خاص- باسيل: أنا أيضا أجيد الصفقات مع واشنطن كما الثنائي الشيعي- سيمون ابو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 27, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
سيمون ابو فاضل

استنادا الى مواقفه ومؤتمراته السابقة، لم يربح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مؤتمره الأخير أصدقاء وحلفاء جدد ، اذ لم يبق على علاقة جيدة مع اي من القوى السياسية ما عدى علاقة التزام مع حزب الله ، كما لم يزد من عدد الأعداء له والخصوم لأنه بلغ الدرجة القصوى من هذه الناحية.
إلا أن باسيل سعى في مؤتمره ، عن ضرورة التعديل في تركيبة الوفد التفاوضي مع اسرائيل حول الحدود البحرية الى واقع جديد واجتهد في كيفية استثمار ثروة المنطقة الاقتصادية والبحرية وفق كلام من شأنه أن يجعل من رئيس الجمهورية ميشال عون وهو الى جانبه على تماس بأشكال متعددة مع واشنطن التي ترعى هذا التفاوض الغير مباشر، من خلال الوفد التفاوضي الذي يكون عون حاضرا أو ممثلا به بطريقة مباشرة.

فكان واضحا لباسيل على ما يرشح عنه من كلام، بأن وضع واشنطن عقوبات على وزير المالية علي حسن خليل وفق قانون "ماغنيتسكي" في ايلول الماضي وهو المحسوب على الرئيس نبيه بري حتّم على رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل -المقاوم - أن يندفع نحو اعلان اتفاق الإطار للتفاوض الغير المباشر مع اسرائيل، بعد نحو اسبوعين على معاقبة عضو كتلته حسن خليل. أي إن بري كأحد اقطاب الثنائي الشيعي حاول ابعاد كأس العقوبات عنه بالاقدام على خطوة ايجابية تبعد الخطر عنه وعن المقربين اليه، كما كان واضحا لباسيل بأن محاولة رئيس الجمهورية بالتواجد مباشرة داخل الوفد التفاوضي من خلال تسمية مدير عام رئاسة الجمهورية طوني شقير وكذلك السفير هادي الهاشم كمسيحيين، تم رفضه كليا وبشكل قاطع من قبل حزب الله، فصدر بيان منتصف الليل عن الثنائي الشيعي في 14 تشرين الأول ليقطع الطريق على أي تعديل أو اضافة على تركيبة الوفد التفاوضي، وكان تبليغ الثنائي الشيعي بأن مشاركة مدنيين في التفاوض مع الاسرائيليين يعطي الموضوع بعدا سياسيا يقارب التطبيع، فيما بقاء الوفد مؤلف من عسكريين يبقي التفاوض على واقعه التقني.

هنا تبين لعون وباسيل بأن الثنائي الشيعي يعطيان ذاتهما هامشا في الحماية الذاتية والمصلحة الشخصية سواء كانت حركة أمل او حزب الله، وانهما على خطوط تماس غير مباشرة مع واشنطن التي تعقد الصفقات وتفرض العقوبات فيما اقصى هذا الثناىي رئيس الجمهورية الذي ينص الدستور بشكل واضح على دوره في مفهوم المعادلات الدولية وما ينتج عنها.

ويهدف باسيل بطرحه تعديل الوفد التفاوضي لأن يكون رئيس الجمهورية وهو الى جانبه، على خط التداول والتواصل مع الادارة الأميركية في هذا الملف الذي ربما قادر أن يشكل التفاعل الايجابي معه من قبل الثنائي عون-باسيل حافزا يدفع واشنطن لرفع العقوبات عن باسيل كما كان يومها عاملا للتهويل على بري بفرض العقوبات على عضو كتلته علي حسن خليل.
لذلك يعتبر باسيل بأن المنطقة دخلت مرحلة التفاوض الأميركي الايراني وكذلك في جميع الاتجاهات، حتى ان سوريا الممانعة ليست بعيدة عن ترتيب علاقة تقارب يوما التطبيع مع اسراىيل، بحيث البقاء بعيدا عن احدى مساراتها يبقي عليه معزولا على ما دلّت زيارات الموفدين الدوليين الى لبنان ومعاقبا بقانون ماغنيتسكي، من دولة لديها معايير استنسابية في مفهومه، ممكن ان يكون التفاعل الايجابي معها تحت سقف مشترك لحسابات الثناىي الشيعي، عاملا جيدا لرفع العقوبات عنه بعد أن تكبدها وفق مفهومه نتيجة دفاعه عن حزب الله والمقاومة، ليتبين له بأن الثنائي الشيعي يستثمران هذا التفاوض كل على طريقته لحماية ذاته وتقوية نفوذه، بحيث تم ابعاد الرئيس الذي صودف بأنه مسيحيا لكي يكون الثنائي الشيعي في الواجهة ويساوم كل طرف منه من أجل تأمين مصلحته وفي الوقت ذاته يحمل شعارات بهدف تغطية الحسابات الخفية التي باتت ظاهرة للجميع.اذ في منطق باسيل أنه "انا ايضا أجيد الصفقات مع واشنطن كما الثنائي الشيعي".

وقد اعطى باسيل من خلال كلامه عن تكليف خبراء دوليين لترسيم الحدود وكذلك في توصيفه مفهوم المنطقة الاقتصادية، بأنه يمتلك الكثير من الأوراق في معادلة التفاوض وأنه مرتاح الضمير فيما خص علاقته بحزب الله حيث كان يصارح الموفدين الدوليين دون استثناء بأنه يتمسك بالعلاقة مع الحزب لحماية الاستقرار وطمأنة الشريحة اللبنانية ولذلك ليس لأحد منّة عليه.