خاص- "تسوية رئاسة" بين باسيل والحريري برعاية "الحزب"؟... محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, May 4, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني


لا شك أن زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى روسيا كانت إيجابية شكلاً ومضمونًا، فباسيل المعزول دوليًا والمرفوض داخلياً (كما يصفه أخصامه) تمكن من كسر هذه العزلة، وأطلق عدة مواقف لافتة تناول فيها المستجدات السياسية اللبنانية والقضايا الإقليمية الدولية.

أكثر المواقف التي أثارت الجدل في تصريحات باسيل "الروسية" كانت تلك التي تحدث فيها عن الرئيس السوري بشار الأسد، فقال باسيل في اليوم الأول من زيارته لموسكو، "الانتخابات الرئاسية السورية وتثبيت الرئيس بشار الأسد فيها، ستكونان عوامل مسرّعة ومطمئنة ومشجّعة لعودة النازحين".

مصادر سياسية معارضة لمحور 8 آذار أشارت لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "باسيل يستشعر خطر الوضع السياسي الراهن خصوصًا مع إصرار الرئيس المكلف سعد الحريري على مواقفه الحكومية والتصعيد بوجه رئيس الجمهورية وفريقه السياسي، لذلك أراد باسيل من خلال هذا التصريح تقديم أوراق إعتماده لدى بشار الأسد، لا سيما أن رئيس سوريا يميل بشكلٍ واضح إلى تبني ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية عام 2022".

واعتبرت أن "باسيل أصبح خارج الحياة السياسية، لذلك يحاول إنتزاع وعد من الرئيس السوري بأن يكون رئيساً للجمهورية أقله بعد سليمان فرنجية في حال تم إنتخابه".

وكشفت المصادر، عن "نية رئيس التيار الوطني الحر زيارة سوريا للبحث في عدة ملفات أهمها موضوع رئاسة الجمهورية وترسيم الحدود الشمالية، وسيحاول جبران إسقاط سليمان فرنجية من حسابات سوريا وإقناعهم بأنه المرشح الأفضل لمحور الممناعة".

من ناحيتها، رفضت أوساط التيار الوطني الحر وضع تصريح باسيل في إطار "الغزل السياسي"، ولفتت إلى أن "كلام باسيل نابع من أن الرئيس الأسد يعمل فعلاً على ملف إعادة النازحين ويقدّم التسهيلات اللازمة للعودة من العفو إلى الأوراق الثبوتية وتأمين مستلزمات العودة وغيرها من التسهيلات"، مشيرة إلى أن "عودة الأسد إلى الرئاسة وهي شبه محسومة برغبة الشعب السوري، لا تجعلنا نعود إلى ما قبل نقطة الصفر في ملف النازحين بل إستكماله من حيث وصل".

وأكدت أن "باسيل ليس بحاجة لمسايرة أي جهة داخلية أو خارجية، والعقوبات الأميركية على باسيل كانت بسبب مواقفه السياسية الصارمة ووقوفه إلى جانب حزب الله، أما تصريحه عن بشار الأسد فهو يتحدث عن مصلحة لبنانية وأزمة حقيقة يجب معالجتها بالتعاون بين لبنان وسوريا".

في سياق آخر، أكد مصدر نيابي بارز لـ"الكلمة أونلاين"، أن "الإنتخابات النيابية العامة لن تحصل في موعدها، وسيقوم المجلس الحالي بالتمديد لنفسه، لأن الأحزاب الحاكمة التي تملك الأكثرية النيابية تدرك أن موازين القوى داخل المجلس ستتغير".

وقال: "التيار الوطني الحر وحزب الله سيعرقلا إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها خدمة للوزير جبران باسيل الذي يريد ضمان وصوله إلى قصر بعبدا عبر مجلس النواب الحالي"، مضيفًا "الحزب والتيار يدرسان خطوة التأجيل مع عدد من الأحزاب الأخرى، كحركة أمل والطاشناق والديمقراطي اللبناني والقومي السوري، حيث سيقدم الطرفان ضمانات وإغراءات للأحزاب الأخرى لإقناعها بخيار التمديد".

وبحسب معلومات "الكلمة أونلاين"، فإن "الحزب يدرس إمكانية عقد تسوية بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل شبيهة بالتسوية الرئاسية التي تمت بين عون والحريري عام 2016، وتضمن هذه التسوية وصول باسيل إلى بعبدا مع تولي الحريري رئاسة الحكومة طوال فترة "عهد" باسيل، علمًا أن للحزب مصلحة جدية مع هذين الرجلين رغم الخلاف الحاد بينهما".

ورغم أن حزب الله لن يتأثر بنتائج الإنتخابات النيابية على مستوى عدد نوابه، الا أنه يخشى التغيير المحتم في الساحة المسيحية وتراجع عدد نواب حليفه المسيحي التيار الوطني الحر مقابل إرتفاع عدد نواب حزبي القوات والكتائب المعارضين للحزب، لذلك فإن الحزب يخشى الإنتخابات لأنها قد تُجرده من الغطاءين المسيحي (التيار الوطني الحر) من جهة والرئاسي (ميشال عون) من جهة أخرى.