الإندبندنت- الإنسحاب من أفغانستان يهين كل الذين ضحوا بالكثير

  • شارك هذا الخبر
Saturday, July 10, 2021

رأت صحيفة الاندبندنت أن إعلان فشل الانخراط في حرب أفغانستان التي استمرت 20 عاما، يسلط الضوء على حجم وطبيعة عملية التراجع والاستسلام التي تقوم بها الآن الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وقالت الافتتاحية إن القوات البريطانية "خدمت في أفغانستان بامتياز كبير مع استثناءات نادرة، وفعلت كل ما في وسعها لتحرير شعب أفغانستان وبناء أمة". وأضافت "كانت هناك إنجازات عظيمة: الأمن والحرية ومظهر من مظاهر الديمقراطية وتحسين معاملة النساء والفتيات - خاصة في مجال التعليم - ناهيك عن إنشاء المدارس والعيادات، والحصول على المياه النظيفة والكهرباء".

لكن ذلك، برأي الصحيفة لن يدوم طويلا، مع عودة طالبان "التي تسيطر على مساحات شاسعة من الريف وهي على وشك الاستيلاء على عواصم المقاطعات". وأضافت "في غضون بضع سنوات - إن لم يكن أشهر - ستكون أفغانستان في أحسن الأحوال في حالة حرب أهلية مريرة. وفي أسوأ الأحوال، ستتم إعادتها إلى نظام الإقطاعيات القبلية الذي ساد في ظل فترة هيمنة طالبان القاسية السابقة".

وتابعت الافتتاحية بالقول إن "قرار الرئيس بايدن بالمغادرة - أي استمرار سياسة فك الارتباط التي بدأت في عهد دونالد ترامب، لم يترك لحلفاء أمريكا أي خيار سوى أن يحذوا حذوه. إنه قرار قد تندم عليه الولايات المتحدة".

برأي الإندبندنت، "لا يوجد سبب منطقي لعدم استمرار القوة الجوية الغربية وجمع المعلومات الاستخبارية والتدريب العسكري، وعلى المدى الطويل".

واعتبرت الصحيفة أنه كان من الممكن أن يستقر الوضع بوحدة صغيرة نسبيا، على المدى القصير إلى المتوسط، ويمكن أن تستمر العملية السياسية التي تشارك فيها طالبان. لكن "من خلال الإعلان المسبق عن انسحاب غير مشروط تقريبا، هناك حافز ضئيل لطالبان لتقديم تنازلات".

ورأت أنه "على عكس الغزو اللاحق للعراق، كانت الحرب في أفغانستان عادلة وقانونية ومدعومة من الأمم المتحدة. لقد قاتل بشدة، حيث ضحى حوالي 450 من أفراد الخدمة البريطانية بأرواحهم، والعديد من الجرحى".

وختمت الافتتاحية بالقول "لم يتم الانتصار في النزاع تماما، ولم تُبن الأمة، ولكن من المؤكد أنه كانت هناك طريقة ألطف لإنهاء العملية، سواء من أجل الشعب الأفغاني أو من أجل أمن الغرب. إن هذا الانسحاب يهين شرف كل أولئك الذين عانوا وضحوا بالكثير، بمن فيهم المدنيون الأفغان".