خاص - إدارة خلافات حلفائه... أصعب المهمات التي يواجهها "الحزب"!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 19, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني


رغم النشوة الاقتصادية التي يعيشها حزب الله المنكب على دعم بيئته الشعبية لتفادي غضبها جراء الإنهيار المالي والاقتصادي الذي يضرب لبنان، فإن الحزب يعاني سياسيًا نتيجة الخلاف الحاد بين حلفائه، إن كان بين حركة أمل والتيار الوطني الحر من جهة وبين الأخير وتيار المردة من جهة أخرى.

من المعروف أن حزب الله يهتم لأمر حلفائه، لا بل يخوض معاركهم ويتحمل نتائج إرتكاباتهم السياسية والادارية، فالحزب هو "الفلك" الذي لا بد وأن تدور داخله حركة بقيّة الأحزاب "الموالية"، وذلك نتيجة تأثيره الواسع على الحياة السياسية، لكن الخلافات بين حلفائه تنهكه وقد تقلص الدور الكبير الذي يلعبه.

مرجع سياسي أشار لـ"الكلمة أونلاين"، إلى أن "أي علاقة سياسية بين طرفين هي علاقة تبادلية قائمة على المصالح المشتركة، وبقدر ما حزب الله له مصلحة مشتركة بوجود حلفاء له يغطون مشروعه السياسي والعسكري والأمني والعقائدي والإيديولوجي، بقدر ما هم أيضًا بحاجة له كونه يشكل الرافعة لمشاريعهم السلطوية".

ولفت إلى أن "حزب الله يأخذ بعين الإعتبار أن لكل طرف وزنه، وهو يدرك أن حجم تيار المردة يختلف عن حجم التيار الوطني الحر، فالأخير عابر للمناطق ولديه أكبر كتلة نيابية، بينما المردة موجودة تحديداً في الشمال، لكن هذا لا يعني أنه يتخلى عن فرنجية بل سيبقى داعمًا له كما هو الحال الرئيس ميشال عون".

وأوضح أن "للحزب مصلحة مع فريق أكثر من الٱخر بناءً على حجمه الشعبي (التيار الوطني الحر)، وعلى الطرف الآخر أن يتفهم هذا الواقع (تيار المردة)"، معتبرًا أن "هذه المعادلة قد تصطدم بواقع متعلق برئاسة الجمهورية، لأن سليمان فرنجية يعتقد أن إنسحابه لمصلحة عون عام 2016 يختلف عن إنسحابه لمصلحة باسيل، خصوصًا أن باسيل معاقب أمريكيًا وعلى خلاف مع معظم الأحزاب اللبنانية، أما فرنجية له قاعدة شعبية لا بأس بها، ويحظى بدعم الثلاثي (بري - الحريري - جنبلاط)، وبالتالي له فرصة جدية في الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية".

وأشار إلى أن "حزب الله في أزمة، لأنه في حال اختار فرنجية، فإن جبران باسيل لن يكون راضيًا وقد ينقلب عليه، وإذا رشحّ باسيل، فإن فرنجية لن يكون راضيًا، فالطرفين في حالة تناقضية وغير طبيعية، وبالتالي حزب الله سيخسر أحدهما".

ورأى أن "الحزب قد يترك موضوع رئاسة الجمهورية للحظات الأخيرة، ولن يحسمه باكرًا لتجنب التناقض بين باسيل وفرنجية، وربما يُفضل ضمنيًا بأن يأتي شخص آخر لرئاسة الجمهورية، لأنه يدرك حجم المشكلة التي سيتسبب بها، في ظل إصرار باسيل على خلافة عمه العماد ميشال عون من جهة وطموح فرنجية للرئاسة التي يعتبرها أنتزعت منه عام 2016 من جهة أخرى".

وذكر المرجع، أن "ما يهم حزب الله هو الطرف القادر أكثر على تغطية مشروعه السياسي، لذلك سيحاول أن يوازن بين الطرفين حتى تأتي لحظة الحقيقة".

من ناحية أخرى، أكدت مصادر مقربة من حزب الله لـ" الكلمة أونلاين"، أن "العلاقة بين الحزب وحلفائه مبنية على الإحترام والتفاعل الإيجابي، وإن أصابتها بعض التصدعات بسبب عمق الأزمة وتداعياتها المختلفة".

وقالت: "لا شك أن هناك من يعمل على إظهار الفوارق بما يوحي بخلافات عميقة، أو يتجه البعض إلى إستغلال أي تباين في الرؤى ليشن حملة في الاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يبرز فيها عناصر النفور بين الطرفين، لكن الحقيقة في مكان آخر، فلطالما كانت القيادات تدرك أهمية هذا التحالف على المستوى الوطني، ولكنها في الوقت نفسه ممن يلعبون على وتر التباينات ليجعلوا جمهور هذا الفريق او ذاك في حالة من الهيجان".

وأضافت المصادر، "في الحقيقة الواقع ليس صحيًا بالكامل ولا يمكن تجاهل وجود وجهات نظر حول ملفات سياسية واقتصادية متنوعة، لكن ما زال بالإمكان القول أن كلا من حزب الله والتيار الوطني وتيار المردة يحتاجون إلى بعضهم البعض، وإن لم يكن في إستحقاقات إنتخابية فحول قضايا وطنية وإستراتيجية".

وعن كيفية إدارة الخلاف بين الحلفاء، أكدت المصادر نفسها أن "حزب الله يعاني كثيرًا في إدارة خلافات حلفائه. فكلما رتقت من مكان انفصمت من مكان اخر".

وأشارت إلى أن "هذه المهمة قد تكون من أصعب المهمات التي يواجهها حزب الله للتوفيق بين حلفائه وتجاوز الحساسيات والتنافسات الخاصة، والنظر إلى الأهداف والتحديات الكبرى، لكن في معظم الأحيان الأمور لا تجري كما يرغب".

وإذ جزمت أن "التحالف بين حزب الله حركة أمل إستراتيجي لا يزعزعه أي فعل وأي عمل إلى أبد الآبدين"، شرحت المصادر أن "الرئيس نبيه برّي ليس كباقي الحلفاء، ولا يمكن مخاصمته حفاظًا على وحدة الصف الشيعي، أما
التيار الوطني الحر فهو حليف مهم، لكن العلاقة معه مرتبطة بالتفاهم وتطور الأحداث، أما تيار المردة فهو حليف وصديق تاريخي بسبب مواقفه الثابتة، لكن العلاقة معه مرتبطة أيضًا بالواقع السياسي وبحجم دوره على الساحة السياسية".

وأكدت في الختام، أن "الحزب حريص على إبقاء العلاقة مع الحلفاء إيجابية وعدم التفريط بهم، ولذا يسعى لإبقاء العلاقة مع الجميع والتنسيق معهم ومنع إيصال الخلافات إلى حالة من التوتر، وهو حريص على إمساك العصا من النصف، وفي حال زاد التوتر يسعى للملمة الأمور بسرعة لعدم تطورها".