خاص- سقط التحالف الإنتخابي الشيعي... من يتقاضى 2 مليون ليس كمن يكسب 20!-علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 12, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
علي الأحمد

بصرف النظر عن اللقاءات والإجتماعات التي يقوم بها حزب الله وحركة أمل تحت عنوان "الوحدة الشيعية"، لإقناع قواعدهما الشعبية بضرورة الإقتراع لـ لائحة الحزب والحركة في الإنتخابات النيابية المقبلة، يؤكد متابعون أن التحالف الإنتخابي بين الثنائي الشيعي سقط إلى غير رجعة، ولهذا السقوط المدّوي أسباب عدة لا بد من سردها.

منذ تحالف الثنائي الشيعي في الإنتخابات النيابية كانت أوجه الشبه بين قاعدتهما الشعبية كثيرة ومتعددة، لكن ظروف اليوم تختلف كليًا عن ظروف الأمس، حيث باتت الفوارق بين القاعدتين الشعبيتين لا تعد ولا تحصى، ما يعزز فرضية عدم تمكن قيادتا الحزب والحركة من خوض الإنتخابات النيابية على أساس لوائح واحدة.

بالإضافة إلى التباينات والإختلافات السياسية والعقائدية بين الثنائي الشيعي وعلاقة كل منهما مع الأحزاب الداخلية والقوى الإقليمية، برز أمر في غاية الأهمية وهو التفاوت الإجتماعي بين أبناء الطائفة الشيعية وتحديدًا بين مناصري حزب الله وحركة أمل، وذلك لأن الحزب ومنذ بدء الأزمة حتى يومنا هذا لا يزال يصرف رواتب موظفيه وعناصره بالدولار الأميركي حصرًا، بينما حركة أمل لا تملك هذه القدرة المالية على القيام بما يقوم به الحزب المدعوم من الجمهورية الإسلامية في إيران، ما أدى إلى خلق طبقة شيعية ميسورة ماديًا إلى حد كبير بينما تعاني طبقة أخرى كغيرها من تداعيات الإنهيار الكبير الذي يضرب لبنان منذ 17 تشرين 2019.

لا شك أن من يصل راتبه إلى 2 مليون ليرة لبنانية شهريًا لن ينتخب كما ينتخب من يتجاوز راتبه 15 مليون ليرة شهريًا، لأن عدم تكافؤ الفرص، خصوصًا المادية، يغذي التوترات الإجتماعية التي بدورها تغذي الصراعات نتيجة التفاوت الإقتصادي والإجتماعي الذي يسود المجتمع الشيعي.

إن الطبقة الميسورة التي ولدت من رحم حزب الله ودولاراته تختلف كُليًّا عن الطبقة الفقيرة التي لا تزال تنتظر المساعدات العينية والطبية وغيرها، وأنه من المستحيل إقناع من هم تحت خط الفقر بإنتخاب لائحة تضم نوابًا يمثلون طبقة أصبحت "فوق الريح"، حتى لو ركزت الخطابات الإنتخابية على ضرورة حفظ الوحدة الشيعية وعدم السماح بخرق هذا التحالف السياسي المستهدف داخلياً وخارجيًا.

من الجدير ذكره، أن الواقع الشيعي تشوبه شوائب عدة على المستوى الإقتصادي - الإجتماعي، وعلى سبيل المثال عائلتان شيعيتان تسكنان المبنى نفسه، واحدة لا يتخطى دخلها 2 مليون ليرة وأخرى يبلغ دخلها 20 مليون ليرة، لا الطعام نفسه ولا اللباس نفسه ولا الهم نفسه، واحدة ينهكها إنهيار الليرة وأخرى تفرح مع كل إرتفاع لسعر الدولار، واحدة قادرة على تأمين الكهرباء وأخرى تبحث عن بقعة ضوء تنير ظلمة منزلها الفقير، وهذا بلا شك يحدث نوع من النقمة وعدم الألفة بين الأسر، ويجعل التعايش بينها صعبًا كي لا نقل مستحيلاً.

أيضًا، تشهد البيئة الشيعية ما يسمى "المعايرة" بين أبناءها، حيث يقوم من هم غير منتمين للحزب بمعايرة من يتقاضون رواتبهم بالدولار بالقول: "أنتم سبب الأزمة التي نعيشها اليوم، ونحن أول من سينتفض في الشارع، أنتم أصبحتم أغنياء ونحن نعاني الفقر والجوع والعوز، أنتم مع المقاومة ونحن أيضًا، أنتم ضد إسرائيل والتكفيريين ونحن أيضًا، لكننا لسنا في حزب الله وهذا سبب فقرنا".

وبحسب المعلومات، فإن عددًا كبيرًا من "الشيعة" باتوا يرغبون بالإنضمام إلى حزب الله كي يستفيدوا من التقديمات العائلية التي يقدمها الحزب، وهذا طبعًا يصب في مصلحته فهو لم يعد بحاجة إلى إتباع سلوك الإقناع بالدين والعقيدة والعداء المطلق لإسرائيل، لأن المداخيل بالدولار وحدها كفيلة لجعله أقوى الأحزاب اللبنانية وبوصلة الشباب نحو حياة أفضل ومستقبل مضمون.