خاص- 3 لاءات للحزب في التعامل مع المرحلة- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 15, 2021

خاص- الكلمة اونلاين
بولا أسطيح


تبدع القوى السياسية في لبنان في المراوغة والتذاكي وايهام الناس انها تنكب على اجتراح الحلول للازمات التي باتت تنهش يوميات اللبنانيين.. فبعدما كان من المفترض ان يكون الاسبوع الماضي حاسما في عملية تشكيل الحكومة، ارتأى المعنيون بالملف تمديد حلقات المسلسل الذي تحول مملا ومستفزا في آن، فضربوا موعدا جديدا للحسم نهاية الاسبوع الحالي، وهم يعلمون تماما ان ما فشلوا بانجازه طوال الاشهر ال٨ الماضية لن ينجزوه في يومين او ٣. ولعل ما يجعل اي خرق في الايام والساعات المقبلة اقرب للخيال، هو اشتعال جبهة جديدة وليس اي جبهة، باعتبار انها تعني من يفترض انه الوسيط الذي يقود مبادرة لتقريب وجهات النظر بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. فمن ظن ان التراشق بين عين التينة والبياضة عابر، يخطىء كثيرا اذ انه يعني انهيار الوساطة رغم اصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على منحها فرصة اخيرة. ومن هنا كان تمني واصرار بري على الحريري التريث بالاعتذار باعتبار انه سيشكل صفعة لجهوده كافة خاصة وانه الاب الروحي لرئيس "المستقبل" والداعم الاول لتكليفه بعد الاطاحة برئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب.
ويمكن الحديث عن معطيين اثنين طبعا الحركة السياسية الاسبوع الماضي. الاول مرتبط بتجديد الغطاء "السني" الممنوح للحريري، ما يعني دعم طائفته لاي خيار يتخذه سواء بالتمسك بالتكليف او الاعتذار وصولا لمنحه صلاحية القبول بالسير بمرشح جديد لخلافته او عدمه. وتعتبر مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان اي شخصية متحمسة لخلافة الحريري سواء النائب فيصل كرامي أو النائب فؤاد مخزومي او غيرهما، سيكون عليها ان تعيد حساباتها وتطلب دعم رئيس "المستقبل" لترشيحها الا اذا كانت ترتأي الدخول بمواجهة مع الشارع السني.
اما المعطى الثاني الذي يمكن الحديث عنه فهو قرار باسيل على ما يبدو عدم اعطاء اي فرصة جديدة للحريري كونه اصلا ورئيس الجمهورية غير مقتنعين على الاطلاق بامكانية التعايش معه من جديد تحت سقف اي حكومة مقبلة. من هنا كان تشدده في جولة المفاوضات الاخيرة كما قرار فتح النار على مجلس النواب من بوابة البطاقة التمويلية.
وتتجه الانظار حصرا اليوم الى بيت الوسط، بحيث انه لم يعد هناك اجوبة تقدمها البياضة التي باتت واضحة بموقفها الذي يقوم بشكل اساسي على افتقاد عامل الثقة بين "الثنائي" عون- باسيل والحريري، اذ يدرس الاخير خياراته بدقة بالتنسيق المباشر واليومي مع بري الذي ينسق بدوره مع حزب الله. وهنا يمكن الحديث بحسب المعلومات عن ٣ لاءات للحزب مرتبطة بالمرحلة الحالية: اولا، لا للانتخابات النيابية المبكرة، وهو ما اعلنه امين عام الحزب السيد حسن نصرالله صراحة في اطلالته الاخيرة، وما يتفق به تماما مع رئيس البرلمان الذي يتعاطى مع مجلسه كخط احمر. لذلك يمكن الحديث عن قرار واضح وصريح لدى "الثنائي الشيعي" بالتصدي لاي مشروع يؤدي بنهاية المطاف للاطاحة بهذا المجلس. اما ال"لا" الثانية التي يرفعها حزب الله فمرتبطة برفضه الاطاحة بالرئيس عون واصراره على وجوب بقائه في بعبدا حتى آخر يوم من ولايته، سواء أستمر الفراغ الحكومي ام تم تجاوزه.
وتبقى ال"لا" الاكبر التي يعتبرها الحزب اولوية، مرتبطة بالوضع الامني الذي يرفض بتاتا المس به. وهو بحسب المعلومات مستعد ليعيد كل حساباته في حال تم المس بالامن. علما ان هناك من يروج لبحث الحزب امكانية تقصير ولاية عون باطار تسوية سياسية تأتي امتدادا للتسوية الكبرى الاميركية- الايرانية المنتظرة على ان يتم الاتفاق على قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا مقبلا للبلاد يحظى بدعم دولي كبير للنهوض بالبلد من جديد.
وبين لاءات الحزب وتشدد باسيل وضياع الحريري، من المرتقب ان تشتد حدة الازمات كافة بعدما بات محسوما ان احدا لن يلتفت الى لبنان قبل الارتطام الكبير والمدوي..