خاص ــ تلزيم لبنان للأسد... في منظار الحلفاء؟ محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 1, 2021

خاص ــ محمد المدني


الكلمة اونلاين


بعد الإنهيار الكبير الذي أصاب لبنان على جميع المستويات لا سيما السياسية والإقتصادية، كشف مصدر بارز في 8 آذار لـ"الكلمة أونلاين"، أن "المجتعين الغربي والعربي يبحثان إعادة "تلزيم" لبنان إلى ‎سوريا". وهو ما جاء أيضًا في بحثٍ أجراه مدير تحرير مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، الكاتب مايكل يونغ.

وأوضح المصدر، أن "كلمة تلزيم غير دقيقة، لكن هناك احتمال أن تعيد سوريا تعزيز قوتها السياسية والأمنية الفاعلة في لبنان، عبر سلسلة تحالفات داخلية ومن خلال التعاون العسكري والأمني السوري - اللبناني، بدعمٍ روسي ودولي".

ولفت إلى أنه "لا يوجد حتى الآن شكل مُحدد لطبيعة الدور وآلياته"، مشيراً إلى أن "انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية خلفًا للعماد ميشال عون قد يكون مدخلاً لتعزيز الدور السوري في لبنان، خصوصاً أن الرئيس بشار الأسد سيبقى على رأس النظام السوري بعد الإنتخابات الرئاسية المرتقبة".

وأشار إلى أن "هذا الطرح لا يزال في الإطار النظري والسياسي العام، ولم يتحول إلى قرار أو مشروع حقيقي"، كاشفًا أن "هناك أفكارًا تُطرح من قبل دول عربية وجهات دولية حول مستقبل لبنان وكيفية معالجة الأزمة القائمة".

من جهة أخرى، أعتبر مرجع سياسي معارض للنظام السوري، أن "المقاربة غير واقعية في الوقت الحاضر، لأن سوريا مُلزمة لإيران وروسيا"، مشيرًا إلى أن "سوريا ليست كيانًا قادرًا على أن تأخذ التزامات في المنطقة، بل على العكس، سوريا من الدول التي تم تلزيمها ولم يعد نظامها يملك مشروعًا استراتيجيًا، بل أصبح جزء وأداة في مشروع إستراتيجي روسي من جهة، وإيراني من جهة أخرى".

وأكد المرجع، أن "سقف إمكانيات النظام السوري هو الحفاظ على وجوده، وليس أخد التزامات جديدة أو لعب دور إقليمي جديد"، لافتًا إلى أن "سوريا برئاسة بشار الأسد أصبحت ورقة من الأوراق التي تلعب بها المشاريع التركية والإيرانية والإسرائيلية والروسية والأميركية في المنطقة".

وأشار إلى أن "لبنان قد يكون عرضة للتلزيم ولكن بالطبع ليس لسوريا، فالأخيرة ولبنان أصبحا متساويين لكونهما عرضة للتلزيم الإقليمي، والمجتمعين الدولي والغربي لن يسمحا بإنهيار لبنان وسوريا وسقوط المؤسسات فيهما، لعدم السماح لإيران ملء الفراغ، ووقوع البلدين في قبضتها كلياً".

إلى ذلك، وصفت مصادر مقربة من النظام السوري طرح تلزيم لبنان إلى دمشق مقابل إعادة إعمار سوريا ودخولها إلى جامعة الدول العربية ومنحها نفوذًا كبيرًا في لبنان لإجبار بشار الأسد على التطبيع مع إسرائيل والخروج من الفلك الإيراني بـ" الهبل السياسي".

وقالت: "بشار الأسد لن يعود إلى لبنان ولا المجتمع الغربي سيطلب منه ذلك، والأسد لن يسير بمشروع التطبيع وإسرائيل لن تعيد له الجولان، كما أنه لن يفك تحالفه مع إيران مهما حصل".

واعتبرت أن "هناك جهات مهووسة بالترويج لفكرة أن إسرائيل هي من تقرر مصير المنطقة، رافضة الإقتناع بأن زمن أول تحول"، مشيرًا إلى أن "هدف الغرب الراهن هو تخفيض التوتر وليس البحث عن حلول ليبدأ بعدها التفكير في التطبيع، لأن الغرب لم يستطع حتى فرض وقف تمويل حركات المقاومة على إيران ووقف إرسال الصواريخ، فكيف يمكنه فرض التطبيع على سوريا؟".

وقالت المصادر: "الغرب يدرك أن بدون حل يرضي الأغلبية الفلسطينية لا إستقرار لإسرائيل، فالأخيرة لا ينقصها سوى الشرعنة، لذلك فإن عدم توفر حل فلسطيني يؤمن الإستقرار السياسي في المنطقة يجعل التطبيع "عالقشرة".

ما هو موقف حزب الله؟

أشارت مصادر مقربة من حزب الله إلى أن طرح التلزيم لا يزال افتراضيًا، والحزب حليف لسوريا وروسيا وهو سيكون جزءًا من أي إستراتيجية سورية روسية اذا تم التوافق على مشروع ما في المنطقة".

وقالت: "من الواضح أن هذه المباحثات لا تعكس حقيقة ماثلة أو مقدرة، وهذا الطرح أشبه بتحليلات منه إلى توجهات وسياسات دولية وإقليمية، وحتى لو كان المجتمعين الغربي والعربي اميل اليوم إلى الواقعية حيث يريدان بذلك الهروب من تعقيدات الأزمة اللبنانية".

وقالت المصادر: "من قال أن سوريا راغبة بفعل ذلك او انها سوف تستجيب لهذه الدعوة بفعل تشجيع الغرب والعرب؟، الحقيقة أنه لم تعد هناك مواصفات وشروط موضوعية لما كان قد حصل سابقًا، ولا أحد يلزم سوريا المشاركة في مباراة دخول من اجل الإنخراط في الأزمة اللبنانية".


Alkalima Online