باسم مغنية: ثنائيتي مع دانييلا رحمة مستمرة

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 29, 2021

في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما زال الممثل باسم مغنية يصوّر مشاهده في مسلسل "للموت". يسير العمل بوتيرة سريعة، 18 ساعة تصوير في ظروف صعبة، فإصابة ممثل واحد بفيروس "كورونا" تضع المسلسل كلّه في المجهول، لكنّ باسم يرى أنّ الأجواء وراء الكواليس تخفّف من ضغط العمل، وأنّ الجميع يلتزم إجراءات الوقاية خوفاً من مغامرة غير محسوبة العواقب.
يبدو باسم اليوم من أكثر الفنانين نشاطاً، بين "للموت" و"قارئة الفنجان" الذي يُعرض قريباً على إحدى المنصّات، وتجربة في مصر وأخرى يتمّ تحضيرها في لبنان. أنصفه دور "عمر" فكان بطلاً في مسلسل لبناني سوري مشترك، وفي العادة يُسند للممثل اللبناني الدور الثاني.
عن المسلسل، كواليس التصوير، أعماله المقبلة، كان لنا معه هذا الحوار:


- في بداية شهر رمضان، كتبت أنّ هذا العمل الأوّل الذي لن يشاهده والدك الذي رحل مؤخراً، ما الذي اختلف بعد رحيله؟

** اختلفت أمور كثيرة، مهنياً فقدتُ رأياً محباً، والدي كان يتابعني بشغف، كان يجلس على كرسي ملتصق بالتلفزيون، كان يقول لأمي "بدي شوف حبيب قلبي". كان رأيه بريئاً، لم يكن لديه الكثير من الاطلاع، كان يحب الأمور البسيطة. أمي تنتقدني احياناً لكن أبي كان دائماً معجباً بما أقدّم.

- تلقّيتَ خبر وفاته وأنت في موقع تصوير "قارئة الفنجان" المقرّر عرضه قريباً، كيف أكملت بعدها دورك؟

** كنت أصوّر مشهداً مع الممثل أحمد فهمي، ووصلني خبر وفاته، كان قد شفي من فيروس كورونا ثمّ أصيب بجلطة. دفنت والدي في اليوم التالي لوفاته، وبعدها بساعات اتصلت بشركة الإنتاج وأخبرتهم عن استعدادي لإكمال التّصوير لأنّ ثمّة فريق عمل من أكثر من دولة عربيّة لم يكن بإمكاني أن أعطّله. كل يوم أتذكّر والدي، وفاته أخرجت كل هذه المشاعر التي ترونها اليوم على الشاشة في "للموت".
دور "عمر" في "للموت"

- ثمّة إجماع على نجاحك في أداء دور عمر في "للموت"، هل تعتبره أفضل أدوارك؟

** في المسلسل تضافرت كل الجهود للخروج بنتيجة جيّدة، من قصة المسلسل إلى الإخراج وفريق العمل والممثلين، كما أنّه يعرض في شهر رمضان المبارك حيث نسبة المشاهدة اعلى وبالتالي الاهتمام الإعلامي أكبر.
الدّور معقّد وهذه النوعية من الأدوار تصل إلى الناس أسهل وهو دور يتعبني جسدياً أكثر ما يتعبني تقنياً، ما يتعبني هو أن ألعب دوراً سهلاً أتمكّن من خلاله ان أقول ما لديّ، وأن أكون طبيعياً، فغالبية الممثلين في العالم العربي لديهم نزعة المبالغة وأنا واحد منهم، أحيانأ أقع في فخ المبالغة رغم أنّني أنتبه لحركات الجسد وأدع مشاعري توجّهني. الشخصيات غير الحقيقية هي تلك التي يقرّر الفنان حركة جسدها مسبقاً بحسب كل جملة، بينما على الممثل ان يتجرّد من كل شيء كي يقدّم دوراً صعباً، فحيثما تكون المشاعر حقيقيّة تكون حركة الجسد حقيقيّة وليس العكس.

- على ذكر حركة الجسد أين دور المخرج هنا، ولماذا نرى ممثلاً "يجوهر" مع مخرج ويقع
في فخ المبالغة مع مخرجٍ آخر؟

** على الممثّل أن تكون لديه رقابة على نفسه، خذي مثلاً في مسلسلات المخرج فيليب أسمر، هو يهتم بالكل بالطّريقة نفسها، لكنّك ترين تفاوتاً في الأداء، لأنّ ثمّة ممثلين موهوبين أكثر من آخرين. فالممثل الذي يبالغ في أدائه، يبالغ أينما وجد، إلا إذا كان ثمّة مخرج يضبطه.

- ما زلتم تصوّرون "للموت" ونحن في منتصف شهر رمضان، ساعات التصوير طويلة والمسلسل معرّض للخطر في حال إصابة أحد أبطاله بكورونا، ماذا تخبرنا عن أجواء التصوير؟

** في مسلسل "قارئة الفنجان" كنت أصوّر مشهداً مع ورد الخال، دخلت إلى الاستوديو وكان المخرج والمصوّرون لا يضعون كمّامة، فأوقفت التصوير إلى أن التزم الجميع بالكمامة. أنا كممثل مضطر لخلع الكمامة أمام الكاميرا، لكني خلف الكاميرا الفريق ملتزم. في "للموت" ثمّة حرص كبير على التزام إجراءات الوقاية والتعقيم، لذلك الحمد لله لم يحدث لغاية الآن ما يعطّل التصوير. أما وراء الكواليس، فأعتقد أنّ ما ساهم في نجاح المسلسل هو كمّ الحب الموجود بين فريق العمل، وهو ما يجعلنا نحتمل مدّة التصوير الطويلة التي تصل إلى 18 ساعة.

- يؤخذ على المسلسل التدخين والشرب وبيوت الدعارة في شهر الصيام؟

** قبل سنوات كنت أصوّر مسلسلاً اسمه "حصاد المواسم" مع الفنان الكبير عبد المجيد مجذوب، في أحد المشاهد كان خالي الآتي من الخارج يشاهدني أصوّر، فاقترح أن يأخذ دور كومبارس فأخبره المخرج أنّه لا يستطيع أن يصوّر المشهد لأنّه يرتدي الشورت، فردّ خالي "اعتبروني أزعر.. ما في زعران برمضان؟". بالعودة إلى "للموت" ليس هناك مشهد يخدش الحياء، حتى في علاقتي بفيفي داخل بيت الدعارة، حاولنا مراعاة الظروف ليس لأنّنا في رمضان فحسب، بل أيضاً لأنّ المسلسل يدخل إلى المنازل.

- ثنائيتك مع دانييلا رحمة تتكرّر بنجاح بعد مسلسل "تانغو"، تكرار الثنائيات إلى أي مدى تعتبره سيفاً ذا حدّين بين نجاح مضمون، وبين ظهور قد يبدو مكرراً؟

** أحياناً تشاهدين مسلسلاً وتشعرين أنّه مكرّر، حتى لو كان الممثلون يتشاركون عملاً للمرّة الأولى، الأساس تقديم فكرة جديدة، أنا مثلاً مثّلت مع فيفيان أنطونيوس أكثر من عمل وكنّا دائماً نقدّم فكرة جديدة. ثنائيتي اليوم مع دانييلا مختلفة تماماً، وقد تروننا معاً حتى في مسلسل عاشر، المهم أن نقدّم شيئاً جديداً.

تجربة مصر

- تجربتك في مصر ناجحة، لكن صعبة، وبعضها لا يخلو من سوء الطالع، ماذا تخبرنا عنها؟

** تجربتي دائماً عظيمة لكن أحياناً الحظ لا يحالفني، هذا العام كنت مرتبطاً بتصوير الموسم الثاني من مسلسل "سر"، فاعتذرت عن بطولة مسلسل مع النجمة الكبيرة نيللي كريم، ثمّ تأجل "سر" وخسرت مسلسلي لكن الله عوّضني بمسلسل "للموت".
وقبل سنوات طلبوني في مصر لمسلسل "ضد مجهول" مع غادة عبد الرازق، واستلمت أول ست حلقات، وبعد عشرين يوماً اعتذرت لأن شركة الإنتاج لم تنفّذ شرطاً طلبته، وعدت إلى بيروت رغم أنّني كنت قد استأجرت شقّة في القاهرة لمدّة سنة، وفور عودتي اتصل بي المنتج جمال سنان وعرض عليّ مسلسل "تانغو".. لذلك أؤمن دائماً أن لا تكرهوا شيئاً عسى أن يكون خيراً لكم.
أما العام الماضي، فصوّرت مسلسل "النهاية"، وكان من المقرر أن يكون من بطولتي أنا ويوسف الشريف، صوّرت ثلاثين في المئة من مشاهدي وعدت إلى لبنان وفي شهر شباط وصل كورونا إلينا وأقفل المطار، فطار دوري في المسلسل، فتمّ تعديل السيناريو وأحضروا أشخاصاً يكملون العمل. وقد حققت مَشاهدي نسبة مُشاهدة تعادل نسبة المُشاهدة لمَشاهد يوسف، والصحافة المصرية أنصفتني، وبسبب هذا المسلسل لعبت دور البطولة في مسلسل "أبيض وردي" الذي عُرِض مؤخراً.

مع إيلي معلوف

- ينتقدك البعض على خلفية أعمالك مع المنتج إيلي معلوف، آخرها "كل الحب كل الغرام"، وأنه رغم نجاحه كان ركيكاً ومليئاً بالأخطاء..

** دوري في المسلسل من أجمل الأدوار التي لعبتها، ربما تقنياً لم يكن بالمستوى المطلوب، لكن معلوف لم يحصّل لغاية الآن مستحقاته عن المسلسل، بهذه الظروف كيف يمكن لمنتج أن يعمل؟ ثمّة أخطاء لا انكرها لكنّي أحب العمل، والنجاح الذي حقّقه كان غير مسبوق.

- هل تفكر في تكرار التجربة مع إيلي معلوف؟

** بالتأكيد أكررها إذا توافرت عناصر تكمل العمل الفني.

- "قارئة الفنجان" مسلسل من عشر حلقات سيعرض عبر إحدى المنصّات قريباً، في السنوات المقبلة هل تتوقّع زوال موضة مسلسلات رمضان والثلاثين حلقة؟

** لست ضدّ تقليص عدد حلقات المسلسلات، بل اتمنى أن تقوم كل شركة بعمل مسلسلين كل واحد بـ15 حلقة في رمضان، وهذا أمر يشغّل أكبر عدد من الممثلين والمخرجين والتقنيين.


المدن