خاص- الضاحية تُراهن على برّي... وتدعوه لهذا النوع من التحرك- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, April 13, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني



بينما ينتظر اللبنانيون تشكيل حكومة تُخفف عنهم حدة الأزمات التي يعانون منها، فإن كل المعطيات والأجواء السياسية تشير إلى أن الحكومة في خبر كان، وأن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي قيد الإحتضار، ما لم يبادر المعنيون بالتأليف إلى أخذ خطوة جدية وتغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصالح الشخصية والحسابات السياسية.

هل سقطت مبادرة الرئيس برّي الحكومية؟

أوساط سياسية مطلعة أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أن "مبادرة برّي لم تسقط بعد رغم الأجواء السلبية التي تخيم على ملف تشكيل الحكومة"، مشيرة إلى أن "الاتصالات واللقاءات مستمرة للتوصل إلى حلول سياسية، لكنها لم تصل إلى النتيجة المرجوة بعد".

ولفتت إلى أن "برّي أخبر المعنيين أن لا حلاً للأزمة إلا عبر طرح حكومة من 24 وزيرًا دون ثلث معطل لأي طرف، والحكومة لن تبصر النور إلا على "قاعدة لا غالب ولا مغلوب".

وقالت: "قد يكون هنالك مصلحة بإبقاء هذه المبادرة حيّة من أجل إبقاء فرصة لتشكيل الحكومة، لأن إسقاط هذه المبادرة بشكلٍ نهائي يؤدي إلى تغييب أي فرصة للخروج من المأزق الحكومي، وبالتالي هذه المبادرة تعتبر خشبة الخلاص التي من الممكن خلالها الوصول إلى حكومة".

واعتبرت أن "ما بين إبقاء هذه المبادرة حية وعدم إعلان سقوطها وبين الإعلان أنها ما زالت قائمة لا يُقدم ولا يؤخر، لأنه من الواضح غياب كل المساعي الدولية التي ظهرت الأسبوع الماضي والتي اصطدمت بحائطٍ مسدود، سواء المساعي المصرية أو العربية أو الفرنسية، وبالتالي هناك انسداد وعدم أمل خارجي بالخروج بحكومة. أما في الداخل، من الواضح أن أزمة الثقة بين الرئيسين عون والحريري تكبر أكثر وأكثر، وعلى الرغم إذا ما زالت المبادرة قائمة أو لا، لا يوجد أي وساطة عملية ولا يوجد أي وسيط يتحرك بين الأطراف المعنية، فضلاً عن أن رئيس الجمهورية نقل المعركة إلى مكان آخر، أي بين معركة تدقيق قبل التشكيل وبين معركة صلاحيات في كل الأوقات".

ولفتت الأوساط، إلى أن "السؤال الأساسي، هل العقوبات التي يلوح بها الاتحاد الأوروبي، في حال إقرارها، ستفتح الباب أمام إعادة تنشيط وإحياء مبادرة برّي؟، علمًا أن أي حكومة ستتألف، ستتشكل بناء على قاعدة معينة، ومبادرة برّي اليوم هي الأنسب للتشكيل انطلاقًا مما وصلت إليه الأمور، لكن من المؤكد عدم وجود شيء في الأفق قبل أن تتحرك الأمور خارجيًا، لأن داخليًا وصلت إلى حائطٍ مسدود".

من جهتها، اعتبرت مصادر تيار" المستقبل"، أن" تغاضي رئيس الجمهورية وتجاهله لمسألة تأليف الحكومة في خطابه الأخير، وبيان التيار الوطني الحر يوم أمس الأول يؤكدان أن مبادرة برّي عمليًا لم تعد موجودة".

ولفتت إلى أن "فريق رئيس الجمهورية
عاد للحديث عن وحدة المعايير وأن فريق الحريري - بري - جنبلاط يريد الحصول على النصف زائد واحد، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً، وهي حجة لتمسك رئيس الجمهورية بـ الثلث المعطل".

وأكدت أن "الحريري لا ينتظر الموافقة السعودية على تشكيل الحكومة كما يروج فريق باسيل، وإذا أراد رئيس الجمهورية تأكيد حسن نيته، فليثبت أنه لا يريد الثلث المعطل وليوافق على طرح الحريري".

وأشارت المصادر، إلى أن "الحريري ينتظر جواب رئيس الجمهورية وليس العكس، ولا يريد في كل مرة أن يوافق على طرح معين ثم يقوم رئيس الجمهورية بالإنقلاب عليه، فالحريري وافق على طرح الرئيس برّي كحل متكامل، لكن المشكلة عند عون الذي وافق على الـ 24 وزيرًا لكنه مُصرّ على الثلث المعطل".

ولفتت إلى أن "المشكلة عند رئيس الجمهورية وجبران باسيل تتخطى مسألة التدقيق الجنائي وعدد الوزراء في الحكومة، فهما يريدان حكومة قادرة أولاً على الحكم بعد إنتهاء عهد ميشال عون كي يضمن باسيل بقاءه في الحياة السياسية، وثانيًا هي ورقة بيد جبران لمحاولة رفع العقوبات الأميركية عنه، وتحسين وضعه الدولي".

من جانبها، أشارت مصادر التيار الوطني الحر لـ" الكلمة أونلاين"، إلى أن "أحدًا لم يطرح على رئيس الجمهورية أي مبادرة، وإذا كان هناك مبادرة رسمية فليتفضل الرئيس المكلف ويتقدم بطرحٍ جديد لرئيس الجمهورية بدل إصراره على حجز ورقة التكليف في جيبه".

وأكدت أن "مع سلوك الرئيس سعد الحريري وتعاطيه في ملف التأليف، لا مبادرة برّي ولا غيرها قد تحل الأزمة الراهنة"، قائلة: "مع سعد الحريري ما في شي ماشي".

إذا ذلك، أوضحت مصادر مقربة من حزب الله، أن "الحزب يدرك حساسية المرحلة الراهنة وهو مع كل مبادرة تعيد التوازن السياسي إلى حدود منطقية، وهو يدعم الرئيس برّي في مساعيه حتى ولو لم تكن متوافقة بالكامل مع تطلعات حزب الله بالنسبة إلى العملية الاصلاحية وطبيعة مقاربات الملفات الداخلية والخارجية".

وقالت: "بما أن الأزمة باتت تهدد أسس الاستقرار المالي والاقتصادي وتدفع بالبلد إلى حالة الانهيار الاجتماعي والأمني، فإن حزب الله مع كل ما يمكن ان يوقف هذا النزيف ويعيد ترميم الأوضاع بطريقة أفضل".

وأضافت "صحيح أن مبادرة الرئيس برّي تترنح بسب تصلب الطرفين الأساسيين المستقبل والوطني الحر، ولكن برّي فتح كوة في جدار المراوحة ودفع بمسار تشكيل الحكومة خطوة أو خطوات إلى الامام. وحزب الله يراهن على حكمة برّي ونجاحه في تراجع كل طرف لمصلحة البلد".

وتابعت المصادر، "ربما يحتاج الرئيس بري أن يمارس مع الطرفين إستراتيجية الضغوط القصوى لا الدبلوماسية القصوى لتحقيق تقدم فعلي قبل فوات الأوان".