الغارديان- على بريطانيا مواجهة ماضيها الاستعماري بأمانة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 24, 2021

صحيفة الغارديان علقت على الاعتراف الأخير للجنة الكومنولث بعدم تكريم عشرات الآلاف من قتلى الحرب العالمية الأولى، من عسكريّي المستعمرات البريطانية السابقة، الذين يغلب عليهم الهنود والأفارقة.

وأوضح ديفيد لامي في مقال بعنوان "تقرير مقابر الحرب يظهر أن على بريطانيا مواجهة ماضيها الاستعماري بأمانة"، أن نحو 350 ألف شخص، معظمهم من شرق إفريقيا ومن مصر، قاتلوا من أجل بريطانيا، لكن لم يتم إحياء ذكرى بعضهم على الإطلاق.

ولتفسير ما فعلته المملكة المتحدة، عاد لامي، وهو نائب حزب العمال عن توتنهام بالتاريخ، مستشهدا بقول جوردون غوغيسبير، حاكم غولد كوست (غانا الآن)، الذي كتب في عام 1923: "المواطن العادي في غولد كوست لن يفهم أو يقدر شاهد القبر". كما تشير وثيقة لجنة مقابر الحرب إلى الجنود الأفارقة إلى أنهم "شبه متوحشين". وتقول أخرى "إنهم بالكاد في مثل هذه الحالة من الحضارة بحيث يقدرون مثل هذا النصب التذكاري"، و"إقامة نصب تذكارية فردية من شأنه أن يمثل إهدارا للمال العام".

وقال لامي إنه "من الجدير بالترحيب أن تعترف المنظمة (الكومنولث) الآن بأن قرار استبعاد الجنود السود والسمر من مراسم إحياء ذكرى متساوية كان مدعوما بالأفكار المسبقة والعنصرية المتفشية في المواقف الإمبريالية المعاصرة".

وأشار لامي إلى أنه "لا يمكن لأي تعازي أن تعوض الإهانة التي عانى منها من لم يتم تذكره. لا يوجد شاهد قبر تم تشييده اليوم يمكن أن يملأ الفراغ طوال القرن الذي مضى والذي كان يُنظر فيه إلى هؤلاء الناس على أنهم غير ضروريين".

وأضاف أنه مع ذلك "إن اعتذار اللجنة والتزامها بتنفيذ توصيات التقرير يوفر لنا الفرصة كأمة لإلقاء نظرة جديدة على تاريخنا الجماعي".

وفي السياق نفسه، قال الكاتب إنه "عندما يكون هناك نقاش حول إنهاء استعمار المنهاج، هناك افتراض خاطئ بأن أولئك الذين يدافعون عنه يركزون على إزالة ما لا نحبه"، فيما يعد ذلك "بعيدا عن الحقيقة لأننا لا نريد محو التاريخ، بل نريد أن نرويه بصدق".

وختم لامي بالقول إن "الجهل المتعمد بالماضي الاستعماري البريطاني يفسر جزئيا رفض حكومة بوريس جونسون قبول وجود العنصرية المؤسساتية في بريطانيا الحديثة".