خاص - الحريري يُهدّد الفرنسيين... ويشترط لقاء لودريان في بيت الوسط! - محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 5, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

محمد المدني

يصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت يوم غد الأربعاء لبحث أزمة تشكيل الحكومة، لكن اللافت في زيارة الوزير الفرنسي إستبعاد الرئيس المكلف سعد الحريري عن جدول اللقاءات، فبحسب مذكرة أرسلتها السفارة الفرنسية فإن لودريان سيعقد اجتماعات تتضمن لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي وبعض ممثلي الكتل النيابية.

مصدر دبلوماسي أكد لـ"الكلمة أونلاين"، أن "لودريان كان قد طلب من الإتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين بسبب عرقلتهم تشكيل الحكومة، لكن الإتحاد الأوروبي لم يستجب لطلب لودريان لعدة أسباب، أهمها عدم وجود أي قرار أو عرف سياسي يسمح بفرض عقوبات على دولة معينة بسبب عدم تشكيل حكومة، وعلى سبيل المثال فإن بلجيكا حيث يوجد مقر الإتحاد الأوروبي بقيت سنة كاملة دون حكومة ولم تفرض عليها أي عقوبات، لذلك أزال الإتحاد الأوروبي الملف اللبناني عن برنامج إجتماع وزراء خارجية أوروبا الذي كان مقررًا إنعقاده الإثنين الماضي".

وبحسب ما يروي المصدر، فإن "رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون والوزير لودريان فكرا بكيفية الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة بأسرع وقت، وبعد أن فشل ماكرون بإقناع سعد الحريري بلقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في باريس، بإعتبار أن باسيل قال لـ ماكرون أنه مستعد للسير بما تقوله فرنسا، اعتبر الفرنسيون أن ليس جبران باسيل هو المعرقل الوحيد بل الحريري أيضًا".

وأشار إلى أن "فرنسا مستاءة من أداء الحريري، لأنه وعند كلّ مرّة يتوصّل فيها الفرنسيون إلى حلّ لعقدة ما يخرج الحريري بعقدة جديدة، خصوصاً أنه ضيّع فرصة لقاء باريس بينه وبين باسيل، حيث كان مرجحًا أن ينتج عن اللقاء تصور أوّلي لحكومة تنهي مسار التعطيل".

وقال المصدر: "بعد زيارة باسيل إلى روسيا وإرتفاع حظوظ المبادرة الروسية مقابل الفرنسية، استشعر الفرنسيون خطر خسارة فرصة هيمنتهم على لبنان، وأتت زيارة لودريان المفتعلة للتأكيد أن المبادرة الفرنسية ما زالت حيّة، ولإرباك السياسيين الذين يترقبون قرار العقوبات" الوهمية"، إلا أن العقوبات سوف تقتصر على العزل السياسي بمعنى أن الفرنسيين لن يلتقوا مع معرقلي تأليف الحكومة، وهذا النوع من العقوبات متبع كثيرًا في بلاد الغرب، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين تم عزله سياسيًا لأكثر من سنة بعد إحتلاله جزيرة القرم".

وأضاف "عندما علم الحريري أنه ليس على جدول لقاءات لودريان "جن جنونه"، خصوصاً مع التسريبات الإعلامية التي تحدّثت عن عدم رغبة لودريان بلقاءه، والتسريب كان مقصودًا من الفرنسيين للضغط على الحريري ودفعه بإتجاه تقديم تنازلات من شأنها تسهيل عملية التأليف".

وتابع "نهار الأحد الفائت، هدّد الحريري الفرنسيين بالإعتذار عن التكليف في حال لم يلتقِ بـ لودريان، فأخبروه الفرنسيين بوجود خيارين لا ثالث لهما، أما التنازل وتشكيل حكومة سريعًا أو أن يلتقي باسيل في قصر الصنوبر بالسفارة الفرنسية، الا أن الحريري لم يتجاوب مع طلب السفارة".

وأردف "نشرت أوساط بيت الوسط نقلاً عن مصدر موثوق في وزارة الخارجية خبرًا مفاده أن الحريري على موجود على برنامج لقاءات لودريان وأن برنامج الزيارة لم يُنجَز نهائياً بعد بشكلٍ رسمي، لكن أوساط الحريري عادة ما تفبرك هكذا أخبار على غرار ما تقوم به مصادر التيار الوطني الحر في الحرب الإعلامية بين التيارين، وآخر هذه الأخبار تلك التي أفادت بأن صديق جبران باسيل وزير خارجية هنغاريا هو من أوقف العقوبات الأوروبية، وهذا غير صحيح لأنه بالأساس لم يُقر مشروع العقوبات حتى يتم توقيفه".

وتوقع المصدر، بأن "يعد الحريري الفرنسيين بتقديم تنازلات جدية لتشكيل الحكومة فقط ليتمكن من لقاء لودريان، لأن الحريري يعتبر أن استبعاده من لقاءات الوزير الفرنسي هو بمثابة "فضيحة"، ورئيس تيار المستقبل يصرّ على أن يقوم لودريان بلقاءه في بيت الوسط حيث مقر الحريري على غرار عون وبرّي، كي لا يتم تصويره أنه المعرقل الوحيد".

وكشف المصدر نفسه، أن "لودريان سيكرر الطلب من الحريري لقاء جبران باسيل للتفاهم على النقاط الخلافية التي تعرقل مسار التأليف، وهناك تخوف فرنسي من إصرار الحريري على "معاداة" جبران، ما يعني أن الحكومة لن تبصر النور حتى غروب شمس عهد الرئيس ميشال عون".