فادي جواد : "انرجيان" اسرائيلية ومدرجة في بورصة تل أبيب ولن تتراجع عن الحفر في "كاريش"!

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 4, 2021


بعد توقف دام خمسة أشهر، تعود اليوم المفاوضات بين لبنان واسرائيل لترسيم الحدود البحرية برعاية أميركية وبضيافة الامم المتحدة في الناقورة، قرب الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
ومع بدء الجولة الخامسة، سيتمسك الوفد اللبناني برئاسة العميد بسام ياسين ببدء التفاوض من الخط 29 الذي كان طرحه في جلسات التفاوض السابقة قبل توقفها في تشرين الثاني الماضي والذي يعطي لبنان مساحة 1430 كلم مربع اضافية فوق مساحة الـ 860 كلم مربع التي كان قد قسمها خط الموفد الاميركي فريديرك هوف بين 500 للبنان و360 لإسرائيل.
وبعيدا عن المفاوضات التقنية التي يتوقع أن يكون مسارها صعبا للوفد اللبناني خصوصا في ما يتعلق بمساحة الـ 860 كلم مربع مع كيلومترات أخرى لحماية حقل قانا، يكشف خبير اقتصاد النفط والغاز فادي جواد معلومات مفاجأة ومثيرة عن الشركة اليونانية "انرجيان" المؤهلة للحفر في بئر "كاريش" الاسرائيلي.
يقول جواد بدأت اسرائيل البحث عن ثرواتها النفطية اوائل 2000، واجهت انكفاء من الشركات العالمية للتعامل معها وذلك خوفا من مقاطعة الدول العربية لها بناء على قوانين مكتب مقاطعة اسرائيل، ولاحظ جواد أنه "لا يوجد شركات عالمية في حقول التنقيب والاستكشاف الاسرائيلية مثل "شيفرون" و"توتال" و"إيني" وغيرهم حيث الكثير منهم يمتلك استثمارات ضخمة في دول الخليج وبعض الدول العربية. ومن هذا المنطلق قامت اسرائيل بالتخطيط لمستقبل هذه الصناعة والاعتماد على نفسها، الامر الذي جعلها تستحوذ سنة 2007 على شركة Prinos في اليونان بمليون دولار وحولتها الى شركة "انرجيان" بحجم 2 مليار دولار!".
ويضيف بأن الحفر في البئر الاول في "كاريش" بدأ عام 2013، واكملت "انرجيان " بحفر 3 ابار تطويرية في 2019 والذي يعتقد بأنه يحتوي اكبر المخزونات في اسرائيل ويعتبر المخزون الموجود في خزان كاريش افضل نوعية واكبر كمية من ذلك الذي تم اكتشافه في حقول مثل "تانين" و"تمار" الاسرائيليين، ويشير جواد الى أنه "من اجل البدء بمرحلة جديدة من الاستكشاف والانتاج شيدت "انرجيان" سفينة متخصصة في الصين اطلق عليها Energean Power FPSO، وهي اليوم متجهة من سنغافورة الى اسرائيل وتعتمد على تخزين وتفريغ الانتاج بمنصة عائمة لها قدرة على معالجة 800 مليون قدم مكعب غاز في اليوم (8 مليار متر مكعب/ سنويا) وسعة تخزين السوائل تصل الى 800 الف برميل".
ويضيف بأنه بناء على الدراسات يحتوي حقل كاريش على 1409 مليار قدم مكعب من احتياطيات الغاز بالإضافة إلى 61 مليون برميل من السوائل ومن المتوقع بدء الانتاج في الربع الاول من 2022 حيث تقدر نفقات تطوير كاريش بنحو 1.7 مليار دولار اميركي وتم ربطه بمحطة Dor البرية التي اكتمل 90% منها للتخزين والتوزيع، ويرى جواد بأن إسرائيل وضعت هذه الشركة المملوكة منها مع الحدود مع لبنان لقدرتها على المواجهة وعدم الانكفاء لتنتظر انتهاء المفاوضات، بعكس الشركات الاجنبية التي توقف الحفر فوراً بحال نشوء اي نزاع قانوني او عسكري، وللمزيد من الضغط والتموضع الاقتصادي باعت إنرجيان بالفعل بعضا من الغاز مقدما إلى شركة إنتاج الطاقة الإسرائيلية المستقلة آي.بي.إم بير توفيا في اتفاق من المقرر أن يستمر19 عاما ويدر على إنرجيان 900 مليون دولار سنوياً.
ويذكر جواد بأن الجزائر أوقفت شركة الطاقة الإيطالية "إديسون" عن صفقة بيع أصولها في الجزائر لشركة "انرجيان" بعد فيتو وضع على اكمال الصفقة وكان سبب الرفض تركز معظم انشطة الشركة في اسرائيل وادراج اسهمها في بورصة تل أبيب منذ عام 2018 وعلاقتها المشبوهة مع اسرائيل. وتاليا في حال لم تخلص الجولة الخامسة الى اتفاق، يرى جواد أن "انرجيان" لن توقف عملها مثلما فعل التحالف بقيادة توتال واوقف بدء العمل في البلوك رقم 9 المحاذي لحقل "كاريش"، بما يعني أن "انرجيان" خلقت لتواجه اي مخاطر عسكرية، أمنية وقانونية. من هنا طالب جواد المعنيين بالاستقصاء عن المساهمين في شركة "انرجيان" وما اذا كان يوجد بينهم لبنانيين او كيانات مالية تابعة لشركاء لبنانيين، حتى لا نكتشف بأن هناك من باع جزء من مياهنا لمصالح شخصية على حساب ثروة لبنان وشعبه، معتبرا بأن "الكارثة الحقيقية أن نجد مساهمين لبنانيين عبر بورصة لندن!".
وبالنسبة للخط الاحمر الجديد الذي وضعته اسرائيل اوضح جواد بأن خط 310 هو خط وهمي لا يستند على اي اسس علمية، تقنية او قانونية وتم وضعه اعتباطياً. ولمعرفة الخط الصحيح يجب على الطرفين اللجوء لقانون البحار والتحكيم الدولي، مستندا الى المعلومات المتوافرة من البريطانيين وادارة الهيدروغرافيا في الجيش اللبناني بأن الخط 29 هو السليم تقنياً والذي يحافظ للبنان على مساحة ال 2290 كلم وخط 23 معتمد سياسياً والذي باعتقادي سوف يحصل عليه لبنان بالكامل وخصوصا بعد زيارة ديفيد هيل الاخيرة التي دفع فيها للجولة الخامسة ببرنامج محدد لها .
الى ذلك، اشار جواد الى الدخول الاميركي الى المنطقة، مؤكدا بأن مناورات سياسية أميركية تقف وراء صفقة استحواذ "شيفرون" على شركة " نوبل انرجي" بقيمة 5 مليار دولار والتي سوف تكون بالواجهة مع الحدود اللبنانية عبر البلوك 72 و حقلي "تمار" و"ليفياتان". واعتبر جواد بأن "شيفرون" لم تدخل السوق الاسرائيلية الا بعدما اطمأنت من التطبيع الذي حصل مع عدد من الدول العربية بما يبعد عنها شبح المقاطعة العربية. وانطلاقا من هذه الصفقة سوف يتشجع عدد من الشركات العالمية للاستثمار في اسرائيل حيث لم تعد من المناطق المحرمة عليها".
وإذ يأسف لتعاطي الاطراف اللبنانية بملف النفط والغاز في لبنان كورقة ضغط، ينطلق من خبرته في هذا المجال ليؤكد أنه "لن تقوم في لبنان صناعة نفطية حقيقية، وسوف يكون صمة محطات متفرقة على مستوى متدن بسبب البازار السياسي الذي يتعرض له الملف بما يهشمه ويهمشه، مبديا خشيته أن تنقلب الآية وتذهب الشركات العالمية الى اسرائيل وتأتي الشركات الثانوية الينا!.
وبناء على احداثيات المناطق المجاورة يؤكد جواد وجود كميات ضخمة في بلوكات 8 و 9 بالاضافة الى بلوكي 1 و 2 على الحدود السورية، علما أنه قد أشار سابقاً الى أن فتحة الخزان لهذه المنطقة موجودة على الاراضي اللبنانية في مياه ضحلة سهل الوصول اليها، و"ما الهجوم الروسي على الاستثمار في البلوك السوري هناك وفي مناطق شمال لبنان الا دليل واضح على صحة كلامي".
وكان جواد قد أشار في مقابلة سابقة مع "النهار" الى ان مساحة الـ 2290 كلم سوف تؤؤل الى "شفرون" الاميركية، وهذا ما دعا اليه الوزير السابق جبران باسيل أخيرا عبر الدعوة لتلزيم طرف ثالث لادراة المنطقة المتنازع عليها وتوزيع الارباح وهذا ما عارضه جواد باعتبار ان جميع المناطق المقسومة والمتنازع عليها تعرضت لانتكاسات واشهرها بين بعض دول الخليج والدول العربية بعض منها ادى الى حروب او توقف كامل عن الانتاج لسنوات طويلة.
ويخلص جواد الى أن ما يحصل اليوم من مختلف الجهات هو أمر مضر لمستقبل النفط والغاز في لبنان والمنطقة وبرأيي من الممكن أن تضع الدول الكبرى يدها على الموضوع تحت حكم " مجتمع غير ناضج " Immature وتاليا يصل للبنانيين الفتات مما يبقى!