الفاينانشال تايمز- حقيقة أميركا بعد 11 سبتمبر

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 18, 2021

في الفاينانشال تايمز، مقال رأي لإدوارد لوس، بعنوان: "أفغانستان والحقيقة المأساوية عن أمريكا ما بعد 11 سبتمبر".

وقال الكاتب إنّ ما بدأ كعملية للقضاء على القاعدة، انتهى بعد عقدين من الزمن مع عودة داعميها الأفغان إلى السلطة. واعتبر أنه نادرا ما تكون هناك خسارة كبيرة في الأرواح وينفق الكثير من المال مقابل القليل جدا.

وأضاف أن من الإيجابي الاعتقاد بأن السياسة الأمريكية ستتعلم من هذه الكارثة، إلا أن القصة "لم تنته بعد". وعلى الرغم من انسحاب الولايات المتحدة من هذه "الحرب الأبدية"، إلا أن الحرب ستستمر.

الميل الطبيعي الذي تتبعه الولايات المتحدة، بحسب الكاتب، هو رؤية بقية العالم باللونين الأبيض والأسود. وهذا كان ردها على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول قبل 20 عاما. وأصبح العالم إما معها أو ضدها.

ويقول إن معظم التحديات رمادية أكثر من ذلك، ونادرا ما ينتج عن هذه النظرة للعالم سياسة خارجية جيدة.

واعتبر الكاتب أن تاريخ أفغانستان الحديث كان درسا موضوعيا في كيف يمكن أن تؤدي هذه الغريزة إلى ضلال الولايات المتحدة.

وقال إنه بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، اختار كل حزب أمريكي دولة واحدة كهدف له "لبناء دولة". اختار الجمهوريون العراق واختار الديمقراطيون أفغانستان.

ولم يكن أي من البلدين حاضراً لإعادة تشكيله كدولة متماسكة تحت فوهة سلاح أجنبي، بحسب الكاتب.

ويقول الكاتب إنه بعد 11 سبتمبر/أيلول، كانت القرارات الأمريكية الكبيرة تستند إلى الظروف على الأرض في واشنطن.

فقد كان محور جورج دبليو بوش في العراق جزءا من أجندة موجودة مسبقا ولا علاقة لها بأحداث 11 سبتمبر/أيلول.

كما أن إرسال باراك أوباما لـ 110 آلاف جندي إلى أفغانستان في عام 2009 كان مدفوعاً باعتباره أن أفغانستان وليس العراق هي الحرب العادلة، وكان عليه أن يفي بعد فوزه بالرئاسة بوعده الانتخابي.

ويقول الكاتب إن البيت الأبيض طالما أعلن في إفادات عن عدد القوات الأفغانية التي كانت الولايات المتحدة تدربها وتجهزها. لكن لم يسأل أحد من كان يدرب طالبان.

ويضيف أنه كان هناك تأثيراً مدمراً لسياسة ترامب اللامبالية بمصير أفغانستان على الروح المعنوية الأفغانية. ومن خلال إبرامه صفقة مباشرة مع طالبان استبعدت كابل، قطع ترامب أي آمال متبقية في تسوية سياسية أفغانية.

وفي ما يتعلق بقرار بايدن الأخير بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان، اعتبر الكاتب أن قراره لا ينبغي أن يُعتبر مفاجئاً. فقد كان بايدن الصوت الوحيد داخل البيت الأبيض الذي عارض زيادة أوباما للقوات الأمريكية في أفغانستان عام 2009. ويضيف الكاتب أنه مع ذلك، هناك أيضا ميزة في نظرة بايدن إلى العالم.

فقد جادل بايدن في الأسابيع القليلة الماضية بأنه لا يوجد دليل على أن استمرار الوجود الأمريكي من شأنه أن يؤدي إلى السلام الأفغاني. ومثل أسلافه، حقق بايدن الوعد الذي قطعه خلال الانتخابات.

ولكن لا يترتب على ذلك أن تترك أفغانستان لمصير ثيوقراطي، بحسب الكاتب. وهناك سيناريوهات أكثر رمادية.

ويضيف أن المأساة هي أن التاريخ سيستمر مع وجود الولايات المتحدة أو بدونه. واحتمال قيام أفغانستان بتصدير عدم الاستقرار إلى باكستان المسلحة نووياً أمر حقيقي. وكذلك قدرة طالبان على تنشيط الجماعات الإسلامية في المنطقة.

وينهي الكاتب مقاله قائلاً إنه عندما يبدأ اللاجئون الأفغان في التوجه غربا مرة أخرى وعندما يجد المشاغبون في جميع أنحاء العالم منارة جديدة لهم، فإن الولايات المتحدة ستعود حتماً إلى المنطقة. ويضيف: "يأتي رؤساء الولايات المتحدة ويذهبون. إلا أن الجغرافيا السياسية لها عقل خاص بها".