خاص- الإنفجار "الشيعي" يقترب... هل يخسر الحزب سلاحه الشعبي؟- علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 30, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

علي الأحمد

ليس السلاح الحربي وحده من يجعل حزب الله "قوة" عسكرية وسياسية تتحكم بمفاصل الدولة وقراراتها المصيرية، بل يمتلك الحزب سلاحًا أكثر أهمية من صواريخ "رعد" و"زلزال"، وهنا نقصد القاعدة الشعبية الشيعية أو ما يعرف بـ بيئة المقاومة المؤيدة لحزب الله منذ نشأته حتى يومنا هذا، والتي ساندته في السراء والضراء والسلم والحرب، حتى باتت كنزًا لا يقدر بـ ثمن ولا بـ مال، حتى لو بالـ fresh dollar.

مع تفاقم الأزمات وتدهور الأوضاع وارتفاع حالات الفقر والعوز، بات ممكنًا الحديث عن إنفجارٍ إجتماعي قريب يطيح بالأحزاب السياسية ومن بينهم حزب الله، لأن الأخير يواجه اليوم غضبًا شيعيًا لم تشهده المناطق الشيعية، حتى ما قبل حقبة الأمام المغيب موسى الصدر.

من المعروف أن حزب الله وفي كثير من المحطات كان ولا يزال يعتمد مبدأ "الصبر والبصيرة" لإقناع بيئته أنهما شرطان أساسيان للصمود والإنتصار على الخصوم والأعداء، لكن ما كان يصح بالأمس أصبح مرفوضًا اليوم، فالقسم الأكبر من "الشيعة" في لبنان أعلنوا رفضهم لهذا المبدأ الذي ولد من رحم الجمهورية الإسلامية في إيران، لا بل بات "الشيعة" غير المنتمين حزبيًا إلى حزب الله يشعرون بخيبة أمل من أداء الحزب الذي يولي إهتمامه بالمحزبين فقط، ولا يأبه لعامة الناس التي رفعت في يوم من الأيام شعار "كلنا فدى السيد حسن".

ولأن لا ثورة حقيقية في لبنان دون مشاركة "الشيعة"، يُحكى عن تحركات محتملة قد تشهدها المناطق ذات الطبيعة "الشيعية" كالضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك وبعض قرى الجنوب، إحتجاجًا على أزمة المحروقات وإنقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار السلع الأساسية مع وصول سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى 18 ألف ليرة، لكن قيادة الحزب تدرك خطورة إنتفاضة الشارع الشيعي وتداعياتها، لذلك تقوم بتنظيم ندوات دينية وإجتماعية وسياسية تسلط خلالها الضوء على واقع الأزمة الراهنة وكيفية الخروج منها، وتسعى إلى إقناع المعارضين بأن حزب الله لا يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وأن جلّ ما يريده هو حماية لبنان وشعبه من خطر إسرائيل جنوبًا وداعش وأخواتها شرقًا.

الأمر اللافت في المشهد الإعتراضي الشيعي، هو تعرض أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لإنتقادات كثيرة وتحميله مسؤولية الإنهيار كباقي رؤساء الأحزاب، بالإضافة إلى أن خطاباته المتكررة لم تعد مؤثرة كسابقاتها، وذلك لأنه لم يُقدّم أي حلول تذكر للأزمات المستعصية بإستثناء إعلانه عن نية الحزب إستيراد المازوت والبنزين من إيران، ومعظم خطاباته باتت تقتصر على شرح وتقييم الوضع الراهن فقط.

ولأن الوضع الشعبي قد يخرج عن السيطرة في اي لحظة، أطلق الجيش الإلكتروني التابع للحزب عبر منصات التواصل الاجتماعي شعار "‏ويلٌ لأمةٍ جاعت، فنهشت لحم حاميها، وغفلت عن ظالميها!"، وما هذا القول الذي أثار جدلاً كبيرًا إلا دليلاً جديًا على الضغط الكبير الذي يعيشه الحزب في بيئته، والغرض منه تذكير المعارضين بأن حزب الله هو من حرر لبنان من الإحتلال الإسرائيلي، وهو من حارب الدواعش والتكفيريين، فلا يجوز إنتقاده والإنتفاض عليه، حتى لو بلغ الجوع بطون الأطفال.

ولعل ما يقوله أحد المواطنين "الشيعة" عن حزب الله ومسؤوليه الأثرياء خير دليل على أن الحزب مُهدّد بخسارة "سلاحه الشعبي"، وأن الإنفجار الشيعي بات قاب قوسين أو أدنى، لذلك لا بد من نقل رسالته كما هي... "انا كشيعي كل عمري كنت منحاز ومتعاطف مع قضية المقاومة، اليوم عم بسأل حالي هل الشهداء أكيد عم بتشوف الذل يلي عم ننذلو بيومياتنا، معقول عنا كل هلقوة وما قادرين نعمل شي! معقول انا إذا بعبر عن وجعي بصير اسمي عميل سفارات! مش المقاومة ولدت من رحم تقصير الدولة كرمال ارضنا يلي كانت محتلة، طيب يلي عم نعيشو هلق شو اسمو؟ معقول نضحك على المقاومة اكيد لا طيب كل هلقوة وما قدر حزب الله يوقف الفاسدين عند حدن؟، إذا انتو ما قادرين تعملو شي تركو العالم تتصرف عالقليلة يلي بعبر عن وجعو ما تقولو عنو عميل، وما تقعدو تنظرو علينا بالصبر والبصيرة، عم تضحكو على حالكن وعلينا لما تقولو هيدا حصار، لا هيدا مش حصار هيدا فساد، والساكت عن حق شيطان أخرس".