شدياق: جعجع مصرّ على الانتخابات ولا خلاص بوجود "الحزب"

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 19, 2021

قالت الوزيرة السابقة مي شدياق، “ضيعانك يا لبنان بهيك مسؤولين، قتلوا أحلام الجميع كي يصلوا للسلطة، مصلحتهم قبل مصلحة لبنان”. وأضافت عن حرب الإلغاء عبر إذاعة لبنان الحر، “حروب في ظاهرها نضالي وفي باطنها تنفيذ أجندات خاصة ومصالح شخصية”. وأوضحت أنه في فترة من الفترات، شعر أحد الأحزاب أن لديه قدرة على تحقيق أهدافه، ولكن للأسف على حساب الشعب، فالهجرة ارتفعت والفقر انتشر.

وأكدت شدياق أن التركيبة غير متوافقة والخلافات بين الأطراف السياسية الحالية كبيرة، وإنقاذ لبنان لا يكون بهذه التسويات. ولفت إلى أنه هناك من اعتبر أن القوات اللبنانية نأت بنفسها عن قضية تشكيل الحكومة، لكن القوات اللبنانية على دراية بسوء نية هذه السلطة الحاكمة (الأكثرية النيابية) والسؤال هو “هل يستطيع الرئيس سعد الحريري ان ينجز في الحكومة اذا تمكن من تأليفها؟”.




وأشارت إلى أن طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري فيما يخص الحكومة يساعد على تعويم السلطة الحاكمة الحالية، ويهدف الى أن تكون الحكومة مجرد صمام أمان لوجودهم ونفوذهم، وليس لمصلحة الشعب والوطن.

ورأت شدياق ان العهد يريد أن يطمئن نفسه بأن علاقة التيار الوطني الحر وتيار المستقبل جيدة ومستمرة، حتى لو على حساب الوطن. وأكدت أن 4 سنوات ونصف كافية لإنجاح أي عهد، خاصة لمن يملك أكبر كتلة نيابية، ومتحالف مع أكبر وأقوى الأحزاب حزب الله وجملة “ما خلونا” غير منطقية. وأشارت إلى أن اتفاق الطائف لم يضعف المسيحيين، بالعكس، هو ضمن وجود المسيحيين في السياسة، ولكن هذا لا يعني أن يتمسك فريق واحد فقط بالسلطة.





وقالت، “يلومنا الثوار أن القوات اللبنانية شاركت بالسلطة، لذا لا يحق لنا الإعتراض، لكن يجب التذكير أن وزراء القوات عددهم محدود، وعملوا بشكل جدي ومحترف في وزاراتهم، أما عن التسوية، فنحن لم ندخل بأي تسوية، سوى لمصلحة الوطن”.

وأضافت، “ليست صدفة أن يقول الموفد الفرنسي أن التسوية ضرورية بين الحريري وعون كي تتشكل الحكومة، وذلك لأن هذه الأحزاب لن ترحل إلا بأقل اضرار ممكنة عليها”. وأوضحت أن مي شدياق كوزيرة هي أول من عملت على آلية التعيينات الإدارية وفقا للكفاءات، ومن اعترض على القانون هو رئيس الجمهورية الذي لم يوقع على القانون. وتابعت، “هناك فريق فشل وإذا أراد تبرير فشله يعود لفتح صفحات التاريخ، وهذه لعبة باتت قديمة وغير فاعلة”.



وأكدت شدياق أن القوات اللبنانية طالبت بحكومة اختصاصيين منذ العام 2015، ولكن حكومة حسان دياب ليست تكنوقراط بالشكل العلمي، وبالرغم من كفاءة البعض، إلا أنهم تم تعيينهم من قبل الأحزاب الحاكمة، وقراراتهم سياسية وليس سيادية.

ورأت أن طرح بري سيعيد إنتاج الحكومات السابقة، القائمة على المحاصصة والزبائنية، لذلك القوات لم تقبل به. ورأت أنه لو تم المضي قدماً بالإصلاحات المفروضة من المجتمع الدولي وتنفيذ مشاريع سيدر، لم نكن لنصل الى هذه الحالة من الانهيار لأن أموال المؤتمر كانت ستستخدم لتحريك العجلة الاقتصادية.

وقالت، “حين كنت وزيرة، عملت بجدية تامة كي ننجز إستراتيجية مكافحة الفساد، لكن بعد التسلم والتسليم، تغيرت الخطة، أما اليوم، فعادوا لتنفيذ هذه الخطة، والخلاصة أن القوات اللبنانية لم تكن يوماً جزءاً من الفساد”.

وأضافت، “معلوماتنا تقول إن اتصالات جرت بين وفيق صفا والتيار الوطني الحر لحلحلة الوضع، لكن التيار رفض إعطاء الثقة للحكومة بدون الثلث المعطل”.

وسألت، “كيف لحزب العهد ألّا يعطي حكومة عهده الثقة؟ الجواب هو اقتناع العهد أن هذه الحكومة لن تنجز شيء، وهكذا يحمون أنفسهم أمام المجتمع الدولي، وفي نفس الوقت يحافظون على وجودهم في الداخل”.

وشددت شدياق على أن هدف النائب جبران باسيل هو الوصول لرئاسة الجمهورية، وهو أول من أفشل عهد عمه الرئيس ميشال عون بسبب تصرفاته. وأوضحت أن تصرف القاضية غادة عون هو خرق للقوانين وللأخلاق القضائية والعامة، كنا نتمنى لو لم تستغل أمن الدولة كي تقتحم مكاتب الصيرفة التابعة لمكتف، فهذا مشهد شعبوي وهستيري وليس إصلاحي.

وقالت، “نحن أول من دعا لاستقلالية القضاء، لكن ما رأينا هو استنسابية في القضاء وليس استقلالية”. وأضافت، “فيما يخص قضية ميشال مكتف، قد تكون القضية سياسية، وذلك لأنه ينتمي الى 14 آذار، وخاصة أن القضاء لا يملك أي دليل فعلي ضده”. ولفتت إلى ان حزب الله يعتبر أن التهريب امر مشروع للحفاظ على المقاومة ولمحاربة الحصار الأجنبي.

وكشفت عن أن التقارير الصحفية تؤكد أن حزب الله يهرب ما يفوق الـ50% من البضاعة المدعومة الى سوريا، أين مصلحة الشعب اللبناني في هذا التصرف؟”. وقالت، “إن كان قضاء العهد يريد تنفيذ القانون، عليه ألا يكون استنسابي، لأن الفساد موجود في كل المناطق”.

وأكدت ان زيارة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل ليست عن عبث، وهي في الظاهر زيارة وداع، ولكن في الباطن لها أهداف كثيرة، وقد تكون لوضع حد لنفوذ حزب الله.

وأوضحت أن الزيارات الدبلوماسية الى لبنان تؤكد أن المجتمع الدولي بجانب لبنان، وتدل على أن تحكّم ايران عبر حزب الله في البلد امر مؤقت. وقالت شدياق، “شهدنا البارحة حملة من التصاريح المضادة المتعلقة بملف الترسيم والعقوبات المرفوعة على جبران باسيل، والأمر حقيقي وليس تجنّي، وما يؤكد ذلك هو زيارة ديفيد هيل لممثلين عن التيار الوطني الحر امثال الياس بو صعب”.

وأكدت أن تقاذف المسؤوليات في ملف ترسيم الحدود هو فقط تجنباً لنقمة الشعب ضد من سمح لنفسه المساومة على موارد لبنان الطبيعية. وأضافت ان العقوبات على جبران باسيل ليست فقط سياسية، فهي مرتبطة بشكل كبير بالفساد.

وتابعت، “حزب الله هو مشكلة لبنان الأساسية، إذ عزل لبنان عن محيطه العربي وقضى على علاقاته الدولية، كما أنه يقضي على كل محاولة لبناء دولة”. وأشارت إلى أن المبادرة الفرنسية هدفها وجود حكومة إصلاحية، ولكن يجب تسليط الضوء على أن تشكيل حكومة مثل سابقاتها لن تنجح بسبب مبدأ المحاصصة.

وأكدت ألا خلاص للبنان ولا قيام لدولة القانون في وجود دويلة حزب الله، وتركيز القوات اللبنانية على تعزيز دور المؤسسات الأمنية لإضعاف حزب الله، لان الأخير يعتبر أن الجيش ضعيف ولا يمكنه حماية لبنان.

وقالت، “لا أفهم كيف تستطيع نساء حزب الله إرسال أبنائهم الى سوريا للموت هناك، للأسف حزب الله يغسل عقول مناصريه بشعارات فارغة مثل حماية لبنان، في الوقت الذي يملك الجيش عديد قوي، لكنه يحتاج لعتاد متطور اكثر فقط”.

وأضافت، “حزب الله لا يعطي رأيه حاليا في قضية ترسيم الحدود كي يستخدم هذه الورقة لاحقا في مفاواضاته، يريدها أن تبقى تلك الحدود خط نزاع”. وتابعت، “حزب الله يعطي مواعظ بالوطنية، وهم أبعد من يمثل الوطنية، فهم ليسوا سوى جنود لإيران”. وأوضحت شدياق أن من يحارب قائد الجيش حالياً بحجة أنه يطمح للوصول الى كرسي رئاسة الجمهورية، خائف من المنافسة وليس اكثر.

وقالت، “رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد يكون مرشح لرئاسة الجمهورية القادمة، بحسب ما تطلبه الظروف والتغييرات الإقليمية والقوات اللبنانية لم ولن تسلم أي ورقة لحزب الله للوصول الى سدة الرئاسة”.

وأشارت إلى أن جعجع مصرّ على أن تركيز المجتمع الدولي على تشكيل الحكومة لا نتيجة له، داعياً إياهم الى التركيز على اجراء انتخابات نيابية. وقالت، “بدلا من الإهتمام بملف الترسيم والحفاظ على موارد لبنان النفطية، يهتم المسؤولون الحاليون بالحروب العبثية وببناء معامل كهرباء محاصصتية”. ولفتت إلى أن فرنسا لا تحب عادة الوصول الى فرض العقوبات، ولكنها اليوم مضطرة لان العقوبات موضوعة الآن على طاولة الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت أن المسؤولين غير مهتمين بالعقوبات لأن ما يهمهم هو النفوذ الداخلي، وروسيا تحاول العمل على ترسيم مواقع النفوذ في المنطقة، ولكن لغاية اللحظة، ايران لم تعطي الضوء الأخضر لروسيا بالتوسع في لبنان.

وكشفت عن أن عقدة الحكومة داخلية، بتأثير خارجي. ورأت انه من غير المنطقي أن يخرج الرئيس عون متسائلاً عن الوضع، هو الرئيس وهو المسؤول، وخطاباته هي لشد العصب الجماهيري، ولرمي المسؤولية عن كاهل فريقه. وأملت شدياق ان يصل التدقيق الجنائي الى نتيجة موعودة، ولكن القضاء في لبنان لا يُعوّل عليه.

وكشفت عن أن مبادرة ground zero ستتحول قريباً الى جمعية ground zero، وقد ساهمت هذه المبادرة بتخفيف أوجاع الناس بعد كارثة المرفأ.