خاص- هذا ما كشفه نائب "مستقبلي" عن اعتذار الحريري…بولا أسطيح
شارك هذا الخبر
Friday, June 25, 2021
خاص- الكلمة أونلاين بولا أسطيح
لا يبدو تيار "المستقبل" ممتنا كثيرا اليوم من تمسك "الثنائي الشيعي" بورقة تكليف الرئيس سعد الحريري. بات هذا الاصرار عليه يضر به ولا يخدمه وان كان يدرك تماما انه لولا "الابوة السياسية" له من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكان وضعه السياسي بعد اصعب مما هو عليه بكثير. رئيس البرلمان كان الاوفى في التعاطي مع رئيس "المستقبل" بعد تركه تباعا القواتيون والاشتراكيون من دون ان يرف لهم جفنا، علما ان التعاطي الاشتراكي معه بقي يلحظ سنوات التحالف الطويلة بعكس التعاطي القواتي بحيث قررت معراب قلب الطاولة بوجه الحريرية بعد قرارها صعود مركب المعارضة وبعدها الثورة.
صحيح انه بعد انتفاضة ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩، بات كل حزب وفريق سياسي يخوض البحر الهائج وحيدا، لكن بعض التحالفات ذي الطبيعة الاستراتيجية ظلت قائمة ولعل ابرزها تحالف التقدمي- أمل، المستقبل-أمل، حزب الله- أمل والوطني الحر-حزب الله.
واذا كان تحالف جنبلاط- بري ظل الامتن باعتبار ان الهزات الحكومية لم تلحظه بعد قرار رئيس "التقدمي الاشتراكي" النأي بنفسه عن الكباش المتواصل منذ ٨ اشهر، فان باقي التحالفات كانت ولا تزال تتأرجح على حبال الملف الحكومي.فلولا دعم بري استمرار الحريري في موقعه الحالي كرئيس مكلف وتأمينه غطاء من قبل حزب الله له،سواء اتم ذلك حبا فيه او تحقيقا لمصالحهما، لكانت الضغوط الشتى، الداخلية والخارجية التي يتعرض لها رئيس "المستقبل" ادت لتنحيه راغبا او مرغما..
وبحسب المعلومات فانه وفي المرة الاولى التي طرح فيه اعتذار الحريري وبدأ التداول به، كان الهدف منه ممارسة ضغط بالملف الحكومي ردا على الضغط الذي مارسه بالمقابل "الوطني الحر" حين لوح بورقة اسقاط مجلس النواب، اما اليوم فقد بات الحديث الدائم عن نية الاعتذار يعبر عن رغبة الحريري وقسم كبير من فريق تيار "المستقبل". اذ يكشف نائب مستقبلي ل"الكلمة اونلاين" عن "قناعة باتت تتبلور لدى الرئيس المكلف بأن الاستمرار في موقعه الحالي او الانتقال الى رئيس فعلي يمارس مهامه في السراي الحكومي، في زمن استعار الازمة لا يخدمه سياسيا على الاطلاق انما سيكون بمثابة محرقة تقضي على مستقبله السياسي باعتباره سيكون في "بوز المدفع" وسيتحمل المسؤولية الاكبر امام اللبنانيين عند الارتطام، وهو موقع ومسؤولية يحملها القسم الاكبر من الناس حاليا لرئيس الجمهورية من منطلق انه رأس السلطات". ويشير النائب الذي فضل عدم ذكر اسمه ان "خروج الرئيس بري ليعلن اخيرا ان لا حكومة في الافق ولا اعتذار، احرج الرئيس الحريري الذي بات يتطلع في اقرب وقت مضى لوضع ورقة تكليفه على الطاولة… فلا هو قادر على السير بخطوة بهذا الحجم رغما عن رئيس البرلمان الداعم الاول له، ولا هو قادر على استمرار تحمل تبعات التكليف وما يبدو انه "استقتال" من قبل "الثنائي الشيعي" على ترؤسه الحكومة ما يأكل من رصيده دوليا واكثر من ذلك يثير ارتياب واستياء الكثير من الدول وعلى رأسها المملكة العربية السعودية غير المتحمسة اصلا لعودة الحريري الى السراي".
ومع انطلاق استعدادات معظم الاحزاب، ولو بخجل للانتخابات النيابية المقبلة، فان مبتدىء في العمل السياسي يدرك تماما ان وجود الحريري في السراي في مرحلة الانهيار وبغياب اي وعود دولية فعلية بتأمين موارد مالية كبيرة للنهوض بالبلد، سيكون نتائجه كارثية عليه في صناديق الاقتراع، ما يجعل التنحي حاليا بمثابة القفز من قطار بات محسوما انه سيرتطم وسيكون ارتطامه مدويا!
فمتى يصل بري لهذه القناعة ولماذا اصراره على استمرار الحريري في موقعه؟ هل يحصل ذلك حصرا نكاية بعون وباسيل؟ واذا صح ذلك هل يتخذ الحريري القرار الصعب مجددا بالتنحي رغما عن ارادة بري كما فعل في العام ٢٠١٩؟