عوني الكعكي- من يقف وراء عِناد فخامة الرئيس؟!

  • شارك هذا الخبر
Friday, June 18, 2021


هذا السؤال يطرح نفسه خصوصاً عندما سمعنا قبل تكليف الرئيس سعد الحريري بمهمة تشكيل حكومة إنقاذ كان الصهر العزيز يقول: «لا يمكن أن أسمح للرئيس الحريري بتشكيل حكومة». واختصر الموضوع بقوله: «سوا في الحكومة أو سوا خارج الحكومة». عندما سمعنا قوله، كنا نعرف أنّ هذا الكلام ليس ناتجاً عن بطولة أو عنتريات الصهر الذي لا يتجاوز طوله متراً ونصف المتر، خاصة وأنّ شكله وقامته لا يساعدانه على إطلاق كلام أكبر منه. في الحقيقة، إننا نعلم علم اليقين أنّ الصهر العزيز له مكانة عند فخامته، حتى وصلت الأمور منذ فترة وبينما كان على الغداء العائلي يوم الاحد، أن حصل خلاف بين الصهر وابنة الرئيس، فانتصر فخامته لصهره ضد ابنته. وهكذا انقطع الغداء العائلي التقليدي يوم الاحد لأنّ الصهر «المدلل» لا يسمح لأحد بأن يناقشه في أي أمر من الأمور.

هل يستمر هذا العناد مدة سبعة أشهر ولا ينتهي وكلما حُلّتْ عقدة تبرز لك عقدة جديدة، كل هذا بالاتفاق بين فخامته وصهره.

ونعيد السؤال مرة جديدة: هل فخامته يستطيع أن يعطل حكومة؟ طبعاً كلا. ولكن لو عدنا بالتاريخ الى «الحزب العظيم»، حين قال السيّد إنّه جندي في جيش ولاية الفقيه، وإنه يتبع الدولة الاسلامية في إيران، وإنّ أمواله وسلاحه ورواتبه تأتي من الجمهورية الاسلامية في إيران، لعرفنا السبب.

هذا يؤكد أنه حتى عندما تدخل الرئيس نبيه بري كي يحاول إيجاد حلول بالدرجة الأولى استطاع الرئيس بري أن يسقط موضوع وزارة من 18 وزيراً وكرامة للرئيس بري 24 وأضاف الرئيس بري حللنا قضية وزارة الداخلية وبعد الانتهاء من المطالب جاءت مطالبة جديدة ان فخامته هو الذي يسمّي الوزيرين المسيحيين إذ بعدما حصل على 8 وزراء يريد أيضاً وزيرين جديدين، وهنا قامت قيامة الرئيس بري وشعر بأنّ هناك إصراراً عن سابق تصميم أنّ فخامته لا يريد تشكيل الحكومة بكل صراحة، لأنّ الصهر العزيز ليس داخل هذه الحكومة.. وهنا لنا عودة الى تاريخ التعطيل فبعناد فخامته الذي اشتهر به تعطلت أمور عدة، فتحت نظرية [يا عنتر مين عنترك أجاب عنترت حين لم أجد أحداً يردني].

بكل صراحة ان «الحزب العظيم» لا يزال يراوغ بالنسبة لتشكيل حكومة خاصة، لأنّ الأوامر الايرانية لم تأتِ وهناك، إستحقاقان: الأول الاجتماعات مع الاميركيين بالنسبة للملف النووي، كما ان هناك انتخابات في إيران بتاريخ اليوم 2021/6/18.

السؤال لماذا الربط بين هذه الأمور؟ بكل صراحة لبنان ورقة بيد إيران تريد أن تتفاوض بها مع الاميركيين. ولنتذكر ان انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة والتي أتت بالرئيس ميشال عون جاءت بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ وبعد تعنّت من «الحزب العظيم» حيث كان يقول: «يا بتنتخبوا الرئيس ميشال عون أو لا انتخابات». إضافة الى ذلك حاولوا إقفال مجلس النواب.

نعود الى مبادرة الرئيس نبيه بري التي جاءت بناء على طلب فخامته لأنه كان يظن أنّ الرئيس بري سيفشل، ولكن عندما نجح الرئيس بري أصيب فخامته بصدمة حقيقية لذلك اضطر الى طرح الوزيرين المسيحيين من جديد.

هناك سؤال هو: لا أعرف كيف أن «الحزب العظيم» يتصرّف؟ وهنا أتذكر الانتخابات النيابية والخيانات التي حصلت من الحزب بحق حركة أمل.. لكن الرئيس بري رفض أن يدخل في هذه الحالة معتبراً أنّ عليه أن يستوعب الموضوع.

أمّا اليوم فإنّ التاريخ يعيد نفسه، فيقوم الحزب بتكليف دولته بتمثيله ويطلب منه مبادرة، ومن ناحية ثانية يقف متفرّجاً حين يجب أن يتدخل... وقد قال لي مسؤول وخبير بالعلاقات الشيعية - الشيعية، إنّ الحزب لم يكن يتوقع أن ينجح الرئيس نبيه بري في مهمته المستحيلة، وبما أنه نجح، أُحرج الحزب. لكن المشكلة الحقيقية هي في التقيّة أولاً وثانياً بالسلاح.