خاص ــ روايتان حول استشهاد النقيب سمير الاشقر...! سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, June 23, 2021


خاص ــ سيمون أبو فاضل


 


الكلمة أونلاين


 


 


رغم مرور 43 عامًا على استشهاد النقيب المغوار سمير الاشقر، إبان عملية لفرع المكافحة في الجيش اللبناني يومها في تشرين الاول 1978، في منطقة البياضة -المتن الشمالي ، لا زالت التساؤلات تحيط بالعملية وخلفياتها، سيما أن أكثر من سبب تم ربطه بعملية استشهاده خصوصا أن مقتله حصل على يد عناصر من الجيش اللبناني أي المؤسسة التي ينتمي إليها وبعضهم رفاق له كانوا تلاميذة له في مرحلة سابقة.


 


يروي ضابط متقاعد عايش تلك المرحلة عن النقيب الشهيد سمير الاشقر وعملية اغتياله بقوله، إنه منذ تخرجه من المدرسة الحربية بدا الضابط الاشقر يتمتّع بمزايا قيادية وحضور قوي وسرعة بديهة عسكرية ما جعله يفرض ذاته داخل المؤسسة كضابط مغوار نفذ عدة عمليات ناجحة، منها عملية تحرير المدينة الرياضية من الفلسطينيين عام 1973،اذ يقول الضابط المتقاعد إن النقيب الاشقر دفع ثمن المواجهة مع القوات السورية التي عملت في بداية شهر شباط 1978 على رفع حواجز أمام ثكنة الفياضية كما حاولت اجتياح المدرسة الحربية والثكنة المحيطة بها، وتبع الامر اشتباكات بين الجيشين اللبناني والسوري ظهر فيها النقيب الاشقر رأس حربة في المواجهة وحقق انتصارات باهرة.


 


فقد طلبت وقتها القيادة السورية إجراء تحقيقات مشتركة في هذا الملف ووجهت أصابعها منذ البداية نحو الاشقر، متهمة اياه بانه اول من اطلق النار في حين أن اللواء المتقاعد انطوان بركات دوّن تفاصيل تلك المرحلة في كتاب بعنوان "من الفياضية حتى واشنطن على دروب الشهامة" و الذي كان مسؤولا عن الثكنة في تلك المرحلة، ومنذها سطع نجم الشهيد كضابط معادي للوجود السوري وتصرفات عناصر هذه القوات ولا سيما في تلك المنطقة من خلال الاساءة لكرامة اللبنانيين وكذلك الضباط وافراد عائلاتهم، وقد تجاوبت القيادة يومها مع الطلب السوري يكمل الضابط الكبير ،حيث كان القرار "بتصفيته" من خلال ارسال قوة مكافحة ، على ما يقول الضابط المتقاعد للكلمة اونلاين إذ بات نجم الاشقر يتحول الى حالة ازعاج للقيادة التي كانت مستسلمة أمام السوريين في وقت انخرط الاشقر مع عناصر وضباط في عدة معارك شهدتها المنطقة ضد السوريين، وكذلك فعل عدة ضباط في تلك المرحلة التي كانت تجري فيها أحداث مع السوريين على غرار قائد فوج المغاوير العميد المتقاعد يوسف طحان الذي عمد الى طرد القوات السورية المنتشرة من المنصورية حتى بكفيا الى تخوم المتن الاعلى. 


 


فبدأت عين القيادة تنزعج من هؤلاء الضباط الذين  أرادوا الحفاظ على قسمهم بعيدا عن الحسابات السياسية والتسويات، وعُقدت في منزل الطحان في المنصورية اجتماعات مع عدد من الضباط، حسبما كشف الضابط المتقاعد، و عمدوا إلى تشكيل غرفة عمليات مصغرة هدفها تزويد رفاق السلاح في الفياضية بالمواد الغذائية بعد ان احكمت القوات السورية الطوق عليهم.


 


ويقول الضابط المتقاعد الذي كان على صلة بالقيادة يومها، بأن مديرية المخابرات كلفت مجموعة لتصفية النقيب الاشقر وزرعت في صفوفها عناصر موجهة للاجهاز عليه لدى ظهوره أو رؤيته حيث يروي ضابط عمل في قوة المكافحة التفاصيل ذاتها لموقعنا . لذا عمدت قوة المكافحة إلى تطويق المنزل ومناداته عبر مكبر الصوت من قبل قائدها يومها الرائد سهيل خوري للاستسلام بعد ان اوقفت ضابط وعدة عناصر كانوا في باحة المنزل .


 


لكن لدى ظهور الاشقر معلنًا عن رفضه الاستسلام أطلق عدة عناصر النار عليه فأصيب ووقع ارضا. عندها تم نقله في سيارة اسعاف تابعة للجيش إلى المستشفى حيث يؤكد الضابط المتقاعد انه تم الإجهاز عليه في السيارة سيما أن إصابته لم تكن قاتلة لان  الرصاص اصاب فخذه ونقل الى الاسعاف وكان على قيد الحياة و بوعيه الكامل . وهكذا نفذت قيادة الجيش اللبناني العملية و تجاوبت مع القيادة السورية التي طلبت تصفيته انتقاما لمقتل عناصرها نتيجة قرار اتخذه الرئيس السورى حافظ الأسد يومها للحفاظ على هيبة عناصره بقتل الاشقر ليكون عبرة لغيره  من الضباط.


 


ويلفت الضابط إلى أن العملية حظيت بغطاء حزبي يومها لأن بعض القوى تحسست من ظهوره كضابط لديه سمعة وحضور قويين لإن العملية ما كانت لتحصل  لولا الغطاء السياسي الذي توفر يومها.


 


أما الرواية الثانية على ما يقول اللواء المتقاعد سهيل الخوري الذي قاد المجموعة العسكرية إلى منطقة البياضة لتوقيف الأشقر بأمر من القيادة على ما يقول للكلمة اونلاين،وذلك بعد أن عمد الاشقر لعدة ممارسات غير مقبولة منه كضابط في المؤسسة العسكرية ،اذ اراد ان يؤسس حالة خاصة به وهو الأمر الذي لا تسمح به القيادة ،فتم استدعاؤه عدة مرات الى مديرية المخابرات لتبليغه اعتراض القيادة ولا سيما كان الاشقر يعمد لإجبار عدة أفراد للالتحاق معه من خلال الاتصالات التي كان يجريها مع هؤلاء وصولا الى تعرضه للعسكريين إبان تواجدهم على الطرقات لعدم  التحاقهم بالقوى التي يشكلها لمواجهة السوريين. لكن بعد دعوته لاحقا للحضور الى مديرية المخابرات رفض الحضور لاكثر من مرة فكان الأمر بجلبه الى وزارة الدفاع.


 


اذ يؤكد اللواء خوري بأن القيادة ارسلتهم لاحضاره وهو خاطبه مرارا عبر مكبر الصوت بضرورة تسليم ذاته لكن الاشقر خرج من منزله ليطلق النار عليهم، فردت العناصر باطلاق النيران ايضا فأصيب في فخذه ولم يفارق الحياة.


 


وحيال الكلام عن الإجهاز عليه بطلب من القيادة يؤكد، بأن الاشقر توفي نتيجة نزيف حاد لدى وصوله الى المستشفى بسبب بلاغة الاصابة التي قطعت عرقا اساسيا في فخذه ، هو الامر الذي حصل رافضا الكلام عن عملية تصفية بل عملية عسكرية اتخذت هذا المنحى الدراماتيكي.


 


لقاء يجمع عدد من الضباط في الفياضية الرافضين للوجود السوري يومها وهم: ابراهيم طنوس، انطوان بركات، طارق نجيم، يوسف الطحان، وسمير الاشقر.


Alkalima Online