خاص - تكتل اسلامي يفرض الرئيس المقبل للبلاد! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 20, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
بولا اسطيح


لم يعد من المبكر الحديث عن الاستحقاقين الكبيرين المقبلين على البلد. اصلا احتمالات تشكيل حكومة جديدة قبل الموعد المحدد للانتخابات النيابية في ايار المقبل وللانتخابات الرئاسية في تشرين الاول من العام ٢٠٢٢ يبدو مستبعدا، ما يجعل القوى السياسية تنكب حاليا على الاستعداد لهما من خلال وضع خططها ومشاريعها وصياغة تحالفاتها بما يخدم مصالحها سواء لجهة الابقاء على حجمها النيابي او زيادته، او لجهة الاتيان برئيس للجمهورية يخدم مشروعها الكبير وتوجهاتها الاستراتيجية.
ويمكن الحديث اليوم عن مؤشرات واضحة لما سيكون عليه المشهد بحينها وان كان قابلا للتعديل باعتبار ان البلد ككل يقف على صفيح يشهد اهتزازات هائلة تهدد كيانه ككل.
وشكل اعلان رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري خلال اطلالته الاخيرة انه لن يدعم رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وان كان هذا الموقف متوقعا ردا على عدم تكليف القوات الحريري ورفضهم اعطاء الثقة لحكومته والمشاركة فيها، صفارة انطلاق للاستحقاق الرئاسي.
ويشير التموضع الحالي للاحزاب والكتل ان الاحزاب المسيحية الكبرى وبالتحديد "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية" لن يكون لهما كلمة في هذا الاستحقاق. فالمبدأ الذي حاولا فرضه في الانتخابات الماضية لجهة تبوؤ الزعيم الاقوى مسيحيا وصاحب الكتلة النيابية الاكبر سدة الرئاسة، سقط سقوطا مدويا، سواء نتيجة فشل تجربة العماد ميشال عون كما نتيجة تبلور تكتل للقوى والاحزاب المسلمة هو سيفرض الرئيس المقبل، وهذا ما تنبه منه مصادر في "الوطني الحر" في وقت يرفض "القوات" التعاطي مع الموضوع كأمر محسوم مشددا على ان الامور مرتبطة بما سيكون عليه المناخ الدولي وبخاصة ما سيكون عليه المشهد اللبناني بعد عام ونيف، وهو ما يستحيل حسمه منذ اليوم في ظل الانهيارات المتحكمة بالبلد ككل.
وبغض النظر عن المتغيرات التي قد تطال حتى النظام اللبناني ما يقلب عندها المشهد رأسا على عقب، فانه ووفق المعطيات الراهنة، يبدو واضحا ان "الثنائي الشيعي" سيدعم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية للرئاسة تماما كما سيفعل تيار "المستقبل" الذي سيرد الجميل لفرنجية الذي آثر على تسمية ودعم الحريري بعكس حلفائه المفترضين… ما يعني ان التكتلين الشيعي والسني متفقان على اسم الرئيس المقبل الذي سيبحث عن غطاء مسيحي من نواب كتلته وبعض النواب المستقلين. ولا يبدو حزب الله محتارا او محرجا بالاختيار بين فرنجية ورئيس "الوطني الحر" جبران باسيل، بحيث يعتبر انه رد جميله لعون بانتخابه رئيسا وان كانت تجربة الاخير غير مشجعة على الاطلاق للتجديد لها من خلال دعم باسيل.
اما رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط فلن يقف بعيدا عن هذا التكتل خاصة انه لطالما وجد نفسه في نفس الخندق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
بالمقابل، ومهما حاول القواتيون والعونيون التصدي لما هو مقبل، وحتى ولو أقاما اتفاق معراب من قبره، فهما لن يستطيعا ان يفرضا كلمتهما باعتبارهما في موقع الضعيف، من دون ان نغفل انهما قد يزدادا ضعفا بعد الانتخابات النيابية بحيث ان قوى المجتمع المدني ستأكلان من رصيدهما، وان كان ليس بالحجم الذي يتصوره البعض..
وان كان كل ما سبق سيدفع فرنجية للضحك بسره طويلا ويبدأ استعدادته للانتقال الى قصر بعبدا، يفترض ان يتعاطى مع سيناريوهات اخرى تبدو حظوظها متساوية مع سيناريو رئاسته للبلاد. وابرز هذه السيناريوهات استلام العماد جوزيف عون الرئاسة بعد فوضى امنية عارمة او بقرار من الرئيس عون نفسه بقلب الطاولة على الجميع في مرحلة مقبلة، كما سيناريو فرض المجتمع الدولي رئيسا من المجتمع المدني يكون صورة للبنان الجديد الذي ولد بعد ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩، بعد انفجار بيروت وعلى وقع الانهيارات المتواصلة.
بالمحصلة، يمكن القول ان زمن النشوة المسيحية الذي سعى الثنائي عون- جعجع لان يستمر طويلا لم يدم اكثر من عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٧… سواء اكان ذلك نتيجة اخطاء مسيحية كبرى او نتيجة ما قد يعتبره البعض "مخططا شيطانيا" لافشال العهد لتوجيه ضربة قاضية لفكرة الرئيس المسيحي القوي، ففي كلتي الحالتين فان زمن الاحباط المسيحي المتزامن مع احباط لبناني عام غير مسبوق، سيستفحل عند عتبتي الانتخابات النيابية والرئاسية.. وغدا لناظره قريب.