د. إيلي جرجي الياس- حكاية بالوما، حمامة السلام البيضاء
شارك هذا الخبر
Saturday, May 1, 2021
كتب د. إيلي جرجي الياس، الكاتب والباحث الاستراتيجيّ والأستاذ الجامعيّ:
في كتابه الجميل: بيروت-برلين-بيروت، قيد دراستي وتحليلي ومتابعتي، وتحديداً الصفحة ١٩٢، ١٩٣، ١٩٤، روى الصحفيّ اللبنانيّ العالميّ كامل مروّة: "كل ما نعرفه عنها أنها جميلة، وأنها ترتدي دوماً ثياباً بيضاء أنيقة رغم الثلج والبرد. وأخيراً أصبحنا ننتبه في أحاديثنا ونطلق عليها اسم بالوما أي الحمامة البيضاء بسبب ملابسها البيضاء. وعبثاً حاولت أن أعرف يومئذ من هي هذه المرأة. وأعتقد الآن أنها كانت إيفا براون نفسها."
يرجع أصل اسم بالوما إلى إسبانيا حيث يتمّ الاحتفال بقدسية عذراء بالوما في ١٥ آب من كل سنة... ويرمز الاسم إلى الطهارة، وبشكلٍ خاصّ إلى السلام!! ويرمز إليه بالحمامة البيضاء، وهي بالتالي رمز السلام...
لاسم بالوما سحر عجيب ووقع غريب في التقاليد الأوروبية، وأكثر من مثيرٍ عن هذا الاسم: عُرف قليلاً قبل الحرب العالمية الثانية وانتشر بعد هذه الحرب... هو عنوان لوحةٍ لرجل الحرب أدولف هتلر عن حبيبته إيفا براون رسمها بشغفٍ شديد... وهو اسم نادى به أدولف إيفا تحبّباً وعشقاً، ولم يدركه إلّا قلّة من المقرّبين حول الفوهرر: ألبرت شبير مستشار هتلر وصديق إيفا الصدوق، مارتن بورمان مستشاره الدائم وهاينرايش هوفمان مصوّره الخاصّ وهما من عرّفا إيفا إلى أدولف، وسكرتيراته... ومن المعروف وقتذاك أنّ كلّ ما يتعلّق بإيفا سرّيّ للغاية...
بذكاء مطلق ودهاء صحفيّ اشتهر بهما، متميزاً كما ألبرت شبير، وفي زمن الحرب العالمية الثانية وأحداثها الكثيرة والمتلاحقة والمتميزة، ومن خلال كتابه، وأشخاصٍ غامضين بالفعل، مرّر الصحفيّ الرائع والبارع كامل مروّة كلمة السرّ: لقد كان رمز إيفا براون، اسمها الآخر: بالوما... وستكون بالفعل حمامة السلام البيضاء كما فنّدت ذلك في كتابيّ: أدولف هتلر وإيفا براون من برلين الى الأرجنتين حب أقوى من الحرب، دار سائر المشرق، آذار ٢٠١٩، والدولة النازية في أميركا الجنوبية مفاجأت هائلة في الأشهر الأخيرة للحرب العالمية الثانية، دار سائر المشرق، آذار ٢٠٢٠...
ولتكتمل القصّة، لا بدّ من مسار مرجّح: لقد سمع كامل مروّة حكاية بالوما، حمامة السلام البيضاء، من إيفا براون شخصياً... هل كان كامل مروّة صديق إيفا براون الصدوق، على غرار ألبرت شبير؟