أزمة المازوت تتفاقم في لبنان وعودة الاحتجاجات الشعبية

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 27, 2021

الشرق الأوسط

عادت التحركات الشعبية إلى لبنان من باب الاحتجاج على أزمة المحروقات، لا سيما مشكلة شح مادة المازوت التي وصفها عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس بـ«المعقدة والصعبة»، في ظل استمرار الطلب المضاعف على هذه المادة بسبب تقنين الكهرباء المستمر لأكثر من 20 ساعة يومياً.
ولفت البراكس إلى أن هناك انفراجات فيما يتعلق بالطوابير على محطات الوقود، لأن مادة البنزين ستتوافر بشكل أفضل نتيجة تفريغ البواخر وإعطاء الموافقات ودفع الفواتير من قبل مصرف لبنان للشركات المستوردة، موضحاً أن مشكلة المازوت أكثر تأزماً ولا يوجد في مصرف لبنان اعتمادات كافية لتتمكن الشركات المستوردة من الاستيراد، بينما لا تزال منشآت النفط الحكومية مقفلة ولا تقوم بالتسليم.
وناشد البراكس رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الطلب من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تخصيص عدد من البواخر استثنائياً لاستيراد المازوت، حتى يتم العمل على التخفيف من وطأة الأزمة ريثما يدخل الاتفاق مع العراق حيز التنفيذ.
وكان وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، وقع اتفاقيّة نفطيّة مع الحكومة العراقيّة لاستيراد المحروقات من العراق إلى لبنان. وقال غجر إن الاتفاقية تشمل استيراد مليون طن من الفيول مقابل شراء العراق خدمات في لبنان بالليرة اللبنانية عبر فتح اعتماد في مصرف لبنان، موضحاً أنّ هذه الكميّة من الفيول ستساعد في توليد الكهرباء لمدة أربعة أشهر.
وشهد عدد من المناطق اللبنانية تحركات احتجاجية، لا سيما شمالاً، حيث تم قطع الأوتوستراد الدولي عند مستديرة العبدة، احتجاجاً على عدم توافر مادة المازوت لحافلات الركاب وسيارات الأجرة وأصحاب المصالح.
كما قطع عدد من سائقي السيارات العمومية مسلكي أوتوستراد طرابلس بيروت عند جسر البالما احتجاجاً على عدم توافر مادة المازوت.
ونفذ أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة اعتصاماً أمام منشآت نفط طرابلس الكائنة في البداوي، وذلك للمطالبة بتسليمهم مادة المازوت، ليتمكنوا من إضاءة وتشغيل مولداتهم التي تعاني من نقص حاد في هذه المادة. وأشار المعتصمون إلى أن مادة المازوت موجودة داخل المنشآت وطالبوا بتسليمها لهم، كما جرت العادة.
وفي الإطار نفسه، طالب رئيس بلدية طرابلس رياض يمق المعنيين، لا سيما وزارة الطاقة، بضرورة التدخل لإيصال حصة طرابلس من مادة المازوت لزوم إضاءة المدارس التي تجري فيها امتحانات الشهادات الرسمية، ولزوم إضاءة أحياء المدينة لا سيما في المناطق الشعبية، بعد نفاد كمية المازوت لدى أصحاب المولدات.
وأوضح يمق أن المدينة تعيش مأساة كبيرة والمواطن يئن من وطأة التداعيات الاقتصادية، فجاء انقطاع الكهرباء ليزيد الطين بلة بعد فساد معظم المواد الغذائية التي تحتاج إلى تبريد.
وفي بيروت، تستمر المولدات بالتوقف عن العمل تباعاً مع نفاد المازوت، فيما أرسل عدد من أصحاب المولدات رسائل إلى المشتركين في جنوب لبنان يشيرون فيها إلى إطفاء المولدات كلياً خلال ساعات النهار والاكتفاء بـ7 ساعات تغذية ليلاً.