قد يكون مؤشرًا إلى وجود إتفاق أميركي - إيراني يسمح بتصدير إيران لنفطها إلى لبنان، وهذا سيطرح علامات إستفهام حول حقيقة الصراع الدائر بين الطرفين، وهذا قد يكون مقدمة لتقسيم المنطقة كل حسب نفوذه وقوته.