هل يفعلها الحريري؟!

  • شارك هذا الخبر
Thursday, June 10, 2021

كتب داود رمال في "أخبار اليوم":



ربما يكون من المفيد عدم ضخ أجواء عالية الايجابية بشأن تذليل العقد الفولاذية التي تعترض عملية تأليف الحكومة، لان الحمل الحكومي قد يتبين في لحظة ما انه حمل كاذب والجنين وهم والانفراج مستحيل.



صحيح ان السيرورة الحكومية عودتنا انها تصل الى مرحلة اللاعودة من الاستعصاء لتنفرج فجأة، انما الظروف المحيطة بما هو قائم راهنا يجعل المعوقات اكثر تأثيرا والمبادرات عصية على تحقيق الاختراق.



ما يقوله مصدر متابع لعملية التأليف على ضفة ما كان يسمى قوى 8 آذار انه "لا جديد في الملف الحكومي وهناك قناعة لدى جهات وازنة ومؤثرة بأن الرئيس المكلف سعد الحريري يعقّد ويصعّب عملية التأليف من خلال شروط يضعها تباعا فهو اذ يسهّل في جانب يتشدد في جانب آخر"، مضيفا "ان الحريري يرفض كل طروحات تدوير الزوايا حول تسمية الوزيرين المسيحيين ويعكس توجها في تسهيل عملية توزيع الحقائب، ولكن في العمق يشعر مخضرمون يلتقونه انه لا يريد في قرارة نفسه تشكيل حكومة قبل حيازة الدعم السعودي وهذا الدعم لم يأت بعد وربما لن يأتي لاعتبارات كثيرة".



ويوضح المصدر أن "تسمية الوزيرين المسيحيين امر بديهي ان يتم بالاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ولم يقل احد ان الرئيس عون يريد التسمية بمفرده، لذلك كان الطرح بأن يقترح عون لائحة من الاسماء المستقلين ويقترح الحريري لائحة مقابلة ويتم اختيار اسمين من اللائحتين او من احداهما، الا ان الحريري يصرّ على ان يسمي هو، بذريعة ان لديه 6 وزراء (5 سنة ووزير درزي) ولكي يكون له 8 وزراء وفق صيغة الثلاث ثمانات يجب ان يسمي الوزيرين المسيحيين، وهذه النقطة ليست دقيقة لانه لدى الحريري حليف طبيعي هو تيار المردة وحصته وزيرين مضافا اليه الوزير القومي جناح النائب اسعد حردان وبالتالي تسميته للوزيرين يعني ثلثا معطلا".



ويرى المصدر أن "الحل باتفاق الرئيسين عون والحريري على الوزيرين وهذا الطرح يرفض الرئيس المكلف مجرد البحث فيه، من دون ان تتم تجربته من خلال الاسماء المطروحة، لانه لو بحث بالاسماء التي ستطرح وفق مبدأ اللائحتين سيجدان اسماء قابلة للتوافق وربما ترد في اللائحتين، وهذه فكرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعدما اعتذر عن تسمية الوزيرين رافضا الدخول في هذه المعمعة وهو على حق في ذلك لان البطريرك والبطريركية اكبر بكثير من ان تحصر في هكذا دائرة ضيقة جدا. اما القول ان الاتفاق على الاسمين يعني ثلثا معطلا لرئيس الجمهورية فهو غير صحيح ايضا كون الوزيرين مستقلين".



وكشف المصدر أن "خيار اعتذار الحريري، وإن كان يتم نفيه، يبدو انه بدأ يصبح جديا، لأن الاوساط السياسية والدبلوماسية التي تجول على المقرات السياسية والدينية بدأت تسأل عن من يمكن ان يكون بديلا للحريري، اي وفق التجارب السابقة عندما يطرح هذا السؤال يعني بدأ التحضير للبديل، كما ان هناك سفراء معنيين بالملف اللبناني بدأوا يستمزجون اراء القيادات اللبنانية، وغاب عن كرامهم التحفيز على الاسراع بتأليف الحكومة واعتماد الوصفة الماكرونية الاصلاحية".



ولفت المصدر إلى أن "كل المعطيات تشير الى انه اذا قرر الحريري الاعتذار عن التكليف والتشكيل فإن البديل سيكون بالتفاهم معه، تماما كما حصل عند اختيار الرئيس تمام سلام قبل نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان، وكما حصل ايضا في العام في عهد الرئيس العماد اميل لحود عام 2005 عند اختيار الرئيس ميقاتي، وبالتالي من الممكن جدا طرح اسم نواف سلام او نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة مهمة ببعدين انقاذي وانتخابي".