خاص ــ عباس ابراهيم بطل mission impossible بنسخته اللبنانية! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 1, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين


قلما اعتاد مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الاخفاق في المهمات التي يتم توكيله بها. هو بنظر كثيرين الدبلوماسي اللبق الذي استغاثت به حتى دول لحل ازمات وحلحلة ملفات. كان حتى الامس القريب من الشخصيات المحببة جدا للبنانيين من كافة الانتماءات، قبل ان يدعي عليه المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، ويرفض المثول امامه متحصنا بفيتوات عدة رفعت بوجه القاضي. قبل يومين أعلن عن دخوله على خط حلحلة الازمة الحكومية بمسعى لتقريب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي. مجرد دخوله على الخط يؤكد اننا انتقلنا من عملية سلسة للتشكيل ومن مشاورات ونقاشات طبيعية بين الرجلين اللذين أناط بهما الدستور تأليف الحكومة، الى عملية كباش وشد حبال وخلاف بات يستدعي وجود وسطاء ومبادرات تمنع اتساع الهوة بين الرئيسين.

بحسب المعلومات، عرض عباس ابراهيم خدماته من دون تكليف. هو التقى كل من عون وميقاتي مرتين حتى الساعة. وتشير مصادر مطلعة على مهمته الى انه عمد الى تجزئة الاشكاليات لحلها الواحدة تلو الاخرى، فالخلاف على من يسمي الوزيرين المسيحيين من خارج حصة عون والاحزاب، ليس الوحيد الذي يعيق التشكيل اذ عادت الكثير من الوزارات عرضة للاخذ والرد تماما كما الاسماء المقترحة لتوليها ما يجعل مهمة ابراهيم اكثر تعقيدا مما يكون قد اعتقد، ما يجعله عن جدارة بطل فيلم mission impossible بنسخته اللبنانية!

وليس من المبالغة القول ان العلاقة الودية بين عون وميقاتي التي رجح كثيرون انها قد تشكل نقطة يبنى عليها في عملية التشكيل افتقدت خلال تكليف سعد الحريري، بدأت هي الاخرى تتلاشى سواء نتيجة القناعة التي بدأت تتشكل لدى عون ان الرئيس المكلف يستعيد تجربة الحريري وانه ملتزم بسقف وشروط نادي رؤساء الحكومات السابقين ما يجعل من الصعب احراز تقدم باتجاه انجاز التشكيل، او نتيجة القناعة التي تشكلت على الارجح لدى ميقاتي بأن رئيس الجمهورية لن يوقع مراسيم اي حكومة لا يكون راضيا عليها ١٠٠٪؜ وتكون آداته التنفيذية في العام الاخير من ولايته لتحقيق ما فشل بتحقيقه وبالتحديد لرد الصاع صاعين لاخصامه السياسيين الذين افشلوا عهده والاهم ترويضها بما يخدم مصالح "التيار الوطني الحر" الانتخابية.

واذا كان عون غير مستعجل او مستقتل لحكومة لا تؤمن له كل ما سبق وأقله يكون له فيها ما له في الحكومة الحالية حين كانت فاعلة قياسا بالحصص والتأثير، فميقاتي، الفدائي الذي قبل بتشكيل حكومة في زمن الانهيار الكبير، هو الآخر لا شك تلقى نصائح بالتروي بالتشكيل كي لا يحرق اصابعه خاصة ان التأليف في ايلول يعني وضع الحكومة الجديدة مباشرة في مواجهة مع الشارع مع قرار رفع الدعم الكلي نهاية الشهر ما سيؤدي لتحليق الاسعار بشكل خيالي. وليس موضوع الدعم وحده ما يؤدي لنوع من فرملة الاندفاعة الميقاتية، فسفن المحروقات الايرانية، التي ترجح المعلومات ان تصل اولها نهاية الأسبوع الجاري، هي الاخرى قد تشكل محرقة له.. لذلك سينتظر كيفية التعامل الإقليمي والدولي مع الخطوة الايرانية الاستفزازية، ولن يجازف بانجاز مهمته قبل اتضاح المشهد العام، لان خلاف ذلك سيضطره لاتخاذ موقف منها وهو الذي سينطبق عليه عندها المثل اللبناني القائل "شو ما عمل مش مخلص".

بالمحصلة، سيكون اللبنانيون على موعد في الايام والاسابيع القليلة المقبلة مع مشاهد لا يرجح ان تكون شيقة من فيلم mission impossible بنسخته اللبنانية، بخلاف التشويق الذي يتميز به الفيلم الاميركي الشهير بأجزائه كافة، فالافلام الحكومية في لبنان ياتت مملة لحد القرف كيف لا والمواطنون الذين يتابعون مشاهد شد الحبال بين القوى تحصيلا لمزيد من الحصص، يعايشون الذل بكل اشكاله في يومياتهم، وما عادوا يحلمون ويفكرون الا بسييل للهرب من هذا الجحيم بعدما استسلموا لعجزهم عن المساءلة والمحاسبة!


Alkalima Online