ميرنا خيّاط: تحلّوا بالإيجابية وانظروا الى الناحية المشرقة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, July 29, 2021

روي أبو زيد- نداء الوطن


هي من أولى السيدات اللواتي أخرجنَ أعمالاً مصوّرة للأغاني في العالم العربي. تتميّز ببصمة خاصة في أعمالها التصويرية وقد شاهدنا آخرها خلال الإحتفال الذي أقامته لجنة مهرجانات بعلبك. "نداء الوطن" التقت المخرجة ميرنا خيّاط للإطّلاع على نشاطاتها وأعمالها الجديدة.
أخبرينا عن إطلالتك في مهرجان بعلبك؟

بدايةً أودّ توضيح اللغط الذي حصل، إذ ما رأيناه على الشاشة ليس بمهرجان انما هو احتفال أو لفتة من تنظيم لجنة مهرجانات بعلبك. من هذا المنطلق ظنّ الناس أنّ القلعة ستفتح أبوابها للناس جميعاً كي يشاركوا بالإحتفال، ما أحدث سوء تفاهم لدى البعض خصوصاً أنّ لجنة المهرجان لم تُطلق عنواناً لهذا الحدث الذي سلّط الضوء على المواهب الشابة والجديدة من موسيقيين وفرق موسيقيّة غير مشهورة، فضلاً عن تصوير 10 مواقع أثريّة غير معروفة محيطة بالقلعة لمحاكاة موضوع الحدث "Shine On Lebanon" أو "تألّق في لبنان". وقفت على أهم المسارح العربية والعالمية، ولكنّ الشعور كان مختلفاً جدّاً أمام هيكلي باخوس وجوبيتر. تأثّرت كثيراً وأدركتُ أنني مهمّة جداً لوطني ويجب العمل على نشر صورته الإيجابية بكلّ الوسائل الممكنة بدلاً من انتقاده ورميه بسهام قلّة الوفاء والحقد والقباحة. للأسف، انتقد الإحتفال رغم أنه سلّط الضوء على مكامن الفن الجماليّة في لبنان.

لكن لاحظنا وجود بعض المدعوّين؟

البعض عاتبنا إزاء هذا الموضوع، ظنّاً منهم أنّ أبواب القلعة فُتِحت أمام البعض فحسب. ولكنّ الحضور اقتصر على أهل الصحافة والإعلام فضلاً عن مشاركة عبد الحليم كركلا وإيفان وعمر كركلا الذّين يقدّمون فنّاً عالميّاً وجعلوا من بعلبك وقلعتها بيتهم الدائم.





مع رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك نايلة دو فريج والمشرف على المهرجان جان لويس مانغي وفرقة مكرم أبو الحسن

كيف تمّ اختيار الفرق المشاركــــــــــــة والموسيقيين؟

اختيروا بناءً لشروط عدّة وضعتها لجنة المهرجانات وذلك في محاولة لإرضاء أذواق الناس وتطلّعاتهم. لذا عرضت 10 فرق أعمالها في القلعة. وكنت المسؤولة عن فرقة جاز فصوّرتها في مقاطع فيديو، لكنّها لم تتمكّن من المشاركة في تلك الليلة لظروف معيّنة. لذا أطلّيتُ على المسرح وقلت كلمة عفويّة، مقتضبة ونابعة من القلب، أشرت فيها الى أنّ البلد ينزف، ولكننا سننزف مسرحيات وفنّاً ونحتاً وإخراجاً.

أخبرينا عن طبيعة عملك مع مؤسسة "كاريتاس"؟

أعمل مع المؤسسة منذ سنوات عدة، خصوصاً أنها تنفذ المشاريع التي تخدم الخير العام، ليس عبر تأمين الأدوية والفحوصات الطبية فحسب بل من خلال تعزيز اليد العاملة وتفعيل دور الناس في القرى ومناطق الأطراف والمساهمة بالإنماء المناطقي. وحين أصبح الاب ميشال عبود الكرملي رئيساً للجمعية، تعاونتُ مع الاب شارل صوايا الذي كان مخرجاً سابقاً، على ترجمة المشاريع التي تقوم بها "كاريتاس" من ناحية تنفيذ الأفلام أو الوثائقيّات وحتى الإعلانات. وفي السياق نفسه، تتميّز المؤسسة بملاجئ تستقبل فيها نساء ومهاجرين "مقطوعين" ومجرّدين من أوراقهم الثبوتية، فيعيشون تحت كنفها ريثما تُحّلّ قضيّتهم بالتعاون مع الأمم المتحدة. أقوم بإعطاء دروس "Dramatherapy" (علاج من خلال التمثيل) لأولئك النساء لتهيئتهن نفسيّاً لمواجهة العالم الخارجي كما نعلّمهن بعض المهن والحرف.

وعلاقتك مع جمعيّة "رسالة حياة"؟

كنت من أوّل المتطوّعين في الجمعيّة، وحين شاركتُ في "ديو المشاهير" قدمت المساعدات لهذه المؤسسة الإنسانية. أشارك دوماً في النشاطات والخدمات المجتمعيّة فنقدّم الطعام للمحتاجين وننظف منازلهم ونؤمّن يد العون لهم.

لماذا ابتعدتِ عن تصويـــــــــر "الفيديو كليبات"؟

تمّ مزج "الحابل بالنابل" وأضحت الـ"كليبات" تُسعَّر بالكيلو لأهداف تجارية بعيداً عن الإحترافيّة. لذا ابتعدتُ قليلاً وقمتُ بإخراج المقاطع المصوّرة أو الأفلام التي تتوافق ومبادئي.

يشار الى أنني وزوجي قمنا بإخراج أوّل الأفلام السينمائيـة منذ 21 عاماً.

ما هو جديدك؟

أحضّر إعلاناً لـ"كاريتاس" وأعمل كمستشارة لمحطّتين تلفزيونيّتين وأعطي بعض الدروس الخصوصية في فنّ الكلام لكلّ من يريد أن يظهر على الشاشة. كما أكتب سيناريو مسلسل "أوريجينال" بالتعاون مع كاتب آخر.

أتفكّرين بالهجرة؟

أتمنّى أن أهاجر اليوم لتأمين مستقبل أولادي، ولكن لا اظنّ أنني سأغادر أرض وطني أبداً.

رسالة توجّهينها للشعب اللبنانــــــــي الموجوع خصوصاً أنك مفعمة بالطاقة الإيجابية؟

يقول لي الجميع إنني إيجابية بطبعي وأنشر الفرح أينما حللتُ. لكنني أشعر بالإرهاق النفسي عندما أعمل مع أشخاص كئيبين في الدورات التدريبيّة التي أقدّمها، لذا أحاول قدر المستطاع الوصول الى نتائج إيجابية غالباً ما أحققها مع هؤلاء. أدعو الجميع الى التحلّي بالفرح والنظر الى الناحية المشرقة من حياتنا ومعرفة أنّ الغد أفضل من اليوم وكلّ ما يحصل معنا يكون لخيرنا رغم عدم إدراكنا لذلك في اللحظة عينها. على سبيل المثال لا الحصر، تعرّضتُ لحادث سير منذ أسابيع، إذ صدمتني سيّدة من ناحية باب السيارة. ترجّلتُ بابتسامة عريضة وقلت لها: "الحمدلله قضيت عهيك" فنظرت اليّ مستغربةً ظنّاً منها أنني سأصبّ كل غضبي عليها. وتابعت حديثي موضحةً أنني"ركنتُ السيارة وكنت أستعد للخروج منها، لذا لو اصطدمت بي بعد أقلّ من ثانية لكنتُ في عداد الموتى الآن".