خاص- المشنوق في مواجهة "الضاحية" وبيت الوسط... هل فشل قبل أن يبدأ؟ محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 12, 2021

خاص ــ محمد المدني

الكلمة اونلاين


كان لافتًا إطلاق النائب والوزير السابق نهاد المشنوق حركة سياسية جديدة تحت مسمى "حركة الإستقلال الثالث"، وظيفتها الأساسية تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله.

حركة المشنوق السياسية ستقوم على مواجهة حزب الله المتحكم بالسياسة اللبنانية من جهة وتيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري من جهة أخرى، فحديث المشنوق خلال مقابلة تلفزيونية أجراها على قناة "الشرق نيوز" تضمن رفض الإستسلام للإحتلال الإيراني أي مواجهة حزب الله، بالإضافة إلى إصراره على الفصل بين الحريرية الوطنية والحريرية السياسية، حيث أعتبر
أن الحريرية الوطنية هي التي تقوم على الثوابت التي قاتل من أجلها وعمل من أجلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أما الحريرية السياسية المتمثلة بسعد الحريري فهي مصابة بثغراتٍ وإخفاقات كبرى بعد خطيئة انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

ماذا في خفايا "حركة" نهاد المشنوق؟ ما هو موقف حزب الله؟

مصادر نيابية بارزة اعتبرت، أن "المشنوق يريد التمايز عن الرئيس سعد الحريري وتأكيد إنفصاله عن بيت الوسط، وهو يأسس لهذه الحركة السياسية بإعتبار أن المرحلة المقبلة لن يكون له دور سياسي أو نيابي مع تيار المستقبل، لذلك يرى أن خروجه من الندوة البرلمانية دون تشكيل حركة سياسية بشعارات واضحة سيؤدي إلى إنتهاءه سياسيًا".

ولفتت إلى أن "المشنوق يظن أن الساحة خالية والطريق مفتوحة له إلى رئاسة الحكومة بعد فشل الحريري في تأليف حكومة إنقاذية"، كاشفة أن "المشنوق يتكل على دعمٍ أميركي للقيام بهذه الخطوة، وهذا ما كان واضحًا حين أكد أنه لا يوجد مبرر لأي حديث عن عقوبات أميركية قد يتعرض لها".

واعتبرت أن "المشنوق يطرح نفسه مرشحًا جديًا لرئاسة الحكومة، ويدعم هذا الترشيح بإعلان إنفصاله عن الأحزاب والتيارات السياسية التقليدية التي باتت مرفوضة من معظم اللبنانيين نتيجة الأوضاع التي وصلت إليها البلاد".

وأوضحت أن "شعار مواجهة الإحتلال الإيراني في لبنان يجعل من المشنوق حالة سياسية تحتاجها الدول العربية وفي مقدمها المملكة العربية السعودية لتعيد لبنان إلى فلكها بعد أن أصبح خاضعًا لمحور الممانعة التي ترأسه إيران".

في المقلب الآخر، أشار مصدر مقرب من حزب الله لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "المتابعين لما يجري في الساحة اللبنانية وتحديدًا في الحديقة الخلفية لتيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، يعلمون تمامًا أن العلاقة بين نهاد المشنوق وسعد الحريري متوترة ومقطوعة إذا لم نقل مقطوعة بالكامل منذ فترة ليست قصيرة، وهذه الرسالة السياسية التي أعلنها المشنوق هي رسالة سياسية في وجه سعد الحريري، وكأنها تقول له حان وقت لكي تستريح وأن يحتل مكانك في الصدارة السياسية من هم أجدر منك في حملهم للقضية السعودية".

واعتبر أن "هذه رسالة سياسية إلى سعد الحريري، وكأنها تسدل الستار على مسار حياته السياسي في لبنان، ومن حق نهاد المشنوق أن يعلن عن حركة سياسية وأن يستقل عن تيار المستقبل وعن الحريري، إلا أنه من غير المفهوم ما جاء في كلامه أنه يريد تحرير لبنان من الإحتلال الإيراني ليتلاقى في هذا الشعار مع الكثير ممن يعادون المقاومة في لبنان، بالقول أن المقاومة ليست سوى مقاومة إيرانية، ناكرين لكل تضحيات المقاومة وتحريرها للأرض من الإحتلال الإسرائيلي والعدو التكفيري".

واعتبر أن "السعودية تريد أن تفتح جرحًا جديدًا في لبنان في إعلان مثل هذه التيارات السياسية التي تحمل مثل هذه البرامج المثيرة للفتن في الداخل اللبناني"، لافتًا إلى أن "هذا الأمر لن يشكل نهاية لسعد الحريري فحسب، بل يشكل نهاية لكل المناخ المرتبط فيه، وليس نهاد المشنوق ببعيد عن هذا المسار الذي ممكن أن يودي بمستقبله السياسي بعد رفعه لهذا الشعار غير المتلائم مع الوقائع والحيثيات اللبنانية".

وأكد أن "المقاومة في لبنان ليست إيرانية، بل هي مقاومة لبنانية، والقول بوجود إحتلال إيراني يراد به جعل هذا الشعار حقيقة مرفوعة في لبنان من قبل بعض التيارات السياسية كالقوات اللبنانية والكتائب ليضاف إليهم اليوم حركة جديدة يقودها نهاد المشنوق المعروف بولائه وانتمائه للمناخ السعودي عمومًا، فضلاً عن أنه ملتزم في إطار توجيهات معينة من المملكة العربية السعودية، لأن دفاعه المستميت عن المملكة وعدم القبول بأي حالة تشابه بينها وبين دول أخرى أو بتمييزها عن باقي الدول هدفه توجيه رسالة أن حركة المشنوق ليست بعيدة عن فلك الرياض".

وأوضح أن "النائب نهاد المشنوق يستخدم شعارات ومصطلحات تبدو خادعة للوهلة الأولى، لكنها في المضمون هي تمثل العقم السياسي للمشنوق وما يحمله من أفكار ومعتقدات، فعندما يقول يجب علينا أن نُفرق بين الحريرية السياسية والحريرية الوطنية لم نعد نفهم هل كانت الحريرية السياسية غير وطنية وهل هذه الحريرية الوطنية يجب أن تكون غير سياسية وغير منتمية لـ آل الحريري، فتصبح الشرعية للوزير نهاد المشنوق الذي سيلقى دعمًا واضحًا من السعودية وغيرها من الدول؟".

وفي الختام، اعتبر المصدر نفسه، أن "المشنوق اختار المنبر الخطأ في التوقيت الخطأ، ورسالته لم تكن موفقة، وعلى الأرجح أنه فشل قبل أن يبدأ".


Alkalima Online