خاص- العلاقة بين الضاحية والمختارة... هل يسعى جنبلاط إلى تسوية مع الحزب؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, May 13, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

منذ ما قبل العام 2005 وحتى يومنا هذا، لا تزال العلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي قابلة للإنفجار في أي وقت، ومع رفع رئيس الإشتراكي وليد جنبلاط شعار "التسوية" لوقف النزاعات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد، تشهد العلاقة بين الحزبين "قطيعة" سياسية...

كثيرة هي القضايا التي أشعلت فتيل الخلاف بين حزب الله والإشتراكي على مدار سنوات طويلة، ولعل أبرز هذه القضايا هي دعم الحزب للرئيس السوري بشار الأسد في حين أن الإشتراكي يعتبره خصمًا بارزًا يجب التخلص منه، بالإضافة إلى نقاط خلافية داخلية أبرزها قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005، وأحداث الـ7 من أيّار عام 2008 والتدخل العسكري لحزب مرحبا في الحرب السورية إلى جانب بشار الأسد، وتصاعد الخلاف بين الطرفين إثر تأييد "الحزب" لموقف رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان بعد اشتباك بين أنصار الأخير وأنصار "التقدمي الاشتراكي" في 3 يوليو تموز، وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من مرافقي الوزير السابق صالح الغريب المنتمي إلى الحزب الديمقراطي في منطقة البساتين - عاليه.

كيف هي العلاقة بين حزب الله والإشتراكي؟ وهل يسعى جنبلاط إلى تسوية مع الحزب؟


مصادر مطلعة على العلاقة بين المختارة وحارة حريك أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "العلاقة بين الإشتراكي وحزب الله مبنية على مسارين، الأول يتعلق بالشأن السياسي الداخلي، والثاني مرتبط بالعلاقة مع البلد الجار سوريا، ففي السياسة هناك خلاف جوهري أساسي يتعلق بموقف حزب الله المتمسك بسلاحه، وما حصل في 7 و 11 أيار 2008، وانتماء حزب الله إلى محور المقاومة أو ما يعرف بـ "محور الممانعة الإقليمي".

ولفتت إلى أن "الإشتراكي يعتبر أن قضية سلاح حزب الله يجب أن تناقش داخلياً بطريقة سلمية درءًا للفتنة ولأي مواجهة مسلحة بين عناصر الحزبين، وهو يرفض القرار 1559 بإعتباره باب لحرب أهلية، كما يعتبر أنه يجب تنظيم الخلاف المتعلق بالسلاح والعلاقة مع النظام السوري، في إطار يمنع أي إحتكاك يؤدي إلى فتنة".

وأوضحت أن "الإشتراكي يعتبر أن حزب الله قوة لها صفتها التمثيلية المعترف فيها من برلمانيين ووزراء هم جزء من التركيبة اللبنانية، ويسعى دائمًا إلى إبقاء الخلاف سياسيًا، ولذلك يعمل العقلاء من الجانبين على تدارك أي خلاف ومنعه من ال تفاقم عبر لجان حوار سياسية وأمنية موجودة دائمًا بين الحزب الٱشتراكي وحزب الله".

وذكرت أن "التقدمي يعتبر التعايش الدرزي - الشيعي خطًا أحمر، لا سيما أن هناك خطوطًا تجاور واختلاط بين البيئة الدرزية والشيعية في العديد من المناطق اللبنانية، لذلك يعمل الحزبين على منع أي توتر أمني وأهلي وطائفي ومذهبي بين المناصرين والمحازبين وتدارك كل حدث قد يمس هذا التعايش".

وأوضحت أن "العلاقة بين الضاحية والمختارة ليست سيئة كما يشاع، ورغم وجود خلاف عميق حول عدة ملفات، الا أنه يبقى مضبوطا على قاعد "تنظيم الخلاف" الذي تم الإتفاق عليه في المصالحة التي تمت في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حيث تم الإتفاق على تنظيم الخلاف بين الحزبين ومعالجة الخلافات بالحوار حرصًا على الإستقرار".

وأكدت المصادر أن "جنبلاط لا يسعى إلى تسوية مع حزب الله خوفًا من النظام السوري ورئيسه بشار الأسد"، مشيرة إلى أن "النظام السوري اليوم لم يعد قويًا كما كان قبل العام 2011 أي قبل إندلاع الثورة السورية وإشتعال الحرب المدمرة التي ذهب ضحيتها مئات الآف من السوريين".

ولفتت إلى أن "التسوية التي ينادي بها جنبلاط غير مرتبطة ببقاء الأسد على رأس النظام السوري، بل لأن العلاقة مع حزب الله أولوية وطنية بإعتباره طرفًا أساسيًا يفرض نفسه على الساحة الداخلية من خلال قاعدته الشعبية وإمكاناته السياسية والعسكرية".

من جانبها، لفتت مصادر بارزة في الحزب الإشتراكي لـ"الكلمة أونلاين" إلى أنه "إيماناً منا بالحوار وعدم القطيعة مع أي طرف تتسم علاقتنا بحزب الله بصيغة تنظيم الاختلاف منذ فترة، وعلى الرغم من وجود اختلاف في السياسة الا ان قنوات التواصل قائمة بحسب الموضوع او القضية التي توجب التواصل والتنسيق".

وأوضحت أن "طرح جنبلاط مبدأ التسوية على الجميع لتشكيل حكومة، لأن من دون هذه التسوية لا يمكن التأسيس لحلول مطلوبة خصوصًا البدء بالإصلاحات الجدية والحقيقة".

وردًا على سؤال يتعلق بخشية جنبلاط من تدهور العلاقة بين الحزب والإشتراكي، لفتت المصادر إلى أن "الخشية هي على البلد، والدروز شريحة أساسية من هذا البلد، وبالتالي اذا استمر الوضع بالتدهور ولم نصل إلى تسوية تبدأ بالمعالجات فإن هذا الانهيار سيصيب جميع الشرائح دون إستثناء"، كاشفة أن "لا لقاءات سياسية بين الطرفين في الوقت الراهن، لكن التواصل ليس مقطوعًا".

وعن تشكيل جبهة معارضة لـ "العهد" بقيادة برّي وجنبلاط، اعتبرت مصادر التقدمي أن "الجهد يجب أن يبذل لإيجاد التسويات وليس المواجهات بين كل الأطراف السياسية، ولا شيء يبرر أي مواجهة مع أي مكون، فكافة القوى السياسية مسؤولة عن تضافر الجهود لمواجهة الإنهيار الحاصل بإرادة وطنية ورؤية تؤسس للإستقرار على كافة الصعد".

وحول سعي جنبلاط إلى تسوية مع حزب الله ليحمي نفسه من تداعيات بقاء بشار الأسد على رأس النظام السوري، أكدت المصادر أننا "لا نبحث على أي حماية لا داخلية ولا خارجية، بل نسعى لإيجاد مخرج للأزمة لأجل كل اللبنانيين، والتسوية الداخلية التي نطرحها هي للفصل بين الازمة اللبنانية وما يجري بالمنطقة، وبالتالي المطلوب اليوم هو حماية جميع اللبنانيين من الإنهيار الشامل الذي يُهدّد لبنان".