د. شادي نهرا- لماذا تريد أمريكا الإبقاء على حزب الله وسلاحه

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, August 3, 2021


الصين هي الخطر رقم واحد على الأمن القومي الأمريكي
كتب John Ratcliffe مدير الاستخبارات الوطنيّة الأمريكيّة التي تُشرِف على كل الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، والتي تضمّ 16 جهازاً أبرزها CIA و ,FBI مقالاً بتاريخ Dec/ 3/ 2020 في Wall Street Journal بعنوان “China is National Threat No.1” " الصين هي الخطر رقم واحد على الأمن القومي الأمريكي ".
ومن أبرز ما جاء في المقال أنّ جمهورية الصين الشعبية تُشكّل أكبر تهديد لأمريكا اليوم وأكبر تهديد للديمقراطية والحرية في العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبحسب معلوماتنا الاستخباراتيّة فإنها ترغب أن تسيطر ليس فقط على أمريكا وانّما على العالم اقتصاديّاً وعسكريّاً وتقنيّاً ...كما يُلخّص الإستراتيجيّة الصينيّة بثلاث كلمات: Rob، Replicate، Replace: سرق، نسخ، استبدال، أي سَرِقَت الأسرار التكنولوجية ثم تقليدها ثم تحلّ محلّها في الأسواق.
كما كشف عن تجنيد الصين عملاء لها في أمريكا لسرقة التكنولوجية الأمريكية وأعطى مثالاً على ذلك البرفسور تشارلز ليبر، رئيس قسم الكيمياء والبيولوجيا الكيميائيّة في جامعة هارفارد، كان يتقاضى من الصين 50 ألف دولار شهريّاً، إلى جانب 158 ألف دولار كنفقات معيشة و1.74 مليون دولار لإنشاء معمل أبحاث في جامعة ووهان الصينية وتجنيد عملاء أمريكيين اخرين لبيع التكنولوجية الأمريكية للشركات الصينية، وأيضاً تجنيد عملاء لسرقة التكنولوجيا العسكرية والأمنية…
كما اتّهم شركة HUAWEI بالتجسّس في كل بلد تعمل فيه ,كما كشف أن الصين تسعى للسيطرة على أمريكا من الداخل من خلال شراء شركات أمريكيّة توظّف آلاف العمال الأمريكيين وبالتالي كسب نفوذ على صُنّاع القرار الأميركي لتمرير قوانين تخدم الصين على حساب أمريكا.
أضف إلى ذلك كلّه إطلاق الصين العملة الرقميّة الصينية Chinese Digital currency، التي تمّ اختبارها داخليّاً لمدة خمس سنوات في الصين، والتي لا يحتاج حاملها إلى حساب مصرفي أو استخدام نظام Swift الأمريكي للقيام بالمعاملات التجاريّة، مما يجعل العقوبات الأمريكية على أي شخص أو منظمّة أو دولة غير ذات قيمة.
كما تقوم الصين باستفزاز الولايات المتحدة من خلال استبدال الدولار بأليوان الصيني في تجارة النفط العالمية، الأمر الذي لن تقبل به أمريكا حتى لو أدى ذلك إلى حرب عالميّة، لأن الصين تهدد بسحب أعظم سلاح في يد الولايات المتحدة الا وهو الدولار.
أضف إلى ذلك، العديد من الأمور العالقة بين الطرفين كالإنترنت الصيني الذي يحلّ محلّ الإنترنت الأمريكي في إفريقيا وربما لاحقاً في العالم، وحقوق الملكية الفكرية التي تتهم الولايات المتحدة الصين بسرقتها، وتطالبها بتريليونات الدولارات كتعويض، وعجز الميزان التجاري. والعديد من القضايا الأخرى التي ستشعل بالتأكيد الحرب العالمية الثالثة إذا استمرت الصين بالمضي قدماً في استفزازاتها والتي تقوّض القبضة الأمريكية المُحكَمَة على العالم وعلى رأسها سلاح الدولار.
وقد انبرى العديد من المفكّرين الإستراتيجيّين ومراكز الأبحاث الأمريكيّة، مناقشة الصراع الأمريكي الصيني، من أبرزهم: Pillsbury Michael وهو كاتب ومسؤول عام سابق في الولايات المتحدة, كان مديرًا لمركز الإستراتيجية الصينية في معهد هدسون في واشنطن ،شغل مناصب مختلفة في وزارة الدفاع الأمريكية ومجلس الشيوخ الأمريكي طوال حياته المهنية وقد أصدر كتابه:
The Hundred-Year Marathon: China's Secret Strategy to Replace America as the Global Superpower
والبرفسور في جامعة , Harvard Allison Graham الذي أصدر كتاب:
Destined for war: Can America and China Escape Thucydides's Trap؟
نقطة ضعف الصين
كل ذلك يؤكّد أن الصين تُعتَبَر الخطر الأكبر على أمريكا وتمتلك الكثير من نقاط القوة التي تُمكِّنها من ازاحت أمريكا عن قمة العالم في السنوات العشر أو العشرين القادمة. إلا أنّها تعاني من نقطة ضعف كبيرة لا بدَّ من تجاوزها لتصبح قوة عُظمَة ألا وهي "أمن الطاقة", فالصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وهي ثالث أكبر مستهلك للغاز الطبيعي في العالم .
وقد كان “أمن الطاقة “الهاجس الأكبر لدى أمريكا والتي دفعها إلى هندسة الكثير من الحروب للسيطرة على الشرق الأوسط من أجل تأمين “أمن الطاقة” لديها والذي يُعتَبَر مبدأُ أساسياً لكل قوّة ترغب بِتَزَعُّم العالم، إلا أن أمريكا توصّلت في 2008 إلى طريقة متطوّرة ومعقّدة "التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي"
“Hydraulic fracturing and horizontal drilling” لاستخراج النّفط الصخري المتوفّر في أمريكا بكثافة عالية, مِمَّا جَعَلَها من أبرز الدول المصدّرة للنفط والغاز في العالم وجعل اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط ليس أولويّة مُطلَقَة .
تستهلك الصين حوالي 12 مليون برميل نفط في اليوم، وتعتمد الصين على الشرق الأوسط بنسبة 50% على رأسها السعودية، وأكبر ثلاثة مورّدين للغاز الطبيعي المسال إلى الصين هم أستراليا وقطر وماليزيا.
فالمشكلة الكبيرة التي تعاني منها الصين تكمن في أنّها تستورد نفطها من دول تقع تحت السيطرة الأمريكيّة، وتمرّ عبر مضائق وممرّات بحريّة خاضعة للنفوذ الأمريكي، خاصّة مضيق ملقا Malacca straight الذي يُعتَبَر القصبة الهوائيّة للصين، حيث تمرّ عبره أكثر من 60% من واردات الصين النفطيّة والذي يخضع للنفوذ الأمريكي بشكل كبير…
فإذا قامت أمريكا بتطبيق سياسة “تجفيف منابع النفط” والطاقة على الصين، فلن تصمد الصين كثيراً قبل أن تَرضَخ وتجلس على طاولة المفاوضات التي ترفض حتى الأن الجلوس عليها، لكن بحسب الشروط الأمريكية.
التحالف المحتمل الإيراني الصيني لا يُهزَم
هنا يأتي دور إيران التي تُعتبَر المُنقِذ الوحيد للصين من هذه المِصيَدَة ، فهي خارج النفوذ الأمريكي و صاحبة ثاني أكبر احتياط غاز في العالم, والأهمّ من هذا كلّه أنّها قادرة على مَدّ الصين بالطاقة بريّاً ،بعيداً عن المضائق التي تخضع للسيطرة الأمريكية وذلك بسبب التفوّق الكبير للبحريّة الأمريكية، عن طريق خطّ أنابيب يمتدّ من إيران باكستان الصين، وقد أكملت إيران بناء القسم الخاص بها من خط الأنابيب هذا ، إلا أن العقوبات الأمريكية التي اتّخذت من البرنامج النووي الإيراني ذَريعَة, مَنَعَت الشركات الصينية استكمال بناء هذا الخط...
صحيح أنّ روسيا، وهي صاحبة أول احتياط غاز في العالم، تمدّ الصين بريّاً بالغاز الطبيعي عن طريق خط أنابيب
Siberia Power of إلا أنّ مبدأ تنويع مصادر الطاقة يمنع الصين من الاعتماد الكامل على مصدر واحد، كما أن روسيا لا يمكن أن تعتمد على سوق واحدة لتصدير غازها.
أمّا السبب الثاني الذي يقلّ أهميّة عن السبب الأوّل هو أنّ إيران تُعتَبَر من أهمّ نقاط الارتكاز في أهمّ مشروع للصين وهو مبادرة الحزام والطريق، وهو عبارة عن شبكة طرق تربط 125 دولة من خلال سِتّ مسارات تربط الصين بباقي دول اسيا وإفريقيا وأوروبا، فموقع إيران بالغ الأهميّة لهذا المشروع، فهو يربط الشرق بالغرب ويتوسط أهم نقطة للطاقة: الخليج العربي وبحر قزوين.
فبالرّغم من العقوبات الأمريكية على إيران، وَقّعَت إيران والصين على اتّفاق شراكة إستراتيجيّة سريّة وقد نشرت
New York Times مسودّة مُسَرَّبة من 18 صفحة: تقوم الصين بِضَخّ 400 مليار دولار في كل القطاعات الحيويّة: طاقة، بنية تحتية، اتصالات، موانئ، أمن سيبراني ، تعاون أمني واستخباراتي وعسكري ...
في مقابل ذلك تمنح إيران الشركات الصينيّة امتيازات، وتمدّ الصين بكامل ما تحتاجه من بترول وغاز بأسعار تفضيلية ل-25 سنة. لم يتمّ التوقيع رسمياً من البرلمان الإيراني على هذه الاتفاقية إلا أن المسؤولين الإيرانيين أقرّوا بصحة هذه المسودّة.
وقد وصف Robert Kaplan وهو من أهمّ المفكّرين الإستراتيجيّين في أمريكا، التحالف المحتمل بين إيران والصين بأنه تحالف لا يُهزَم:
“Iran Plus China is an unbeatable combination and Iran is the real key to belt and road”.
بالمُختَصَر، إيران لديها كل ما تحتاجه الصين، والصين لديها كل ما تحتاجه إيران.
إلا أن السؤال الأبرز لدى إيران: هل تتحوّل الصين إلى أمريكا جديدة بعد أن تتزعّم العالم? خاصّة أن العلاقات الصينية الإسرائيليّة والصينيّة الخليجيّة قوية جداً.
فالكُلّ لا يثق في الكُلّ، لا إيران تثق بالصين ولا الصين تثق بإيران ولا بأمريكا ولا أمريكا تثق بالصين ولا بإيران ...
ولن يقوم أي طرف بكشف أوراقه كاملة لأيّ طرف آخر، انّما ستكون عمليّة شَدّ من هنا وإرخاء من هناك وتطبيق لسياسة العصا والجزرة ...
فهل نجحت إيران بابتزاز أمريكا من خلال تسريب مسودّة التحالف المحتمل الإيراني الصيني، مما دفعها إلى مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني وقد أجمع المشاركون على أن المفاوضات تسير بالاتجاه الصحيح؟
وقد صُعِقَت الصحافة العالميّة، في ذروة الحصار الأمريكي على إيران، حين كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بتاريخ 28-May-2021 أن أمريكا استوردت شحنة نفط مليون برميل من إيران!!! وقد نفت إيران الخبر وصرحت أنه من الممكن أن الصفقة تمت عن طريق دولة ثالثة إلا أن وكالة Reuters نشرت بيانات تثبت عكس ذلك دون ردّ من أمريكا تثبت أو تنفي!!!
وكما هو معلوم أن أمريكا لا يمكن أن يبتزّها أحد فهي من تُصَنّع اصدقاءها واعداءها...


لبنان في عين عاصفة الحرب الأمريكية الصينية
هنا يبرُز دور حزب الله والشعب اللبناني في عين عاصفة الصراع الأمريكي-الصيني، نظراً لأن التّحالف المُحتَمَل الصيني- الإيراني هو تحالف لا يُهزَم كما صَرَّح كبار المفكّرين الإستراتيجيّين في أمريكا ,Robert Kaplen فإنّ أمريكا تُدرِك تماماً أن أهمّ ورقة في يد إيران هي حزب الله ,حتى أنّه يتفوّق أهميّة على الحرس الثّوري . فهو مَكَّن إيران من حمل راية فلسطين وما تدرّ هذه الراية من أرباح أيديولوجيّة على حامِلِها تُروّض بها شعوبها وما أمكن من شعوب المنطقة في طريقها نحو تنفيذ مخطّطاتها التوسعيّة...فإن السبب الرئيسي للصراع مع الولايات المتحدة ليس محور المقاومة ولا برنامجها النووي. على العكس من ذلك، تريد الولايات المتحدة أن يكون لإيران أهداف توسّعيّة تهدّد الخليج، فهذا من شأنه أن يجعل الخليج يرتمي أكثر في احضان الحماية الأمريكية، ممّا يمكّن أمريكا من ابتزازه والسيطرة على ثرواته ومصادرة قراراته لحمايته من هذا العدو المُصَنَّع عن قصد أو عن غير قصد. لكن المشكلة الوحيدة مع إيران بالنسبة لأمريكا هي أنه عندما تبدأ أمريكا باستخدام تكتيك “تجفيف موارد النفط” ضد الصين لإجبارها على الجلوس للتفاوض، فإن الدولة الوحيدة التي ستكسر هذا الحصار هي إيران. صاحبة ثاني أكبر احتياط غاز في العالم، عبر خط أنابيب غاز برّي يمر عبر باكستان، أما بحرياً فأمريكا تسيطر عل مضيق ملقا، القصبة الهوائية للصين. لهذا تستخدم الولايات المتحدة البرنامج النووي كحِجّة لتطويق إيران لمنع استكمال خط أنابيب الغاز الأرضي بين إيران والصين عبر باكستان.
لذلك فإن السيناريو الذي تلعبه أمريكا هو الإبقاء على سلاح حزب الله وإطلاق يده في لبنان ببركة أمريكيّة خفيّة، بالمُقابِل تقوم إيران بفكّ ارتباطها بالصين خاصّة عَدَم تزويدها بالنّفط عن طريق خط أنابيب بَرّي.
وبما أن الكُلّ لا يثِق في الكُلّ، سوف تُبقِي أمريكا سيف ثورة الشّعب اللبناني الجائع والمُحاصَر جاهزاً في وجه الحزب، ففي كلّ مرّة تَخلِف إيران بوَعدِها، تقوم أمريكا بِقَرص الشّعب اللبناني مجدداً وحصاره اقتصاديّا لينفجر غضبا وثورات في وجه حزب الله، لِضَمان إبعاد إيران مجدّداً عن الصين، فإذا استجابت تقوم برشّ الدولار fresh للشعب اللبناني وستكرّر أمريكا العمليّة في كل مرة تحتاج فيها إلى تنازلات من إيران في الملف الصيني.
لذلك فإنّ مصلحة أمريكا تقوم على الإبقاء على حزب الله وسلاحه لكن تحت سيف ثورة الشعب الجائع.
أما بالنسبة لإسرائيل فأن أمريكا تدرك جيداً أن هذا السلاح لن يُشكّل تهديداً وجوديّاً للكيان الإسرائيلي الذي يحظى بحماية دولية أوروبية روسية أمريكية ,وحتى صينيّة طمعاً بالحصول على التكنولوجية الأمريكية عبر إسرائيل, انّما في أقصى حالاته يؤمّن توازن رُعب يَمنَع إسرائيل من العَربَدة في المنطقة التي تنعكس سلباً على المصالح الأمريكية في المنطقة، فكلّنا يذكر كيف غَدَرَت إسرائيل بحليفتها أمريكا حين هاجمت الطائرات الحربية الإسرائيلية سفينة التجسس الأمريكية "USS Liberty" أثناء وجودها في المياه الدولية بالبحر المتوسط حيث قُتِلَ 34 بحارا وجُرِحَ 174 آخرين عدا الإهانة التي لحقت بواشنطن. وتمكّنت بعدها إسرائيل بسهولة من تبرير احتلالها لهضبة الجولان بعد قطاع غزة وسيناء والضفة الغربية عام 1967، أثناء ما عرف بحرب الأيام الستة.
وبهدف اسكات إسرائيل وترويضها لعدم القيام بردّ فِعل عنيف يُشَوّش على الانسحاب النّاعم الأمريكي من الشرق الأوسط، تقوم أمريكا بمساعدتها في الحصول على مواقع الأسلحة الدّقيقة، استخباراتيّاً وأمنيّاً وتقنيّاً، وبالتالي تُصبح بدون قيمة تُذكَر حتى لو لن يتُمّ تسليمها، كما تقوم إسرائيل بالمُجاهَرة بكَشفِها عن هذه المواقع في الكثير من الأحيان.
وقد أوجَدَت أمريكا ورقة ضغط جديدة على إيران ألا وهي إقليم خوزستان (الاسم الذي أطلقه الفرس على جزء من الإقليم) أو الأحواز (الاسم الذي أطلقه العرب على الإقليم عند الفتح الإسلامي لفارس) حيث تسكن قبائل عربية متنوّعة.
إقليم الأحواز كان تحت حكم الخلافة الإسلامية ويتبع لولاية البصرة، ففي عام 1920م اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أَمير الأحواز (عربستان) وضم الإقليم إلى إيران حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي وبعدها أصبحت الأحواز محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأحواز وعلى الأخص في مدينة عبدان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تصارع القوى المتعددة للسيطرة عليها.
فهل تَحلّ ورقة إقليم خوزستان محلّ ورقة حزب الله؟ أو على الأقلّ تُخفّف من الاعتماد الكامل على ورقة حزب الله في الصراع الأمريكي الصيني؟
















المراجع
https://www.wsj.com/articles/china-is-national-security-threat-no-1-11607019599
https://www.cnas.org/publications/commentary/robert-kaplan-grand-strategy-and-the-return-of-marco-polos-world
https://www.nytimes.com/2021/03/27/world/middleeast/china-iran-deal.html
https://www.reuters.com/business/energy/us-imports-rare-iranian-oil-march-despite-sanctions-eia-data-2021-05-31/
https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2014/06/201468182026313365.html
https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2013/03/130310_pakisatn_iran_pipeline
https://www.annaharar.com/arabic/politics/international/iran/26052021124432942