خاص ــ تشكيلُ الحكومة أو قلب الطاولة من قِبَل...؟! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, June 1, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة أونلاين


رغم كل الضجيج والصخب المحيطان بعملية تشكيل الحكومة بعد أشهر من الجمود التام والذي يرى فيهما كثيرون بادرة خير، الا ان ما يمكن حسمه هو أن إمكانية نجاح المسعى الجديد للتأليف لا تتجاوز ال٥٠ بالمئة باعتبار ان طرفي الكباش الحكومي أي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فقدا الثقة ببعضهما البعض ولم يعودا يعولان على ما ينقله إليهم الوسطاء، لذلك ينتظران بلوغ الأمور نهاياتها وبالتحديد عقد لقاء جديد بينهما يتمنيان على الارجح ان يكون الاخير، يبلغ خلاله كل طرف الآخر عن التنازلات التي قرر تقديمها لإنجاز عملية التشكيل.

ولا تبدو الاكثرية الساحقة من اللبنانيين مهتمة كثيرا لجولة جديدة من المفاوضات وشد الحبال بين بعبدا وبيت الوسط، بعدما خيب المعنيون بعملية التشكيل منذ اشهر آمالها عشرات المرات، فبات كل ما يعنيها الا تتسبب انتكاسة سياسية جديدة بتحليق جديد لسعر صرف الدولار الذي بلغ اخيرا ال١٣ الف ليرة لبنانية.

وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن ما بات محسوما ولا تراجع عنه، هو ان هذه الجولة ستكون الاخيرة، فاما تفضي لانجاز الحريري عملية التشكيل بعد تنازلات متبادلة من كل الاطراف سواء لجهة عدد الوزراء ومرجعياتهم او لجهة التخلي عن الثلث المعطل وبعض الوزارات، او ينتهي الامر الى طلاق نهائي بين عون والحريري يقدم على اثره احدهما على قلب الطاولة من خلال سحب نوابه من المجلس واسقاطه دافعا بذلك الى انتخابات نيابية مبكرة لا يحبذها الطرفان لكنهما يعتبرانها خيارهم الأخير بعد استنفاذ الخيارات.

ففي بعبدا بحث ب٤ سيناريوهات: اولا سيناريو التشكيل الذي يعتقد الرئيس عون و"التيار الوطني الحر" انه الامثل للمرحلة وان كانا غير متحمسين على الاطلاق لاضطرارهما للعمل مجددا مع الحريري.أما السيناريو الثاني ففي حال تعذر التشكيل تفعيل طرح طاولة الحوار الوطني التي تؤكد مصادر قريبة من الرئيس عون انه لم تتبلور بعد صيغتها، إلا أنه ما يمكن حسمه انه لن تتم الدعوة إليها قبل التأكد ان الاكثرية الساحقة من القوى ستلبي الدعوة ولن تتم مقاطعتها كما حصل قبل نحو عام خلال "اللقاء الوطني المالي"، والارجح ان عون سيوكل رئيس المجلس النيابي نبيه بري تأمين حضور الجميع على اساس ان "من يقاطع اليوم سيعلن للبنانيين انه غير معني بالانقاذ، انما بالعكس يتحمل مسؤولية الانهيار والدفع إليه".

وتعي بعبدا ان طرح طاولة الحوار قد لا يكون المخرج المثالي للازمة خاصة وان ما فشلت القوى على التفاهم عليه وانجاز عملية التشكيل لن تتوصل لتفاهمات حوله في حال جلست مجتمعة على طاولة واحدة. وهنا يطل السيناريو الثالث الذي لا شك يتم التداول فيه ببعبدا والذي يأتي بعد اعتذار الحريري سواء بقرار منه او من خلال ضغوط اضافية قد تمارس عليه وبخاصة في حال قرر حزب الله رفع الغطاء عنه. ويقول هذا السيناريو بتكليف شخصية تتولى رئاسة حكومة انتقالية تخفف وقع الارتطام وتدير الانتخابات النيابية.. اما السيناريو الرابع والأخير الذي يجري التداول به فقلب الطاولة على الجميع من خلال اسقاط مجلس النواب والدفع لانتخابات مبكرة، والأرجح سيتم السير به في حال قرر "الثنائي الشيعي" التمسك بالحريري.

هذا في المقلب العوني، اما في المقلب الحريري فالخيارات اقل، بحيث لما يشكل رئيس "المستقبل" حكومة يدرك انها لن تكون قادرة "تشيل الزير من البير" خاصة في ظل غياب الضوء الأخضر السعودي، حرصا على تخفيف وقع الارتطام وبناء على حسابات انتخابية واخرى مرتبطة بمستقبله السياسي، او يسبق العونيين لقلب الطاولة من خلال تقديم اعتذاره عن التشكيل وسحب نوابه من المجلس...

على كل الاحوال، اذا كان هناك مادق. يثلج صدور اللبنانيين من كل ما سبق هو أن نهاية المسلسل الحكومي المرير والممل اقتربت..خاصة وان محاولات استفزازهم بلغت ذروتها من خلال إصرار المعنيين بالتشكيل على تناتش الحصص والصلاحيات في بلد وصل الى حد التلاشي ولم يبق اصلا ما يستوجب الخوض بصراع عليه!


Alkalima Online