تظاهرة مؤيّدة للفلسطينيين في باريس برغم حظرها

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 15, 2021

تعهّد منظمو تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين المضي بها والسير في شوارع العاصمة الفرنسية رغم حظرها من جانب السلطات خشية اندلاع أعمال عنف معادية للسامية عقب أعنف قتال بين إسرائيل و"حماس" منذ حرب 2014.

وأمرت الشرطة بإغلاق المتاجر اعتباراً من الظهر على طول مسار التظاهرة، من حي بارب المكتظ بالمهاجرين في الشمال وصولا إلى ساحة الباستيل.

وانتشر عشرات من عناصر شرطة مكافحة الشغب في تلك المنطقة قبيل التظاهرة فيما احتشد الشبان في مواجهة وحدات الشرطة في العديد من الشوارع.

واتهم وليد عطالله، رئيس "رابطة فلسطينيي إيل دو فرانس" المنطقة المحيطة بالعاصمة، الحكومة بتأجيج التوترات بقرار الحظر.

وقال في مؤتمر صحافي: "إن كان هناك مخاطر حقيقية باندلاع فوضى عامة أو مشكلات خطيرة، لحظرتها (الشرطة) من البدء".

وأضاف: "حظروها في اللحظة الأخيرة- الأمر غير مقبول".

وقال المسؤولون إنهم يخشون تكرارا لصدامات عنيفة اندلعت خلال تظاهرة مماثلة في #باريس خلال حرب 2014 بين إسرائيل والفلسطينيين، عندما هاجم المتظاهرون أهدافا إسرائيلية ويهودية مثل الكنس.

وقالت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو لوكالة فرانس برس الجمعة "جميعنا يتذكر تلك التظاهرة المقلقة جدا عندما سمعت عبارات فظيعة مثل (الموت لليهود)"، مرحبة بالقرار "الحكيم" للشرطة بحظر المسيرة.

وتحولت تظاهرات مماثلة في ألمانيا والدنمارك هذا الأسبوع إلى صدامات تخللها اعتقال العديد من الاشخاص.

وتشارك العديد من المجموعات في تظاهرة باريس من بينها جمعيات مناهضة للفاشية، هي "اتاك" التي تضم نشطاء مدنيين، وحزب مناهضة الرأسمالية الجديد اليساري المتطرف.

وندد أحد محامي تلك المجموعات ويدعي سيفن غيز غيز بحظر الشرطة للتظاهرة بوصفه "غير متكافئ" و"ذا دوافع سياسية".

وحذرت الشرطة في تغريدة على تويتر من أن أي شخص يشارك في التظاهرة سيواجه غرامة قدرها 135 يورو (165 دولاراً).

ورفعت مجموعة أخرى تسعى لتنظيم تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين السبت في باريس، طعنا في حظر مماثل لدى مجلس الدولة، أعلى محكمة إدارة في فرنسا.

كانت التظاهرة مقررة أساسا في ذكرى "النكبة" عام 1948 النكبة عام 1948 عندما هجر مئات آلاف الفلسطينيين من ديارهم خلال الحرب التي سبقت قيام دولة إسرائيل.

لكن محكمة في باريس أكدت الحظر الجمعة ورأت أن "السياق الدولي والمحلي" يبرر مخاوف وقوع اضطرابات "يمكن أن تكون خطيرة مثل 2014 بل حتى أسوأ".

ودعا وزير الداخلية جيرار دارمانان إلى قرارات حظر مماثلة في مدن أخرى في حال الضرورة. وقد منع المسؤولون مسيرات في نيس وبعض ضواحي باريس.

وقال المتحدث باسم الحكومة غبريال اتال السبت في مرسيليا: "لا نريد مشاهد عنف، لا نريد جلب النزاع إلى التراب الفرنسي، لا نريد تفجر الكراهية في شوارعنا".

وخرجت تظاهرات في مونبلييه وتولوز ومدن أخرى.

ويتهم المنتقدون فرنسا بأنها منحازة جدا إلى إسرائيل في النزاع الأخير الذي شهد إطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة قوبلت بضربات المدفعية الإسرائيلية والقصف الجوي.

وتسبب قرار الحظر بانقسام بين السياسيين الفرنسيين، إذ أيد حزب الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي اليميني، والمعارضة اليمينية الخطوة في حين اعتبرها اليساريون هجوما غير مقبول على حرية التعبير.

وقال مكتب ماكرون إن الرئيس اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة، وقدم له "التعازي بضحايا الهجوم الصاروخي الذي تبنته حماس ومجموعات إرهابية أخرى".

وقال البيان إن ماكرون دعا إلى إرساء السلام وعبر عن "قلقه إزاء السكان المدنيين في غزة".

في فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا يقدرون بخمسة إلى ستة ملايين نسمة.

وفيها ايضاً أكبر عدد من اليهود بعد إسرائيل والولايات المتحدة.