وول ستريت جورنال- العالم سيختبر بايدن في الأيام المئة المقبلة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 28, 2021

تمثل الأيام المئة الأولى لجو بايدن منعطفاً حاسماً سيبلغه الرئيس هذا الأسبوع، علماً أنه ركز خلالها على مكافحة فيروس كورونا، وتفعيل الإقتصاد المحلي. ولكن في الأيام المئة المقبلة، سيكون العالم الخارجي التحدي الأكبر له.

هكذا استهل جيرالد إف. سيب مقاله في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، ليضيف أن الصين، وروسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، وطالبان في أفغانستان، كلها تعتزم اختبار الرئيس، أو أنها شرعت في ذلك فعلاً.

فالصين تقدم على تحركات تنذر بالسوء حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي. ورغم أنها تراجعت قليلاً في الأيام الأخيرة، فإن روسيا تواصل تهديد أوكرانيا. ورفعت إيران نسبة تخصيب اليورانيوم، لتزيد من أهمية المحادثات الرامية إلى إحياء الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة، بينما يهدد متشددو طالبان بشن هجمات على القوات الأمريكية بعد 1 مايو (أيار).

كيم جونغ أون
وبالنسبة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يكاد يكون مثل شخصية غلين كلوز في فيلم "الانجذاب المميت" الذي يعلن "لا يمكن أن تتجاهلوني". وسبق له أن أجرى بضع تجارب على الصواريخ ليثبت هذه النقطة.

ومع ذلك، ليس بالضرورة أن تكون تلك، أجندة الرئيس وفريقه في الأيام المئة المقبلة. إذ لا تزال لديهم طموحات محلية كبيرة، بدءاً بخطة البنى التحتية التي تبلغ 2.3 تريليون دولار، تليها خطة مماثلة أكبر لتحسين العناية بالطفولة والتعليم، والتي سيترتب عليها زيادة ضرائب مثيرة للجدل.

ويعمل بايدن على استكمال نوع من إعادة الضبط لمسار الإقتصاد الأمريكي وللدور الذي تلعبه الحكومة في تغذيته، وهو ما يعتبره مع مساعديه مسألة ضرورية لتحسين موقف أمريكا في مواجهة التحديات الخارجية في المقام الأول.

إشارات مزعجة
وفي الوقت نفسه، يتعين على بايدن أن يقلق من إشارات مزعجة في إستطلاعات الرأي الجديدة، والتي تفترض أن شريحة مهمة من الأمريكيين، وإن كانت مرتاحة لأدائه، فإنها تريد منه أن يجد وسائل للعمل مع الجمهوريين، وفق ما وعد في حملته الرئاسية.

وهكذا، فإن الأجندة المحلية تبقى مزدحمة ومهيمنة. لكن العالم لن ينتظر، ويرغب في اختبار الزعماء الأمريكيين الجدد.

وفي الواقع، يبدو أن منافسي أمريكا هم في مرحلة استكشاف حدود الرئيس الجديد، وكذلك السياسة الخارجية الأمريكية نفسها.

ويقول رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، إن "أي رئيس في هذه الفترة سيتعرض للإختبار، نظراً لما حصل مع أسلافه. فبينما مارس أوباما ضبط النفس تلاه ترامب بشعار أمريكا أولاً".

ورغم أن الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين لم يقررا بعد ماذا يعتزمان فعله بالضبط بالنسبة إلى تايوان وأوكرانيا، لكنهما يحاولان أن يسبرا أولاً غور أي رد فعل سيأتي من بايدن إذا مضيا في تحديه.

ويقول وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو إنها فترة اتخاذ القرارات من قبل ساكن البيت الأبيض، مفترضاً أن التحديات المتعددة ليست مصادفة. ويضيف "إنها مترابطة".
ويخلص الكاتب إلى أن فريق بايدن يشعر بنوع من الإلحاح للتحرك في بقية الأجندة المحلية في الوقت الذي يبرر استمرار وباء كورونا خطوات حكومية كبيرة لتفعيل الإقتصاد، بينما يتمتع الديموقراطيون بغالبية ضئيلة في مجلسي الكونغرس، وقبل أن تعقّد انتخابات منتصف الولاية الحياة في واشنطن. ورغم ذلك، فإن بقية العالم سيدلي بصوته حول تلك الأجندة أيضاً.