الغارديان- لا تتوقعوا أن يغير رحيل نتنياهو مسار السياسة في إسرائيل

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 7, 2021

في الغارديان، مقال رأي لدانييلا بيليد بعنوان: "لا تتوقعوا أن يغير رحيل نتنياهو مسار السياسة في إسرائيل".

وتقول الكاتبة إنه سيكون من المشجع الاعتقاد بأن الاضطرابات الهائلة الجارية في السياسة الإسرائيلية بإطاحة بنيامين نتنياهو تشير أيضا إلى تحول زلزالي في الثقافة السياسية، وأنها قد تكون خطوة نحو إنهاء حكم إسرائيل على ملايين الفلسطينيين.

لكن الأحداث الحالية، لسوء الحظ، لا تشير إلى أي من هذه الأمور، بحسب الكاتبة.

وتوضح بيليد أنه من المؤكد أن الرغبة الشديدة في خلع زعيم إسرائيل الأطول خدمة هي القوة الدافعة وراء التحالف المتباين المكون من ثمانية أحزاب، والذي يأمل في استبداله. لكن هناك عامل آخر يوحدهم أيضا، وهو الإجماع على أنه عند تحديد مستقبل الدولة اليهودية، يمكن إدارة الصراع مع الفلسطينيين إلى الأبد.

وتشير الكاتبة إلى أن نتنياهو روّج أكثر من أي زعيم إسرائيلي آخر لهذه الفكرة ورسّخها بسرعة كبيرة في الوعي الوطني "لدرجة أنها قد تكون إرثه الأكثر ديمومة". وتضيف: "إنها علامة على إلى أي مدى أن الفلسطينيين غير مرئيين الآن في السياسة الإسرائيلية".

وتقول بيليد إن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة لعب منذ عقود دورا مركزيا في السياسة الإسرائيلية وفي "الجدل الوطني حول اتجاه المشروع الصهيوني". اذ حتى بعد فشل اتفاقيات أوسلو، ظل رؤساء الوزراء المتعاقبون على الأقل موالين من الناحية النظرية لفكرة تنفيذ حل الدولتين.

أما نتنياهو ففعل شيئا مختلفا، إذ "باع للإسرائيليين فكرة أن احتلال ملايين الفلسطينيين غير الراغبين يمكن إدارته على أنه مصدر إزعاج وليس تهديدا وجوديا".

وتقول إن احتضان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لنتنياهو "مع انتقال السفارة الأمريكية إلى القدس، وضم مرتفعات الجولان وسلسلة من صفقات السلام مع الدول العربية، يؤكد صحة استراتيجية نتنياهو بأكملها".

وفي خضم هذا النجاح الوطني "ليس من الصعب الترويج لناخبيك - أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستعصي بشكل فريد، وأنه بسبب العناد الفلسطيني الأبدي، يجب إدارة المشكلة أو تقليصها في أفضل الأحوال بدلا من حلها".

واعتبرت الكاتبة أن ذلك لا يختلف كثيرا عن وجهة نظر يائير لبيد، زعيم الكتلة الأكبر في الائتلاف المتوقع أن يكون رئيس الوزراء في عام 2023 إذا صمد التحالف "بمعجزة" حتى ذلك الحين. ويمثل الرجل "شريحة ضخمة ومهمة من الوسطيين والعلمانيين". لكن هؤلاء "يريدون الزواج المدني ودعم رعاية الأطفال وأن تعمل حافلات نقل الركاب خلال أيام الأعياد اليهودية، أكثر مما يريدون مواجهة احتلال ذي تأثير ضئيل على شؤون حياتهم اليومية".

أما بالنسبة إلى نفتالي بينيت، رئيس الوزراء المقبل المحتمل والذي "كان يتمتع بالحماية السياسية لنتنياهو، فقد فعل أكثر من أي شخص آخر لإعادة صياغة الصورة الكاملة للمشروع الاستيطاني داخل إسرائيل".

ورسخ بينيت فكرة أن "الدافع المهيمن للسيطرة على الأراضي الفلسطينية لم يكن تعصبا دينيا ولكن مفهوم الأمن، وذلك كان مفهوماً أكثر قبولا لدى الجمهور الإسرائيلي الأوسع".

وتضيف الكاتبة أن "وجود الردف المتشظي من اليسار الصهيوني في الائتلاف، سعيا لاستعادة شيء من الأهمية السياسية، لن يعيد إحياء القضية الفلسطينية". فليس لدى حزبي العمل وميرتس الجديد لتقديمه، إذ يتمسكان بفكرة حل الدولتين "كنوع من التفكير السحري لتخليد حلمهما في أن تكون إسرائيل يهودية وديمقراطية".

واعتبرت بيليد أن سنوات نتنياهو في الحكم أظهرت أن هذا الهدف "هو وهم". إذ في ظل حكمه، حظيت الطبيعة اليهودية للدولة مرارا وتكرارا بامتياز على طابعها الديمقراطي "مع اعتداءات متزايدة على القضاء والمجتمع المدني ووسائل الإعلام". وتضيف أن القوة السياسية التي تجمعت لإسقاطه لا تظهر أي علامة على الرغبة في عكس هذا الانحدار الديمقراطي، ناهيك عن النية.

وتختم الكاتبة مقالها بالقول إنه في عهد نتنياهو، لم يكن هناك خيار غيره ولا خيار آخر سوى الإبقاء على الوضع الراهن. والخيارات التي قد تأتي الآن لن تغير سوى القليل.