خاص- هل ينجح برّي في إنجاز ما فشل به ماكرون؟... محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 30, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

بعيدًا من لعبة التوقعات الحكومية والتحليلات السياسية، يبدو أن الأسبوع المقبل سيشهد تطورات سياسية هامة قد تكون مقدمة لما هو أفضل للبلاد والعباد، وقد تكون بداية الإنفجار السياسي وما سيليه من إنفجارات اقتصادية واجتماعية لن يسلم من تداعياتها أحدًا من اللبنانيين.

وبرزت خلال الأيام الماضية زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى باريس، وكان سبقها خطاب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مجلس النواب، والذي أثار اعجاب العديد من الأفرقاء السياسيين. وبين سفرة الحريري ومرونة باسيل عاد الحديث عن حكومة قريبة يلوح في الأفق.

مصدر مطلع على الملف الحكومي أكد لـ"الكلمة أونلاين"، أن "سلسلة لقاءات واتصالات داخلية وخارجية تجري لإنهاء أزمة التشكيل القائمة منذ أكثر من 6 أشهر"، مشيراً إلى أن "جهودًا مشتركة تبذل بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في سبيل تقريب وجهات النظر بين سعد الحريري وجبران باسيل".

وذكر المصدر، أن برّي سيجدد مساعيه بين الأطراف المعنية بالتأليف الحكومي مطلع الأسبوع المقبل، لتسويق مبادرته القاضية بتشكيل حكومة من 24 وزيراً من أهل الاختصاص غير الحزبيين، دون ثلث معطّل فيها لأي طرف، وذلك بعد عودة الحريري من باريس لحسم الخلافات بينه وبين رئيس الجمهورية، لاسيما ما يتعلق بالعقد المتبقية، وبالأخص مصير الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي عون والحريري.

وكشف المصدر، أن "الحريري يجري مباحثات هامة في باريس مع عدد من المسؤولين الفرنسيين، وقد سمع منهم تأكيدًا على دعم فرنسا للحكومة ومشروعها الإصلاحي"، مشيراً إلى أن "الفرنسيين أخبروا الحريري أن لا خيار أمامه سوى تشكيل حكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية وبالإتفاق مع الكتل النيابية كي تتمكن حكومته من نيل الثقة في مجلس النواب".

ولفت إلى أن "الأيام القادمة قد تشهد موقفًا متقدمًا من قبل المملكة العربية السعودية بإتجاه سعد الحريري نتيجة المساعي الإماراتية، وهو ما يجعله أكثر مرونة لفتح صفحة جديدة في مناقشاته مع رئيس الجمهورية"، مشيرًا إلى أن "صيغة الـ24 وزيرًا لا تزال قائمة، والوزيران المسيحيان سيتم التوافق عليهما بين عون والحريري وفق ما طرحه برّي".

وكشف المصدر نفسه، أن "رئيس مجلس النواب أخذ على عاتقه مهمة جمع الحريري وباسيل، ‏ومن المتوقع أن ينجح برّي في المهمة التي فشل بها رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون الذي أراد جمع الرجلين في باريس لكن الحريري رفض حينها لقاء رئيس التيار الوطني الحر".

وأوضح أن "الحريري لم يعد مرتاحًا كما الفترات السابقة حتى مع حلفاءه، لأن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ينادي بالتسوية وعلاقته بالعهد تشهد تطورًا ملحوظاً، والرئيس برّي بات مقتنعًا بجدية باسيل في الإسراع بحل الأزمة الحكومية، وباسيل كان قد أكد لـ برّي في مجلس النواب أنه لا يمانع لقاء الحريري ومناقشة كل التفاصيل معه في سبيل تشكيل حكومة، وعليه فإن ثنائية برّي- جنبلاط لم تعد قادرة على إبقاء الحريري في مسرح التكليف دون تأليف".

واعتبر أن "الحريري أصبح ملزمًا بتقديم تنازلات والقيام بمبادرات، ورئيس الجمهورية مُلزم أيضًا بالإنفتاح على طروحات الحريري والنزول عن السقوف العالية التي عطّلت تشكيل الحكومة منذ بدء النقاشات في قصر بعبدا".

وفي حين أكدت مصادر تيار المستقبل لـ"الكلمة أونلاين"، أنه "في حال حلت عقدتا الداخلية والثلث المعطل يمكن ان تولد حكومة خلال ساعات"، أشارت مصادر التيار الوطني الحر إلى أنه "على الحريري أن يبادر ويقدم تشكيلة حكومية لرئيس الجمهورية لمناقشتها وفقًا للأصول الدستورية، وفي حال لم يستجب فإنه سيضع نفسه في وضعٍ لن يحسد عليه".