خاص- "التيار" لن يلبي دعوة ستريدا... القوات: "لحاق الكذاب على باب الدار"- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 29, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

خرقت عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ستريدا جعجع الأجواء السياسية في تصريحٍ مفاجئ، دعت فيه تكتل لبنان القوي إلى التنسيق مع القوات اللبنانية للإستقالة من مجلس النواب كي يفقد المجلس ميثاقيته، ونتجه نحو انتخاباتٍ مبكرة.

نداء ستريدا أثار جدلاً كبيرًا وعرضها لإنتقادات سياسية وشعبية واسعة، لا سيما أن العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية كعلاقة "الزيت بالماء"، خلافات دائمة، إتهامات متبادلة.

ماذا في خلفيات نداء ستريدا؟ وهل يُلبي التيار "الدعوة القواتية"؟

قالت مصادر القوات اللبنانية لـ"الكلمة أونلاين": "لم نفهم سبب الحملة على النائب ستريدا جعجع، فالقوات اللبنانية وضعت نصب أعينها هدف إعادة إنتاج سلطة جديدة انطلاقًا من قناعتها بأن السلطة الحالية لا يمكنها إنقاذ لبنان، بل على العكس، استمرارها سيؤدي إلى مزيد من التدهور والإنهيار".

وأضافت "وإنطلاقًا من هذا الهدف المركزي وهو الإنتخابات النيابية المبكرة، فإن القوات اللبنانية على إستعداد للتقاطع مع أي فريق سياسي يساعدها في حال تقاطعت معه على إسقاط السلطة، لكن هذا لا يعني التحالف مع التيار بل التقاطع على هدف إسقاط مجلس النواب".

ولفتت المصادر، إلى أن "عدة أسباب دفعت القوات إلى توجيه هذه الدعوة لتكتل لبنان القوي ومنها، رفض البرلمان مجتمعًا الذهاب في هذا الإتجاه أي إجراء إنتخابات نيابية مبكرة، رفض الحزب الإشتراكي وتيار المستقبل إستقالة نوابهما من المجلس لأسباب معروفة وعلى رأسها عدم إغضاب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، تمسك الثنائي الشيعي بالمجلس الحالي، لذلك قررنا أن نعرض هذا الطرح على التيار الوطني الحر، لأنه في حال لبى الدعوة، تطرح حينها مسألة الميثاقية ويصبح هناك إشكالية حقيقية على مستوى مجلس النواب".

وَأكدت أن "القوات اللبنانية ليست بوارد التحالف مع التيار، لا بل تُحمّل فريق "العهد" مسؤولية الأزمة التي نعيشها، وبالتالي نحن لسنا في معرض التحالف، لكن الأولوية بالنسبة لنا هي انتخابات نيابية مبكرة، لذلك نريد أن ننسق مع أي طرف سياسي على إستعداد للإستقالة من أجل قلب الطاولة".

وكشفت المصادر نفسها، أن "الدعوة العلنية التي وجهتها ستريدا إلى التيار هدفها إحراج فريق رئيس الجمهورية، لأننا نعلم أنهم لا يريدون الإنتخابات المبكرة"، موضحة أن "نداء جعجع من بكركي كان سياسيًا بإمتياز، أردنا من خلاله تعرّية التيار وإخبار الرأي العام اللبناني أن من ينادي بالتغيير والإصلاح لا يريد لا التغيير ولا الإصلاح، وكما يقول المثل الشعبي "لحاق الكذاب عباب الدار".

من جهتها، أكدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"الكلمة أونلاين"، أن "الإنتخابات النيابية المبكرة هي أضغاث أحلام، فالإنتخابات المبكرة لن تغير في معادلة الحكم في ظل نظامنا الطائفي، وحتى لو فاز طرف معين بمقاعد نيابية إضافية كما يظن حزب القوات بأنه سيكتسح الإنتخابات ويصبح لديه أكبر كتلة في البرلمان".

وأكدت أننا "لا نخشى الإنتخابات، ولدينا ثقة كبيرة بقاعدتنا الشعبية رغم كلّ الحملات السياسية والاعلامية التي تستهدفنا ومشروعنا وطروحاتنا"، مشيرة إلى أن "المزاج الشعبي تبدّل بسبب الأوضاع الخانقة التي وصلت إليها البلاد، لكنّ التيّار ليس وحده المسؤول عمّا حصل منذ 30 سنة، واللبنانيون يُميزون بين الفاسدين الشعبويين، وبين نظيفي الكف المناضلين".

وقالت: "في حال إستقال التيار والقوات اللبنانية من مجلس النواب، قد تبقى الميثاقية مؤمنة بوجود نواب مسيحيين من خارج هذين الحزبين، وقد نقوم الكتل المتبقية بتغيير المتبقيين قانون الإنتخاب بما يتناسب مع مصالحها، ويقوموا لإقرار قانون انتخاب جديد لا يريده التيار ولا القوات، لذلك علينا البقاء داخل المجلس والعمل على القوانين التي تسهل حياة اللبنانيين وتكافح الفساد".

هذا وحسمت مصادر التيار موقفها بعدم تلبية دعوة ستريدا جعجع، معتبرة أنه "كان الأجدى بالقوات اللبنانية أن تُنسق مع التيار لإنجاح عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدل هجومها الدائم على الرئيس والتيار وإتهامهم بالفساد والسرقة والتعطيل".

ما هو موقف حزب الله؟

بصرف النظر عن دعوة ستريدا العلنية، فإن حزب الله يعارض طرح الإنتخابات النيابية المبكرة، وبحسب مصادر مقربة منه، فإن الحزب لا يتخوّف من أيّ تراجع لتمثيله على المستوى النيابي، ويعتبر أن المجلس الحالي يتمتّع من بصفة تمثيلية كاملة.

ولفتت إلى أن "الحزب يعتبر أنّ الكتل النيابية تعبّر عن اتجاهات شعبية واسعة، ولا يُمكن لأحد أن يزعم أنّ هذه القوى باتت أقلية على المستوى الشعبي، ووحدها صناديق الإقتراع تُحدّد الرابح والخاسر في الإنتخابات".

وأشارت إلى أن "القوات اللبنانية والكتائب وبعض الداعين إلى إجراء هذه الانتخابات يريدون استهداف نتائج إنتخابات عام 2018، خصوصاً أن الحزب تمكن من تحقيق اختراق أصاب المكون السني، حيث فاز عن مناطق السنة نواب محسوبون على الحزب ومنهم النائب أمين شري (دائرة بيروت الثانية).

وأوضحت أن الإنتخابات المبكرة تعني إنتخاب رئيسًا جديدًا للجمهورية خلفًا للعماد ميشال عون، وهذا ما لا يريده حزب الله في الوقت الراهن، لأنه بحاجة إلى الغطاء الرئاسي الذي يؤمنه عون للحزب خصوصاً في هذا التوقيت الحساس داخلياً وإقليميّاً.