خاص- هذا ما يخطط له العهد والضاحية بعد سقوط المبادرة الفرنسية- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, May 9, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح


شكلت زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الى بيروت نقطة تحول في مسار عملية تشكيل الحكومة وحتى في المسار السياسي العام في البلد. فبالرغم من اقتناع معظم الفرقاء قبل حلول الضيف الفرنسي في بيروت ان مبادرة الرئيس ايمانوييل ماكرون كانت قد انتهت منذ أشهر، الا انهم كانوا ينتظرون اعلان سقوطها ونعيها للانتقال الى المرحلة التالية.. فأبى الفرنسيون الا ان يعلنوا ذلك بأنفسهم مطلقين بالوقت عينه مسار العقوبات والمواجهة المفتوحة مع معظم القوى السياسية التي تعتبر باريس انها احرجتها فأخرجتها من الملعب اللبناني.
في الاروقة السياسية حاليا الكثير من الكلام. نقاشات مفتوحة.. سيناريوهات بالجملة على طاولات البحث ينتظر معظمها ما يرشح من فيينا ودمشق والعراق حيث تنشط المفاوضات الايرانية- الأميركية، السعودية- السورية والسعودية-الايرانية.
فاذا كان في بيت الوسط خيار الاعتذار لا يزال متقدما على باقي الخيارات خاصة بعد خيبة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من الفرنسيين، ففي بعبدا وحارة حريك وما بينهما بدأ البحث في مرحلة ما بعد اعتذار الحريري وما بعد سقوط المبادرة الفرنسية. وبحسب المعلومات، يتركز البحث منذ نحو ٧٢ ساعة حول شكل الحكومة الواجب تشكيلها، باعتبار ان احدا لم يعد يرى نفسه ملزما بما تعهد به باطار المبادرة الفرنسية لجهة تشكيل حكومة تكنوقراط، لذلك يتمحور النقاش بشكل اساسي حول ما اذا كان الانسب التمسك بهكذا حكومة من ٢٢ وزيرا نظرا لحماسة المجتمع الدولي اليها وحاجة لبنان لرضاه لمده بالاوكسجين المتمثل اليوم بمليارات الدولارات لوضع حد للانهيار الحاصل وخروجه من المستنقع الحالي. ويدفع آخرون باتجاه حكومة سياسية مصغرة من ١٠ وزراء، وهي حكومة يؤيدها حزب الله كما رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" وقد اعلنوا عن ذلك مرارا في فترات سابقة حين كانوا يرون انفسهم مكبلين بالتزامهم بالمبادرة الفرنسية. ولعل هكذا نوع من الحكومات يمكنهم اكثر من اي وقت مضى من استثمار الجو الاقليمي والدولي الجديد مع انطلاق مسار التفاوض في اكثر من اتجاه، خاصة وان محور العهد- حزب الله يرى نفسه المستفيد الاول مما يحصل وان الاخير يعتبر ما آلت اليه الامور ترجمة لانتصاراته الميدانية في المنطقة، ما يحتم عليه البناء على المستجدات وتشكيل حكومة تعكس التحولات الكبرى. ويبقى الخيار الثالث على الطاولة، تشكيل حكومة تكنوسياسية بحيث تتمكن هذه القوى من خلالها من تأمين الغطاء الدولي الذي تتوق اليه وبنفس الوقت تكون ممثلة وبشكل واضح ومن دون مواربة خاصة وان حكومة المهمة قد تتحول حصرا لحكومة انتخابات اي حكومة تحضر وتتم الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة، او بأفضل الاحوال، بالنسبة لهذا المحور، حكومة تستلم البلاد في المرحلة المقبلة خاصة اذا نجحت بتأجيل الانتخابات النيابية ودخلنا في مرحلة فراغ رئاسي بات اكثر من متوقعا بعد انتهاء ولاية الرئيس عون.
ولم يخرج لودريان من عدم لتنبيه قوى المعارضة من دفع قوى السلطة باتجاه نسف الاستحقاقات المقبلة، اذ تؤكد المعطيات الداخلية والخارجية ان هذه القوى بدأت تعد السيناريوهات لذلك، وقد تسعى للاستفادة من واقع أمني ما تخلقه هي بهدف الاستفادة منه، من هنا تمسك كل طرف بحكومة تكون له فيها الكلمة الفصل في مرحلة مفصلية.
بالمحصلة، هي مرحلة خلط اوراق تستدعي الكثير من اليقظة والتروي والحنكة في مقاربة وادارة الامور خاصة وان اي طبخة يتم اعدادها ستكون معرضة لتحترق من دون سابق انذار طالما احد لا يستطيع توقع ما ستؤول اليه الامور معيشيا واجتماعيا بعد رفع الدعم وبلوغنا مرحلة الارتطام...