خاص ــ عن عدم رغبة الحزب في تشكيل الحكومة ورفض باسيل "المثالثة"... والتشييع في سوريا! علي الأحمد

  • شارك هذا الخبر
Sunday, June 20, 2021

خاص ــ علي الأحمد

الكلمة اونلاين

أصبح معروفًا أن العقبة في تشكيل الحكومة "ثنائية"، لكنها تحمل 3 أوجه، الوجه الأول يتمثل بعدم إستعداد الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة حتى لو حظي بدعم جميع الدول، إذا لم يحظى بالرضا والموافقة السعودية، لأن مصير الحكومة سيكون السقوط حتمًا.

العقبة الثانية الحقيقية موجودة عند رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، واذا أردنا الكلام دون قفازات سنرى أن لهذه العقبة وجهان، الوجه الأول هو عدم قبول الوزير باسيل بحكومة لا يوجد لديه فيها ثلث ضامن بشكل مستقل عن حزب الله ليضمن أن يكون صوته مسموعًا ودوره موجودًا في كل المحطات والملفات، مما يعطيه قوة في البلد تساعده في خوض الإنتخابات النيابية، وتسمح له في حال كان هناك فراغ رئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال عون أن يكون له دور فعلي، كما ويساعده هذا الثلث في فرض شروطه للإنتخابات الرئاسية ويزيد من حظوظه بالوصول إلى كرسي بعبدا.

الوجه الثالث، هو رفض الوزير باسيل للمثالثة المقنعة عبر الثلاث ثمانيات، حيث يكون للسنة وحلفائهم ثلث، وللشيعة وحلفائهم ثلث وللمسيحيين وحلفائهم ثلث، ومن هنا إصرار باسيل على تسمية الوزيرين المسيحيين، لكي لا يكرس عرفًا يعرف جيدًا أنه سيصبح رهينة له في المستقبل في حال قبوله به.

إضافة إلى العقبات المذكورة، فإن عدم رغبة حزب الله في تشكيل الحكومة يعتبر من أبرز أسباب الأزمة، فالحزب ورغم الإتصالات واللقاءات التي يقوم بها لتذليل العقد، يبقى غير راغبًا في تشكيل حكومة جديدة مطالبة بإجراء إصلاحات هامة هو (أي حزب الله) معني بها أكثر من باقي الأحزاب السياسية.

بدءًا من وقف التهريب عبر المعابر غير الشرعية والمشاركة في الحروب العسكرية في سوريا والعراق واليمن وصولاً إلى خفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي تخطى عتبة الـ 15 ألف ليرة لبنانية، جميعها ملفات تجعل حزب الله راغبًا ببقاء حكومة الرئيس حسان دياب، لأن الحكومة الجديدة في حال تألفت وكي تنال الدعم الدولي والعربي عليها إنجاز هذه الإصلاحات، وقد تصطدم بإصرار الحزب في إبقاء الحدود مفتوحة والدولار فوق الـ 15 ألف وغيرها.

لا شك أن حزب الله بات أسير سعر الدولار مقابل الليرة، وتعد البيئة الشيعية أكثر من يتداول بالدولار، لأن الحزب لا يزال مستمرًا بصرف رواتب موظفيه وعناصره بالدولار الأميركي، ما ولد إرتياحًا ماديًا وإقتصاديًا ومعيشيًا في مناطق نفوذ الحزب، فهل لديه مصلحة في عودة سعر الدولار إلى 7 أو 8 الآف ليرة، وهل سيرضى من يتقاضى 600 دولار شهريًا أن ينخفض دخله الشهري من 9 إلى 5 مليون ليرة لبنانية؟!

أما فيما يخص الحدود مع سوريا، فإن الحزب ليس بوارد تسليم الحدود والمعابر الشرعية وغير الشرعية إلى الدولة والجيش اللبناني، لأن هذه المعابر تدخل إلى خزينة الحزب ملايين الدولارات جراء تهريب السلع الأساسية والمحروقات والأشخاص المطلوبين إلى داخل الأراضي السورية، فضلاً عن أن حزب الله أصبح جزءًا أساسيًا من تكوين المجتمع السوري لا سيما في المناطق الحدودية، لذلك لن يتخلى عن سلطته وهيمنته على الشريط الحدودي كرمى عيون باسيل والحريري.

وبشأن التدخلات العسكرية خارج الأراضي اللبنانية، فإن الحزب لن يتراجع قيد أنملة عن المشاركة في هذه الحروب نصرة لمشروع التشيع وولاية الفقيه، وإن قرار إنسحاب الحزب من الدول العربية تتخذه الجمهورية الإيرانية حصرًا، لذلك تتجه أنظار الحزب إلى ملف التفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والتي لم تتضح معالمه حتى يومنا هذا.

أمر آخر يحصل على الساحة السياسية اللبنانية يصب في مصلحة حزب الله وهو العراك السياسي بين القوى والأحزاب، وآخر هذه المعارك كانت بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، ويدفع هذا التوتر الأحزاب السياسية إلى التمسك بالحزب كونه الطرف الأقوى، ويطيح بفكرة تشكيل جبهة سياسية معارضة لإسقاط هيمنة حزب الله في ظل حاجة غالبية القوى إلى التحالف معه بحثًا عن إطماع سياسية على غرار ما يحصل في الملف الحكومي.


Alkalima Online