بول عكاري - بكركي...و4آب

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 26, 2021


سنة تمر على جريمة الإبادة الجماعيّة والتي تعتبر جريمة موصوفة ضدّ اللبنانيّين وضدّ الإنسانيّة! وما زالت المنظومة المافياويّة بقيادة عصابة الستة ومشتقاتها تضرب بعرض الحائط مؤسستي القضاء والأمن التي أمعنت في إخضاعهما لتقونن تجاوزاتها الشريرة ولتفلت من عقاب العدالة التي تسخرها وتفسرها على هوى مصالحها. هذه المنظومة تعتبرهذه الجريمة قضاءً وقدرا وخصوصاً لأنّ الذي فجرها عند السادسة وسبع دقائق قد رحمه ضميره، أو قد تدخلت العناية الإلهيّة الخاضعة لنظام المنظومة الطائفيّ، ولم يفجرها وقت الذروة راحماً آلاف مؤلفة من القتلة الأبرياء.
التضامن الاجتماعي والعونة الإنسانيّة واللحمة الوطنيّة التي تجلّت في مساعدة وتقديم يد العون المعنويّ والماديّ إلى المنكوبين وعوائل الشهداء والجرحى ما هي إلّا التأكيد الوطنيّ على ثقافة الحياة والإخاء اللبنانيّ الإنسانيّ المغيب قصراً من قبل الطغمة الممانعة. وازداد انكسار حاجز الخوف أيضاً وأيضاً... ولكن، كما كلّ مرة، يأتي أحدهم لينفس الاحتقان والغضب الشعبيّ وليعوم أزلام الإجرام...شكراً سيد ماكرون...
أمّا الآن، بضعة أيّام تفصلنا عن الذكرى السنوية لمجزرة النيترات وقطار العدالة بات على السكّة الصحيحة والمنظومة المشتبه بها تعمل ما باستطاعتها من أجل تفجير هذا القطار. من المفترض أن يكون 4 آب يوم غضب وطنيّ بامتياز للمطالبة بالوصول إلى الحقيقة الكاملة ولمعرفة من أدخل وخزن وهرب وفجر العاصمة بالنيترات وأيضاً للوصول إلى باقي الحقائق لمعرفة من نهب أموال الأرامل والمتقاعدين والكادحين والشرفاء ومن سرق وأفسد وقتل الأبرياء ومن خان الوطن.
عليه، أومأت الينا العصفورة أنّ قداساً سوف يقام في حرم المرفأ يترأسه بطريرك الموارنة بحضور بضعة آلاف من المدعوين المعلومين في تمام ذروة ساعة الغضب. سيدنا، نرجو أن لا تعملوا فعلة ماكرون لأن هذا الفعل في الزمان والمكان هو فعلٌ مشبوهٌ معطوفٌ على تساؤلات وشكوك مشروعة. للتذكير أن هذه الجريمة هي ضد اللبنانيّين أجمعين وليس ضد الموارنة أو المسيحيين تحديداً وكل لبناني كان من الممكن أن يكون مشروع نكبة في حال تواجده آنذاك في هذه المنطقة.
الأهمّ من كل ذلك، أنّ من أعطي مجد لبنان يجب أن يحمل لواء الحرية والعدالة والإخاء الإنسانيّ الوطنيّ ويدافع بكل قواه عن لبنان وطن الإنسان عامةً وعن الموارنة خصوصاً والثورة/الحراك حاضراً. أبانا، الموارنة بحاجة إلى حمام ساخن يقيهم شرّ الوصول الانتهازي إلى هيكل الكرسيّ المهترئ والعودة النقيّة إلى الجذور لحماية ذاك الإرث الحضاريّ الوطنيّ الثمين. أمَا بكركي فهي بحاجة إلى عملية تنقيّة لأنّ البطريرك والمطارنة والآباء الأجلّاء يستلهمون من الروح القدس ومن روحيّة قنّوبين وليس من أفكار وتوصيات الأزلام والمنتفعين والوصوليّين والجهلة. ومن يستنير بتعاليم السيد المسيح ويعمل بها لا يأبه بسلوكيات ولا يخاف ضغوط طغمة الحرام ومن وراءها.
سيدنا، لأنّ "بكركي بتحكي صح"، المطلوب جعل 4 آب عرس وطنيّ بقيادة بكركي الحرة، إذا أردتم! بدعوتكم وسماحكتم الأبويّة الثورجيّة اللبنانيّين المذلولين الغاضبين لعبروا عن غضبهم ويرجموا الشرير بالحجارة ويلعنوا الفاسدين بأشد الألفاظ. سيدنا، ساهم ودع الثورة تستعيد زخمها وإدعمها دعماً ملموساً لأن اللبنانيّين شبعوا مآسي ومظالم مجّانيّة!!!
الرجوع عن الخطأ من فضائل المسيحيّة والإنسانيّة والمطلوب من غبطتكم إلغاء هذا القداس المشبوه واستبداله بقداديس في جميع الكنائس في الوطن والمهجر ويحضرها من لا تسمح ظروفه النزول إلى الساحات، بالتزامن مع دق أجراس الحزن والتكبير في المساجد والخلوات، مع قراءة رقيم بطريركي واضح وصريح يطالب برحيل المافيا بكامل مشتقاتها ورفع جميع الخطوط الحمراء والسوداء والصفراء أمام العدالة والأمن من أجل سوق المتورطين إلى العدالة ومحاسبتهم.
لقد حان الوقت لاتخاذ الموقف الجريء وقول الحقيقة كما هي دون خوف أو وجل لأنكم تعرفون الحق والحق يحرركم ويحررنا. كما تعلمون، لبناننا محتل عسكرياً وعقائدياً ولا بدّ من أن تكونوا رأس الحربة، كما جرت العادة، في معركة استعادة الابن الضال واستعادة السيادة الوطنية. لقد جعلوا من الخطيئة والشر مرتكزاً لسلوكياتهم وأفعالهم التي أنهكت الحجر والبشر وأوصلتنا إلى ما نحن عليه. إن من غطى مسيحيّاً هذا الاحتلال هي فرق مارونيّة ولا سيما من خلال إبرام اتفاق مار ميخائيل المشؤوم الذي أتى أشد إيلاما وفتكاً علينا من نكبة اتفاق القاهرة والذي نقلنا من سلطة منظمة التحرير الفلسطينيّة إلى سلطة الحرس الثوري الإيرانيّ.
لذلك، من خلال 4 آب نطلب من غبطتكم:
1. دعم الثورة والثوار الشرفاء الوطنيّين دعماً فعليّاً ومعنويّاً.
2. الطلب الصريح إلى إلغاء اتفاق مار ميخائيل فوراً واستبداله بالعودة إلى اتفاق الطائف والدستور.
3. الطلب من عصابة الستة ومشتقاتهم الابتعاد عن حياة اللبنانيّين، أي الاستقالة، ووضع أنفسهم بتصرف القضاء العادل والجازم.
4. الطلب، لزوم من يلزم، لرفع جميع الحصانات من أجل استكمال مجرى التحقيق والوصول إلى الحقيقة.
5. الطلب من القضاء والقوات الأمنيّة استعادة دورها الأصيل فوراً والعمل بنزاهة وفعّاليّة.